أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Jul-2025

مفاتيح نجاح رؤية التحديث الاقتصادي*موسى الساكت

 الغد

في ظل السعي المستمر نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة، تبرز الحاجة إلى بناء فهم واضح ومتكامل لعدد من المفاهيم الأساسية التي تشكل العمود الفقري لأي مشروع وطني طموح، وعلى رأسها: الرؤية، الإستراتيجية، السياسات، الإجراءات، والخطط. هذه المفاهيم ليست مصطلحات تقنية مجردة، بل أدوات عملية يجب أن تتكامل وتتناغم لضمان التنفيذ السليم لأي رؤية اقتصادية، وعلى رأسها رؤية التحديث الاقتصادي.
 
 
‏‎الرؤية تمثل الطموح البعيد المدى، فهي الصورة المستقبلية التي نرغب في الوصول إليها. وفي حالة الأردن، فإن رؤية التحديث الاقتصادي تسعى لبناء اقتصاد منتج، مستدام، وتنافسي يوفر فرص عمل ويستقطب الاستثمارات، وينفتح على العالم.
 
لتحقيق هذه الرؤية، نحتاج إلى إستراتيجيات واضحة، وهي الخطط الشاملة التي تحدد كيف نصل إلى الأهداف المرسومة، من خلال تحليل دقيق للواقع الاقتصادي والفرص المتاحة، مثل التحول الرقمي، تعزيز الابتكار، وتنمية الصادرات.
‏‎أما السياسات، فهي المبادئ العامة التي توجه سلوك المؤسسات، مثل سياسة دعم المشاريع الصغيرة أو سياسة تعزيز الاستثمار. هذه السياسات تحتاج إلى إجراءات تنفيذية واضحة، وهي الخطوات التفصيلية التي تضمن تحويل التوجهات العامة إلى واقع ملموس على الأرض. ثم تأتي الخطط، التي تُترجم الإستراتيجيات إلى برامج ومبادرات محددة بزمن وميزانية ومسؤوليات، مثل خطة تطوير القطاع الصناعي أو خطة ربط التعليم بسوق العمل.
‏‎لكن كل هذه المكونات، مهما بلغت دقتها، تبقى حبرا على ورق إذا لم يكن هناك فريق عمل وزاري موحد يتابع التنفيذ ويربط بين هذه المفاهيم في إطار مؤسسي منسق. من دون هذا الفريق، سنشهد تكراراً للجهود، تضارباً في القرارات، وغياباً للمساءلة. 
هذا الفريق يجب أن يكون ممثلاً عن الوزارات المعنية، ويعمل بروح واحدة لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ضمن إطار واضح للمساءلة والرقابة وتقييم الأداء.
‏‎خلاصة القول، إن تحقيق التحديث الاقتصادي ليس مجرد إصدار وثيقة أو إطلاق شعار، بل هو عملية تراكمية تعتمد على فهم دقيق للمفاهيم الإدارية والتنظيمية، وتطبيق فعلي لها على أرض الواقع من خلال تنسيق مؤسسي فعال. فبدون رؤية واضحة، وإستراتيجية محكمة، وسياسات داعمة، وإجراءات منظمة، وخطط واقعية، لن يكون هناك تنفيذ ناجح، ولن تتحول الرؤية إلى واقع.
‏‎وهنا تبرز أهمية الإرادة، والإدارة الكفؤة، وفريق العمل الموحد، كضمانة حقيقية لتحقيق ما نصبو إليه من تنمية اقتصادية حقيقية.