عشية أعياد نهاية العام.. الأسواق تستعيد نشاطها
الغد-عبدالرحمن الخوالدة
تشهد الأسواق المحلية في الأيام الأخيرة من العام حركة تجارية متزايدة، في فترة تعد ذروة النشاط الموسمي قبل الاحتفالات بنهاية العام وموسم أعياد الميلاد ورأس السنة.
وبعد عام اتسم بالتذبذب، بدأت مؤشرات الحركة التجارية تظهر إشارات تحسن تدريجية منذ انطلاق عروض “الجمعة البيضاء”، لتفتح الباب أمام انتعاش نسبي في الطلب على الأثاث، والألبسة، والهدايا، إضافة إلى نشاط واضح في القطاعات الخدمية المرتبطة بالمطاعم والفنادق، وفقا لما أكده عاملون في قطاعات تجارية لـ"الغد".
وأكد هؤلاء العاملون أن السوق بدأ يستعيد بعضا من زخم الطلب، متوقعين أن يستمر هذا النشاط خلال الأيام القليلة القادمة مع دخول موسم الأعياد، وإن كان محاطا بتحفظ المستهلكين وانخفاض القدرة الشرائية، ما يجعل الحراك التجاري محدودا زمنيا وجغرافيا.
وأشار العاملون إلى أن الاستعدادات المبكرة، والعروض المستمرة، والتسويق عبر منصات التواصل الرقمي، باتت أدوات أساسية لاستقطاب الزبائن وتحفيز الطلب، خاصة خلال المواسم التي لها خصوصية شرائية لدى المواطنين.
نماط استهلاكي متغير
وقال نائب رئيس غرفة التجارة الأردن وممثل قطاع الخدمات والاستشارات في الغرفة جمال الرفاعي إن النمط الاستهلاكي للمواطنين خلال فترة نهاية العام يطرأ عليه تحسن مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى من العام.
وأكد الرفاعي أن عددا من القطاعات التجارية شهدت في الأيام الأخيرة تزايدا في النشاط ومن المتوقع أن يتواصل خلال الأيام المقبلة، لا سيما قطاع المطاعم والفنادق ومحال بيع الهدايا والتحف وغيرها، إلا ان هذا النشاط مؤقت لعدة أيام.
وتوقع أن يكون مستوى النشاط في القطاعات المرتبطة بموسم اعياد نهاية العام، لهذا الموسم أفضل من سابقيه، حيث كان للعدوان الصهيوني على غزة في العامين الماضيين تأثير سلبي على موسم الأعياد.
وأشار إلى أن ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين ما زال تحديا يواجه القطاعات التجارية المختلفة، حيث انماط استهلاك المواطنين أصبحت اكثر تحفظا عما كانت عليه سابقا، الأمر الذي ينعكس على مستوى الطلب والاستهلاك المحلي.
المطاعم السياحية.. نشاط ملحوظ
بدورها، أكدت المديرة العامة لجمعية المطاعم السياحية الأردنية اليانا جعنيبي، أن قطاع المطاعم السياحية يشهد عشية موسم أعياد نهاية العام نشاطا ملحوظا، إذ تُعد هذه الفترة من المواسم المهمة، من خلال تنظيم حفلات وبرامج خاصة وعشاء ليلة الميلاد ورأس السنة الميلادية، ما يسهم في تحريك الحركة داخل المطاعم والفنادق وتعزيز الأجواء الاجتماعية والاحتفالية.
ويعود هذا النشاط، بحسب جعنيبي، بشكل أساسي إلى موسم المناسبات، حيث تسجل بعض المطاعم حركة جيدة إجمالا، لا سيما خلال أمسيات وعشاء الأعياد، مع الإشارة إلى أن شريحة واسعة من العائلات تفضّل قضاء ليلة العيد في المنازل، على أن يكون الخروج في اليوم التالي خلال غداء العيد، وهو نمط متكرر لكنه داعم للقطاع.
وأوضحت أن القطاع السياحي شهد تحسنا نسبيا خلال الفترة الماضية منذ توقف الحرب على أهلنا في غزة، مع عودة الحركة السياحية تدريجيا وازدياد رحلات الطيران، بما فيها رحلات الطيران منخفضة التكاليف من أكثر من جهة، وهو ما ينعكس إيجابًا على أداء المطاعم السياحية بعد فترة من التراجع.
وفي المقابل لفتت جعنيبي إلى أن قطاع المطاعم لا يمكنه الاعتماد على المواسم فقط، فالمطاعم تعمل يوميا وتتحمل كلفا تشغيلية مرتفعة والتزامات ثابتة، ما يجعل الحاجة إلى حركة مستمرة أمرا أساسيًا لضمان الاستدامة. فكل يوم بالنسبة للمطاعم يجب أن يكون يوم عمل نشط، وليس فقط خلال الأعياد والمناسبات، لأن استمرارية القطاع تتطلب نشاطًا منتظمًا على مدار العام، لا نشاطًا موسميًا مؤقتًا.
الأثاث المنزلي والهدايا.. طلب متزايد
وقال ممثل قطاع الاثاث المنزلي في غرفة تجارة الأردن همام حبنكة إن الأسواق المحلية تشهد حاليا نشاطا تجاريا ملموسا، وطلبا متزايدا على شراء الأثاث المنزلي والهدايا.
وأوضح حبنكة أن مستوى الطلب في السوق تحسن منذ انطلاق موسم الجمعة البيضاء وما يزال مستمرا، قياسا بما كان عليه في الشهور العشرة الأولى من العام والتي سادت خلالها حالة من التذبذب.
وتوقع أن يستمر تنامي الطلب في الأسواق خلال الأشهر المقبلة، سيما مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان المبارك وموسم عيد الفطر، اللذين يرتفع خلالهما النشاط التجاري.
وبين حبنكة أن الاستعداد المبكر للأسواق للمواسم التجارية و العروض المستمرة لذلك، الترويج لهما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يلعب دورا مهما في استقطاب الزبائن وتحفيز الطلب.
الألبسة.. تنامٍ في الطلب لكنه محددود جغرافيا
من جانبه، أكد المستمثر في قطاع الألبسة أسعد القواسمي وجود تنام في الحركة التجارية لدى محال بيع الألبسة إلا أن هذه الحركة محدودة جغرافيا، إلا ان الطلب لم يرتق إلى المستوى المأمول، خاصة بعد نهاية الحرب على غزة والتي كان لها تبعات على القرار الاستهلاكي للمواطنين في العامين الأخيرين.
ولفت القواسمي إلى أن سوق الألبسة المحلية بشكل عام شهد تحسنا في حجم النشاط خلال الفترة الممتدة منذ الثلث الأخير من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حتى الثلث الأول من شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، مدفوعا بموسم الجمعة البيضاء والعروض، إضافة إلى دخول الموسم الشتوي.