أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Sep-2025

بناء "السمعة الرقمية".. مهمة ليست سهلة والثقة أساس النجاح

 الغد-إبراهيم المبيضين

 لم يعد بناء "سمعة رقمية" إيجابية للشركات والمؤسسات "ترفًا تسويقيًا" باعتباره أداة إستراتيجية لضمان البقاء والتميز في سوق مزدحم، بحسب خبراء يؤكدون أن تطبيق هذا المفهوم يعد الطريق الأسرع لكسب ثقة السوق والمستثمرين والعملاء لكن تحقيقه ليس سهلا.
 
 
ويوضح الخبراء في مجال الاتصالات وبناء الهوية الرقمية أن المفتاح الحقيقي لبناء السمعة الرقمية هو بناء الثقة الذي يعتمد على المصداقية، والابتكار في التواصل، والاستمرارية في تقديم قيمة ملموسة تجعل الجمهور يتخطى معرفة الشركة إلى الثقة بها.
ويلفت الخبراء إلى أن "السمعة الرقمية" والتركيز والعناية بها بالنسبة للشركات الناشئة تعد "حجر الزاوية" الذي يُبنى عليه المستقبل، لأن الشركة الناشئة في المراحل الأولى، لا تملك تاريخاً طويلاً أو قاعدة عملاء كبيرة، لذا فإن السمعة الرقمية هي أول ما ينظر إليه العملاء والمستثمرون.
وبينوا أن " السمعة الرقمية" هي نهج يساعد الشركة الناشئة على بناء المصداقية والثقة في سوق مزدحم، وجذب الاستثمار، كما يساعدها في تكوين قاعدة العملاء الأولية. 
ولا يوجد تعريف موحد للسمعة الرقمية ولكن يمكن تعريفها ببساطة على أنها الانطباع الذي يتكوّن عن شركتك من خلال وجودها على الإنترنت: محتواك، تفاعلك، تقييم العملاء، وحتى الطريقة التي تُعالج بها الأزمات، هي ببساطة الصورة الذهنية في عقول الآخرين عبر الفضاء الرقمي.
السمعة الرقمية رصيد أساسي
 لكل أنواع الشركات
وقال المستشار في مجال الإعلام الرقمي وبناء العلامة التجارية إبراهيم الهندي "في عصرٍ أصبح فيه العالم الافتراضي أكثر تأثيرًا من الواقع، لم تعد السمعة الرقمية مجرد جانب تكميلي للشركات، بل تحوّلت إلى رصيد أساسي يحدد مكانتك في السوق". 
وأكد الهندي " على أن صورة الشركة على الإنترنت قد تكون بوابتها للنمو.. أو أكبر عائق أمامها".
وأشار إلى أن ذلك ينطبق على كل أنواع الشركات سواء كانت شركة ضخمة أو شركة صغيرة أو متوسطة، ولكن الأهمية تزيد في حال أن الشركة الناشئة التي تخطو خطواتها الأولى وبالتبعية تحتاج إلى قوة في أولى الانطباعات وفي أول خطوات بناء السمعة الرقمية وهي بحاجة إلى الوصل الأكبر وتكوين قاعدة العملاء. 
كيف تبني السمعة الرقمية؟
وحول خطوات بناء السمعة الرقمية بين الهندي أن أولى الخطوات تتمثل "وضوح الهوية" ، فعلى الشركة أو المؤسسة أو الفرد أن يسأل نفسه: من هو ؟ ما قيمته؟ وما الرسالة التي تريد أن يعرفها الناس عنه؟ لافتا إلى أن هذه الركيزة الأساسية لأي حضور رقمي ناجح.
وأضاف " الخطوة التالية تتمثل في المحتوى المتجدد؛ فالنشر المستمر لمحتوى يعكس خبرتك ويضيف قيمة لجمهورك هو ما يبني الثقة مع مرور الوقت، ثم هناك التفاعل الإيجابي، حيث لا يكفي أن تنشر فقط، بل يجب أن تستمع للعملاء وترد بسرعة وبأسلوب يحترمهم ويُشعرهم بالاهتمام".
