أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Oct-2025

اقتصاد المواسم.. متنفس مؤقت للأسر الأردنية

 الغد-رهام زيدان

 في وقت تزداد فيه الضغوط المعيشية وتتقلص الخيارات أمام الباحثين عن عمل، تحل المواسم الاقتصادية كـ"منقذ" لكثير من الأردنيين والأسر في مواجهة متطلبات الحياة التي لا حصر لها.
 
 
ومع تعاقب المواسم الاقتصادية في الأردن، يبرز حضور لافت لفرص العمل المؤقتة التي تنتشر في قطاعات متعددة مثل الزراعة، والخدمات، والتجارة الموسمية. 
ورغم قصر فترة هذه المواسم، إلا أنها تشكل متنفسا لآلاف الأسر والأفراد، إذ تساهم في التخفيف من وطأة البطالة وتوفر دخلا إضافيا يساعد على تلبية جزء من الاحتياجات الأساسية.
ويقدر منتدى الإستراتيجيات الأردني نسبة مساهمة اقتصاد الظل -الذي يعد اقتصاد المواسم جزءا منه-  بـ" 15 %" من الناتج المجلي الاجمالي، فيما تشير الأرقام إلى أن معدل البطالة في الأردن تراجع إلى 21.3 % خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 21.4 % للفترة نفسها من العام الماضي.
وتبين الإحصاءات أن العمالة الوافدة ما تزال تستحوذ على حصة كبيرة من سوق العمل، إذ شكلت 44 % من إجمالي المشتغلين خلال الربع الأول من 2025، مقابل 44.7 % في الفترة نفسها من 2024.
الأنشطة الموسمية محرك اقتصادي واجتماعي متعدد القطاعات
موسم الزيتون هو أحد أبرز المواسم التي يعتبرها كثيرون بمثابة "موسم احتفال" حيث يقبل الأردنيون على العمل بمختلف الأنشطة المرتبطة بالقطاف والعصر، ليشكل مصدرا رئيسيا للعمل الموسمي وفرصة لتعزيز الدخل للأسر وفق مواطنين ينتظرون هذه المواسم.
ويرى خبراء أن مواسم العمل المؤقت مثل قطاف الزيتون، تسهم في امتصاص جزء من البطالة الموسمية، خصوصا بين الشباب والنساء في المناطق الريفية، إلا أن الأثر يبقى محدودا زمنيا ولا يشكل بديلا عن سياسات تشغيل طويلة الأمد، ما يطرح تساؤلات حول كيفية الاستفادة من هذه المواسم لتصميم برامج تشغيل أوسع وأكثر قدرة على الاستدامة.
فاطمة أحمد، وهي سيدة خمسينية من ضواحي العاصمة، تتجه كل عام للعمل في أحد المزارع القريبة من منزلها حيث تشارك في القطاف لعدة أيام مقابل أجر تعتبره سندا مؤقتا يعينها على تلبية بعض الحاجات الأساسية. 
وتقول فاطمة إنها تستغل هذا الدخل لشراء مؤونة المنزل أو توفير ألبسة لأبنائها، إلى جانب دفع جزء من الفواتير المترتبة.
وتضيف أنها تحاول أيضا الاستفادة من مواسم أخرى مثل الفاكهة الموسمية لصناعة المربيات أو تنظيف "الملوخية" و"العكوب" وبيعها لبعض الأسر والسيدات العاملات.
عبدالله محمود بائع خضراوات متنقل بسيارته بين الأحياء السكنية في مناطق من عمان يبين هو الآخر أن بعض المنتجات الموسمية مثل الزيتون والذي بدأ حاليا  يزيد من فرص البيع وكسب الرزق أكثر من باقي الأيام الاعتيادية خصوصا من قبل السيدات في المنازل.
ويضيف "هنالك من النساء من اعتدن الشراء مني ويوصينني لاحضار كميات من المنتجات مثل الزيتون أو بعض الخضار الأخرى في وقتها مثل الفول الأخضر أو الملوخية مثلا وهي كلها تزيد من عوائدي اليومية" وهو بدوره ينسق لذلك مع أصحاب مزارع تشغل عددا من الأيدي العاملة في هذه المواسم.
المواسم تعزز الحركة الاقتصادية وتفتح فرص عمل إضافي
الخبير الاقتصادي زيان زوانة يوضح أن ما يُعرف بـ"اقتصاد المواسم" يشكل نشاطا حيويا ومتعدد الوجوه في الأردن كما في دول العالم الأخرى، حيث ترتبط دورته بمناسبات وأحداث سنوية تعزز من الحركة الاقتصادية وتفتح فرصا للعمل الإضافي.
ويضرب زوانة مثالا بموسم الزيتون الذي يمر بمراحل متتابعة تبدأ بالقطاف ثم النقل إلى المعاصر والعصر وإعادة التوزيع للبيع والتخزين لتشارك في كل مرحلة فئات مختلفة من الأيدي العاملة، ويشير إلى أن هذا التنوع يوجد شبكة واسعة من فرص العمل الريفية والزراعية، وهو ما يتكرر في مواسم أخرى مثل التمور والرمان.
كما يلفت إلى أن الاقتصاد الموسمي لا يقتصر على المنتجات الزراعية، بل يمتد إلى المناسبات الدينية والاجتماعية كرمضان والأعياد، حيث تنشط قطاعات التجارة والخدمات والمأكولات بشكل يشبه ما يحدث في موسم الحج في السعودية أو مواسم الأعياد في الدول الغربية.
ويؤكد زوانة أن الاستفادة المثلى من هذه المواسم تتطلب استعدادا مبكرا وتنسيقا بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، بحيث تتحول من مجرد أنشطة اقتصادية عابرة إلى روافد مستدامة قادرة على دعم شريحة واسعة من المواطنين.