أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2020

بل دفاعًا عن الوزير والوزارة*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

لا منطق مطلقا بانتظار أداء مثالي من الدولة والناس في مثل هكذا ظروف، ولا أتحدث فقط عن الحالة الاقتصادية، بل عن كل مجالات الحياة في هذا الوقت من عمر الدولة، لكن ما يزيد الحالة التباسا على «الحكيم والحليم»، ويقودنا الى «فانتازيا» اليوميات التي كانت وما زالت محكومة بالروتين، يكمن في الخطاب العام، لأنه هو الذي تعرض للغبن الشديد، حين امتطى «صبيان» شيئا من الحقيقة والرأي العام، وتقزم الاهتمام لدى بعض المسؤولين قبل غيرهم، فأصبحوا من متابعي الرداءة الاعلامية التي يقدمها هؤلاء.
 
الحديث المناسباتي الممل لا ينفك يطل علينا بلا مناسبات «التعديل على الحكومة مثلا»، وعلى الرغم من اقتراب استحقاقات دستورية متعلقة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، وبغض النظر عن الاستحقاقات الدستورية أو احتمال استخدام جلالة الملك لصلاحياته الدستورية بتمديد عمر مجلس النواب، إلا أن هناك «عجزا» أصبح تشوها في نظرتنا لإدارة الشأن العام وفق خطط لا تتغير بتغير المسؤولين، أو على الأقل تقييم أداء بعض المسؤولين والاهتمام بإنجازاتهم ودعمهم لإكمال عملهم.
 
وزير الزراعة؛ المهندس ابراهيم الشحاحدة، وبغض النظر عن تلك النزعة التي تسيطر على بعضنا، فيحددون علاقة أزلية بينهم وبين الأشخاص والمسؤولين، لا تتغير ويجافيها المنطق، أقول بغض النظر عن الشخصنة ومداراتها المعقدة، لننظر الى نتائج عمل المهندس الشحاحدة كوزير، ولن أنخرط في الأرقام والمصطلحات، فكثيرون منا لا يفهمونها ولا يقدرونها، وليس هذا وقتها، وسأذهب مباشرة الى الرأي العام نفسه رغم كل الاختلالات التي يعاني منها، فمنذ انطلاق عمل الوزير الشحاحدة والذي ابتدأه بإدارة وزارتين في حكومة الرزاز، منذ ذلك التاريخ يمكننا ملاحظة نوع من الاستقرار في الأداء، حيث كان الرأي العام قبل ذلك التاريخ صاخبا بالخبر الزراعي الذي ينطوي على عدم الرضا، سواء رضا المزارع أو المستثمر أو المواطن المستهلك، فهناك استقرار واضح في القطاع، علاوة على انجازات ونتائج تحدثت عنها مؤسسات وجهات غير وزارة الزراعة وتفاعلت معها، وقدمتها في غير مناسبة كإيجابيات حققتها الحكومة وغيرها، وأذكر هنا ما قاله رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قبل أسابيع، حول ارتفاع قيمة مردود الصادرات الزراعية، علما أن هذا الارتفاع يعني كثيرا لمن يفهم «زراعة»، فالذي ارتفع ليس حجم الصادرات، بل قيمتها، وعند التفكير في قيمتها يجب ان نعرف بأن هناك جهودا بذلتها الوزارة تتعلق بالتغيير..فالتغيير عمل غير سهل لا سيما حين نتحدث عن القطاع الزراعي، ولنا ان نتخيل صعوبة اقناع مزارع تقليدي بتغيير نمطه الموروث في عمله الزراعي الذي يعتاش منه واعتاد عليه، أي أن يتحول مزارع من زراعة البندورة مثلا الى زراعة الثوم أو البصل، فهذه قصة لا يدركها او يفهمها كل الناس، لكن يفهمها وزير الزراعة والكوادر المختصة في الوزارة، وهي التي استنزفت وقتا وجهدا وكثيرا من العمل لتتحقق، وما زالت في بداياتها لكنها تعطي اشارات إيجابية تتحدث عنها الحكومات نفسها كإنجازات..
 
ابناء هذا التراب هم الأكثر حنوّا وعطفا عليه وترفقا به وبكنوزه المباركة، وحين نريد تقييم أداء مسؤول فعلينا أن نستند الى المنطق.