وأكد الهندي أهمية " الشفافية، إذ من المهم أن تعترف بالأخطاء عند وقوعها وتعمل على تصحيحها، فالمصداقية أهم من محاولة الظهور بمظهر مثالي.
ما أهمية السمعة الرقمية؟
وتحدث الهندي عن اهمية السمة الرقمية ، وقال "هي مهمة للشركات الكبيرة فهي وسيلة للحفاظ على الثقة وتعزيز الولاء لدى العملاء، أما للشركات الناشئة فهي رأس المال الأول، وقال "يمكن للسمعة الرقمية أن تعوّض قلة الموارد والميزانيات الضخمة عبر حضور رقمي قوي وصورة إيجابية تعزز فرص النمو".
ما التحديات؟
وعلى صعيد متصل أكد الهندي أن بناء السمعة الرقمية ليس أمرا سهلًا، فهناك سوق مزدحم ومنافسة شرسة، إضافةً إلى مخاطر المراجعات السلبية التي تنتشر بسرعة، كما أن الاستمرارية في النشر والتفاعل يمثل تحديًا للكثير من الشركات، فضلًا عن الأزمات المفاجئة التي قد تهدد الصورة العامة إذا لم تُدار بحكمة. 
نصائح عملية
ونصح الهندي الشركات والمؤسسات بمراقبة وجودها الرقمي بانتظام، لتعرف كيف يراك الآخرون، ابنِ قصصًا إنسانية حول علامتك التجارية، فالقصص تعزز الترابط العاطفي مع الجمهور، وأن تستثمر في تجربة العميل الرقمية، سواء عبر سهولة استخدام موقعك أو سرعة استجابتك لرسائل العملاء، وأن تحرص على أن تكون هويتك البصرية ورسائلك متسقة عبر جميع المنصات، لأن التناسق يرسخ صورة قوية يصعب 
نسيانها.
الانطباع الأول عن الشركة
ومن جانبه، قال رئيس مركز رواد الأعمال المهندسين في نقابة المهندسين الأردنيين (رام)، م.معتز العطين إن "السمعة الرقمية اليوم ركيزة أساسية في مسيرة أي شركة ناشئة، فهي الانطباع الأول الذي يتشكل في ذهن العملاء والمستثمرين والشركاء بمجرد البحث عن اسم الشركة عبر الإنترنت". 
وأضاف العطين "في عالم تسوده السرعة والمنافسة الشديدة، قد يكون بناء هذه السمعة أو خسارتها مسألة لحظات، لكنها في الوقت نفسه عنصر إستراتيجي يصنع الفارق بين نجاح وفشل المشروع، فالسمعة الرقمية الإيجابية تمنح الشركة الناشئة فرصة أسرع لاكتساب ثقة السوق، بينما السمعة السلبية قد تعرقل أي فرصة للنمو حتى لو كان المنتج مبتكرًا أو الخدمة عالية الجودة".
إستراتيجية متكاملة مبنية على المحتوى
وبين العطين أنه ولبناء سمعة رقمية قوية، تحتاج الشركات الناشئة إلى تبني إستراتيجية متكاملة ترتكز على تقديم محتوى ذي قيمة يعكس هويتها، ويبرز ما تقدمه من حلول حقيقية لمشكلات الجمهور.
فالمقالات المتخصصة والفيديوهات التعليمية والقصص الملهمة قادرة على إبراز صورة الشركة كمرجع موثوق، كما أن التفاعل المباشر مع العملاء والرد على استفساراتهم يعزز صورة الشركة كشريك قريب وشفاف. 
ولا يقل عن ذلك أهميةً تحسين الظهور في محركات البحث، بما يضمن وصول الشركة إلى جمهورها المستهدف لحظة بحثه عن الحلول.
