أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Aug-2025

قصة نجاح اقتصادي تعزز مكانة الأردن*هاشم عقل

 الدستور

وبدعم ملكي متواصل من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد حفظهما الله
على ضفاف البحر الأحمر، حيث تتلاقى الأمواج مع طموحات التنمية، تقف شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ (ACPOM) كركيزة أساسية للاقتصاد الأردني. هذه الشركة، التي تطورت من مؤسسة الموانئ التي أُسست عام 1952، تحولت إلى قوة دافعة وراء نجاح منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مقدمةً نموذجًا ملهمًا للكفاءة والابتكار في إدارة الموانئ ودعم التجارة الإقليمية.
من بدايات متواضعة
إلى مركز لوجستي عالمي
بدأت رحلة ميناء العقبة في ثلاثينيات القرن الماضي، ومع تأسيس مؤسسة الموانئ رسميًا عام 1952 بإرادة ملكية، أصبح الميناء بوابة الأردن البحرية الوحيدة. في عام 2017، تحولت المؤسسة إلى شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ، وهي شركة مساهمة مملوكة بالكامل للحكومة الأردنية، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية والتكيف مع متطلبات العصر. هذا التحول عكس رؤية استراتيجية للملك عبدالله الثاني لجعل العقبة مركزًا لوجستيًا وتجاريًا يربط قارات آسيا، أفريقيا، وأوروبا.
تدير الشركة منظومة موانئ متطورة تضم تسعة أرصفة متخصصة، تشمل ميناء الحاويات، ميناء النفط، ميناء الغاز المسال، والميناء الصناعي لتصدير الفوسفات والبوتاس. وبفضل موقع العقبة الاستراتيجي، أصبح الميناء معبرًا رئيسيًا يتعامل مع 70 ٪ من الصادرات الأردنية، ويخدم دول الجوار مثل العراق وسوريا.
إنجازات تعكس الكفاءة والتفوق
حققت شركة العقبة إنجازات بارزة جعلتها نموذجًا للنجاح:
* تطوير البنية التحتية: بتعاون مع شركة تطوير العقبة، تم بناء أرصفة حديثة بمواصفات عالمية، مما زاد من القدرة الاستيعابية وقلل مدة تفريغ البواخر إلى مستويات قياسية، حيث انخفضت من 25 يومًا إلى أيام قليلة.
* إيرادات قوية: حققت الشركة إيرادات بلغت حوالي 50 مليون دينار في عام 2018، مع توقعات بنمو مستمر بفضل زيادة حجم المناولة.
* دعم السياحة البحرية: شهدت الموانئ زيادة في استقبال السفن السياحية، مما عزز مكانة العقبة كوجهة سياحية عالمية.
* تمكين المجتمع المحلي: مع نسبة عمالة أردنية تصل إلى 99.4 ٪، تساهم الشركة في توفير فرص عمل مستدامة، خاصة لأبناء العقبة.
خلال التسعينيات، حين كان العراق تحت الحصار، اكتسب ميناء العقبة لقب «الميناء المجنون» لقدرته الفائقة على التعامل مع أحجام بضائع هائلة، مما عزز سمعته كمركز لوجستي مرن. وفي الوقت الحاضر، مع بدء إعادة إعمار سوريا بعد 2024، يبرز الميناء كشريك حيوي في نقل مواد البناء والبضائع، مما يعزز دوره في الاستقرار الإقليمي.
شراكات استراتيجية
تعتمد الشركة على نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تمتلك الحكومة 50 ٪ من ميناء الحاويات، بينما تدير شركات عالمية مثل APM Terminals العمليات اليومية. هذا النموذج عزز الكفاءة وساهم في استقطاب استثمارات أجنبية، مما جعل ميناء الحاويات قادرًا على استقبال سفن عملاقة بعمق 18 مترًا وطول 540 مترًا.
تحديات وطموحات المستقبل
رغم نجاحاتها، تواجه الشركة تحديات مثل الحاجة إلى تحديث مستمر للبنية التحتية لمواكبة النمو المتوقع في حجم التجارة، خاصة مع التوسع الإقليمي المتوقع. كما أثيرت مخاوف بشأن محدودية فرص العمل لأبناء العقبة في بعض الأدوار القيادية، مما يتطلب سياسات توظيف أكثر شمولية لضمان العدالة الاجتماعية.
في المستقبل، تخطط الشركة لتوسيع الأرصفة، دراسة إنشاء خط سكة حديد لتسهيل نقل البضائع، وتعزيز التكامل مع مشاريع إقليمية مثل نيوم السعودية. كما تسعى إلى تعزيز الاستدامة من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة العمليات لتقليل البصمة الكربونية.
بوابة الأردن إلى العالم
شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ ليست مجرد مؤسسة تشغيلية، بل رمز للطموح الأردني. بفضل موقعها الاستراتيجي، كفاءتها التشغيلية، ودعم القيادة الهاشمية، أصبحت الموانئ بوابة الأردن إلى العالم، ومحركًا للتنمية الاقتصادية في العقبة والمملكة. مع استمرار الابتكار والاستثمار، تظل هذه الشركة قصة نجاح وطنية تُلهم الأجيال وتؤكد قدرة الأردن على الريادة في المنطقة.