في غضون مرحلة حاسمة تثير جدلًا ضخمًا حول مغارم ومغانم التغير الهائل الذي يقوده الذكاء الاصطناعي في عالم التقنية، تسرع الحكومة خطواتها لتفعيل ميثاق وطني يحكم أخلاقيات استخدام هذه التقنية وضعته منذ سنوات قليلة.

 

 

 وبينما تحاور الحكومة جهات عدة لوضع خطة تنفيذية لهذا الميثاق الذي يعتبر اليوم أول خطوة تنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأردن، تعرض "الغد" المبادئ الرئيسية ومحاورها الفعلية التي وردت في الميثاق الذي وُضع قبل ثلاث سنوات.

 وأكدت وثيقة الميثاق الوطني للذكاء الاصطناعي والتي حصلت "الغد" على نسخة منها أن هناك 8 مبادئ رئيسة تتضمن مجموعة كبيرة من المحاور الفرعية يجب أن تحكم استخدام الأفراد والمؤسسات للذكاء الاصطناعي والبيانات وتدريب البيانات.

أولا: الإنسانية والمجتمع 

أكدت الوثيقة أن أول المبادئ هو (الإنسانية والمجتمع)، إذ دعت إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وحمايتها وتعزيزها وضمان عدم التعدي عليها.

وقال الميثاق: "يجب الحفاظ على كرامة الإنسان ودوره ومكانته في المجتمع وعدم إجباره على الإذعان لقراراتها دون توفير الحق له في التدخل البشري، وتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالح الإنسانية وبما يحقق مصالح المجتمع ويضمن العيش في مجتمع مطمئن وعادل ومترابط ومتوازن اجتماعيًا وبما لا يؤثر سلبًا على منظومة العلاقات البشرية، وعدم استخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بوعي أو طريقة تفكير الأفراد أو تضليلهم".

ثانيا:  الشمولية والعدالة

أكد الميثاق على مبدأ (الشمولية والعدالة) داعيًا فيه إلى ضمان احترام وحماية وتعزيز التنوع والشمول وعدم التحيز في جميع مراحل تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يتمثل التحيز في المحاباة التي تنتج عن أنظمة الذكاء الاصطناعي بسبب استخدام مجموعات بيانات غير كاملة أو خاطئة أو متحيزة أو التي تنتج عن الأفراد الذين يصممون أو يدربون أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء خوارزميات تعكس التحيزات المعرفية المقصودة أو التحيزات الواقعية الناتجة عن عدم التسامح الاجتماعي أو التمييز المؤسسي، ويمكن أن يدخل التحيز من خلال بناء النظام أو جميع البيانات أو إعداد مجموعة بيانات تحكمها سمات معينة أو تحليلها ومعالجتها بصورة متميزة.

ثالثا: الخصوصية والبيانات

أكد الميثاق على مبدأ (الخصوصية والبيانات) والذي أُدرج تحته مجموعة من المبادئ الفرعية، ومنها: أن جمع البيانات المستخدمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها وتبادلها وحفظها وحذفها ومعالجتها وإدارتها وأي تعامل معها يجب أن يتوافق مع القوانين والتشريعات والتعليمات والقرارات الناظمة.

 وأشار الميثاق إلى أهمية التعامل مع البيانات وإدارتها وآليات تشفيرها وفحص وتقييم وتدريب تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يضمن الحفاظ على الخصوصية والسرية ويحترم حقوق ملكية البيانات، وعدم مراقبة الأفراد أو تتبع أفعالهم أو بياناتهم أو صفاتهم أو ما ينتج عن تفاعلهم مع الأنظمة، والتأكد من جودة البيانات التي تُغذي تقنيات الذكاء الاصطناعي ودقتها وسلامتها وصحتها وتمثيلها وشمولها واكتمالها ونزاهتها وخضوعها للتدقيق الفني والمراجعة عند الحاجة.

 رابعا: الشفافية 

وتطرق الميثاق إلى مبدأ (الشفافية) داعياً إلى بيان أسس عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل بسيط وقابل للفهم وضمان قابلية الشرح والتفسير بما يتلاءم مع السياق والعواقب وتشجيع نماذج الذكاء الاصطناعي "مفتوحة المصدر" التي لها أثر بالغ على حياة الأفراد.

 ودعا إلى العمل على توفير قنوات مخصصة يمكن للأفراد اللجوء إليها للحصول على شروحات وتفسيرات لقرارات وآليات عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي.

خامسا: المسؤولية والمساءلة

وذكر الميثاق مبدأ (المسؤولية والمساءلة) ودعا فيه إلى تقسيم وتوضيح المسؤوليات والأدوار المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يضمن إمكانية محاسبة الأفراد والمؤسسات القائمين على تطوير وتشغيل هذه التقنيات ويمنع تنصلهم من المسؤولية.

سادسا: الموثوقية

وذكر الميثاق مبدأ (الموثوقية) والذي دعا فيه إلى اتباع أفضل ممارسات تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان رصانتها وأمنها واستمراريتها بما يعزز ثقة المستخدمين والمجتمع فيها، مع ضمان مستوى جيد من المرونة لمراعاة التطور التقني.

سابعا: النزاهة وعدم التزييف 

وقال الميثاق: "المبدأ السابع هو مبدأ النزاهة وعدم التزييف، والذي تندرج تحته مبادئ: عدم تشويه أو تزييف أو تضخيم قدرات أو فوائد تقنيات الذكاء الاصطناعي أو إدعائها بهدف تحقيق الربح والسمعة، والابتعاد عن احتكار تقنيات الذكاء الاصطناعي، والابتعاد عن الهيمنة على البيانات، وتمكين وتشجيع الإبداع والمنافسة، وتعزيز الابتكار.

ثامنا: البيئة والاستدامة – الذكاء الأخضر

أكد الميثاق أهمية مبادئ الحفاظ على بيئة جيدة للأجيال القادمة وحماية مقومات الحياة البشرية والبيئة الطبيعية خلال تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.