كذلك يمكن للشراكة مع المؤثرين أن تسرع من ترسيخ المصداقية، فيما تؤدي التقييمات والتجارب الإيجابية للعملاء دورًا محوريًا في إقناع الآخرين بخوض تجربة مماثلة
المهمة ليست سهلة
 ويرى العطين أن هذه المهمة ليست سهلة في عالم رقمي يعج بالمحتوى والمنافسين. فالمستهلك اليوم يتعرض لعشرات الرسائل التسويقية يوميًا، ويبحث عن الشركات الأكثر صدقًا وواقعية في وعودها. لذلك فإن بناء السمعة يحتاج إلى صبر واستمرارية، وإلى تركيز أكبر على المصداقية وجودة التجربة أكثر من مجرد حملات إعلانية. فالشركة التي تُبالغ في وعودها سرعان ما تفقد ثقة الجمهور، أما تلك التي تقدم قيمة حقيقية وتستمع إلى عملائها وتتعلم من ملاحظاتهم فهي التي تبني سمعة متينة يصعب منافستها.
أدوات السمعة الرقمية 
أما من ناحية أدوات الوصول للجمهور، أوضح العطين أن اختيار المنصات الرقمية المناسبة يختلف باختلاف طبيعة الشركة الناشئة وجمهورها المستهدف. فـ “لينكدإن” يمثل البيئة المثالية للشركات التقنية أو التي تقدم خدمات موجهة للأعمال، إذ يتيح بناء شبكة من الشركاء والعملاء المحتملين، ينما “إنستغرام” و”تيك توك” يفتحان المجال أمام الشركات الموجهة للأفراد للتواصل مع جمهور واسع عبر الصور والفيديوهات القصيرة المؤثرة. أما منصة “إكس” (تويتر سابقًا) فتتيح التفاعل اللحظي مع القضايا الرائجة، ما يجعلها مناسبة للشركات الراغبة في الحضور ضمن النقاشات العامة.
وأشار العطين إلى أن  “فيسبوك” ما يزال يحتفظ بجاذبية في العديد من الأسواق، خاصة للوصول إلى شرائح عمرية أكبر وإلى جانب ذلك، يبقى “يوتيوب” قناة رئيسة لبناء محتوى طويل الأمد يمنح الشركة مصداقية أكبر من خلال الفيديوهات التوضيحية والقصص الملهمة.
وجود رقمي قوي 
ويرى الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي أن على الشركات من كل القطاعات وخصوصا الشركات الناشئة أن تركز على الوجود الرقمي القوي، وأن تكون العلامة التجارية حاضرة على المنصات الرقمية الرئيسة مثل موقع إلكتروني احترافي، وحسابات نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، لينكد إن، إنستغرام، إلخ).
أهمية السمعة الرقمية للشركات الناشئة
وقال الصفدي "بالنسبة للشركات الناشئة، تُعد السمعة الرقمية هي حجر الزاوية الذي يُبنى عليه المستقبل. ففي المراحل الأولى، لا تملك الشركة الناشئة تاريخاً طويلاً أو قاعدة عملاء كبيرة، لذا فإن السمعة الرقمية هي أول ما ينظر إليه العملاء والمستثمرون". 
وأكد الصفدي أهمية " السمعة الرقمية" في بناء المصداقية حيث إن السمعة الرقمية الإيجابية تُساعد الشركة الناشئة على بناء المصداقية والثقة في سوق مزدحم.
واشار إلى أهميتها في جذب الاستثمار كون المستثمرين يُولون اهتماماً كبيراً لسمعة الشركة الناشئة قبل اتخاذ قرار الاستثمار، فالسمعة الجيدة تُشير إلى أن الشركة تحظى بقبول في السوق.
وأكد أهميتها في تكوين قاعدة العملاء الأولية، مبينا أن المراجعات الإيجابية والتوصيات على الإنترنت هي أفضل طريقة للشركة الناشئة لجذب عملائها الأوائل.
المخاطر التي يجب تجنبها
وعلى الرغم من الفوائد، يرى الصفدي أن هناك مخاطر يجب الانتباه لها في مجال بناء السمعة الرقمية ومنها أمن البيانات والخصوصية لأن المنصات الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها كأدوات لبناء السمعة الرقمية تجمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية التي يجب حمايتها لمنع تسربها. 
وقال "من المخاطر ايضا تدهور تجربة العميل  إذا لم تصمم إستراتيجية السمعة الرقمية جيدًا، ما يُسبب إحباطًا للعملاء". 
وأشار إلى مخاطر فقدان السيطرة على المحتوى عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الذي قد يولد محتوى غير لائق أو خاطئ إذا لم تتم مراقبته جيدًا.