أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2025

كيف تفيدنا الحرب الإيرانية الإسرائيلية بإدارة مخاطر وقوع تسرب نووي؟

 الغد-رهام زيدان

 كشفت الحرب بين إيران و"إسرائيل" بارتفاع الاحتمالات بوقوع تسرب نووي نتيجة ضربات عسكرية على منشآت نووية قريبة من حدودنا، وكجزء من إدارة المخاطر والاستفادة من تلك التجربة يجد الخبراء، أن الأمر يعتمد على قرب هذه المنشآت من الأراضي الأردنية والعوامل الجوية المتحكمة بحركة الملوثات الإشعاعية بعد انطلاقها في الجو.
 
 
وبعد حرب استمرت 12 يوما، بين إيران وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار.
 
يذكر أن الجهات الرسمية أكدت خلال فترة الحرب أن مستويات الإشعاع بقيت حينها ضمن الحدود الطبيعية، مؤكدة الجاهزية الوطنية لمواجهة أي طارئ إشعاعي محتمل، من خلال تفعيل خطط الطوارئ وتعزيز دور شبكات الرصد والإنذار المبكر، وتوعية المواطنين بالإجراءات الوقائية، في إطار منظومة وطنية متكاملة تواكب المستجدات الإقليمية وتستند إلى المعايير الدولية.
وفي هذا الخصوص، أوضح رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان أن الأردن كغيره من دول المنطقة القريبة من مناطق الصراع بين إيران و"إسرائيل" معرض لبعض المخاطر الإشعاعية التي كان من المرجح حدوثها في حال وقوع تسرب إشعاعي من أحد المنشآت النووية، نتيجة لضربة عسكرية.
وقال طوقان "إن حجم هذه المخاطر الإشعاعية يختلف تبعا لقرب هذه المنشآت من الأراضي الأردنية والعوامل الجوية المتحكمة بحركة الملوثات الإشعاعية بعد انطلاقها في الجو، مبينا أنه تؤخذ عوامل في الحسبان".
ووفقا لطوقان وتقيمه، من غير المتوقع أن يشكل أي تسريب إشعاعي من إحدى المنشآت الإيرانية خطرا إشعاعيا مباشرا وملموسا على الأردن.
وقال "إنه في حين كان التسريب من منشأة ديمونا الإسرائيلية، كان من المفترض أن يكون مداه محدودا جدا داخل الأراضي الأردنية".
خطة وطنية شاملة للتعامل مع الطوارئ الإشعاعية 
وبخصوص الإجراءات الواجب اتخاذها على المستوى الرسمي وأيضا الفردي بهذا الشأن، قال طوقان "إنه على المستوى الرسمي، على الدولة الأردنية أن تبذل أقصى مجهود ممكن، من خلال تفعيل الخطط المعدة مسبقا للتأهب والاستجابة لأي طارئ إشعاعي أو نووي محتمل".
وبين أن ذلك يتم بتفعيل دور اللجنة الوطنية للطوارئ النووية والإشعاعية في الحوادث على المستوى الوطني ومراجعة آلية تطبيق الإجراءات المعيارية للتعامل مع هذه الحوادث ورفع جاهزية الفرق الوطنية التي يناط بها أدوار ومسؤوليات في مرحلة التأهب ومرحلة الاستجابة، وتوفير المعدات اللازمة لفرق الاستجابة.
كما أكد طوقان أنه يجب تفعيل شبكة الرصد الإشعاعي المنتشرة في المملكة كخط دفاع رئيسي لإصدار الإنذار المبكر في حال الكشف عن مستويات غير طبيعية من الإشعاع وتوفير مصدر موثوق لبيانات الرصد الجوي في المناطق التي يتوقع وصول الملوثات الإشعاعية إليها.
وعلى المستوى الفردي، أكد طوقان أن على جميع المواطنين الالتزام التام بالتعليمات الصادرة عن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بكل ما يتعلق بالمخاطر الإشعاعية في حال الإعلان عنها، والإجراءات اللازم اتباعها في حال وجد حدث إشعاعي أو نووي.
كما يجب على الأفراد عدم الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المضللة الصادرة عن جهات غير رسمية وغير موثوقة وعدم ترويع الآخرين وتوجيههم بشكل خاطئ، مما قد يؤثر سلبا عليهم.
شبكة الرصد الإشعاعي الأردنية تؤكد عدم وجود خطر حالي
وحول الحدود الآمنة المسموح بها وخطة الطوارئ بهذا الخصوص، أوضح طوقان أن الحد المسموح لعامة الناس كجرعة سنوية فعالة في الظروف الاعتيادية وفقا لتعليمات هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، الأردنية يبلغ 1 ميلي سيفرت.
وفي ظروف الطوارئ النووية أو الإشعاعية، فإنه يتم تحديد مستويات مرجعية للجرعة الإشعاعية دون 100 ميلي سيفرت وفي حال تجاوز هذه المستويات المرجعية، فإنه يجب اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لتحسين الحماية والسلامة.
وبين طوقان أن الخطة الوطنية للطوارئ النووية والإشعاعية تشمل آلية التأهب والاستجابة للحوادث التي تصنف على المستوى الوطني كتلك الناجمة عن حوادث في دول الجوار، يمتد تأثيرها إلى داخل الأراضي الأردنية.
نتائج رصد إشعاعي مطمئنة
من جهتها، قالت الناطق الإعلامي باسم هيئة الطاقة والمعادن د.تحرير القاق "إن نتائج الرصد الإشعاعي والتحليلات التي نفذت في ذلك الوقت وفي عدد من المواقع المستهدفة، أظهرت أن المستويات الإشعاعية في المملكة تقع ضمن حدود الخلفية الإشعاعية الطبيعية، بما يبعث على الطمأنينة ولا يدعو إلى القلق من دون تسجيل أي مؤشرات تستدعي اتخاذ إجراءات إضافية.
وأكدت القاق أن المنظومة الوطنية للرصد الإشعاعي البيئي تعمل بكفاءة واستمرارية على مدار الساعة، وتشمل شبكة متكاملة من المحطات الثابتة والمختبرات الميدانية المتنقلة، بإشراف فرق فنية متخصصة ومؤهلة وفق أعلى المعايير الفنية والممارسات الدولية.
وأشارت إلى أن هذه الإجراءات مستمرة وتأتي ضمن سلسلة متواصلة من أعمال المراقبة والفحص الفني التي تنفذها الهيئة بشكل يومي وضمن خطة احترازية شاملة، مؤكدة أن الهيئة تنسق بشكل كامل مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات والجهات المعنية كافة، بما يضمن سلامة المواطنين وحمايتهم.
برنامج المحاكاة يؤكد عدم وجود خطر حقيقي على الأردن
مدير المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب د. مجد الهواري قال "إن الجهات المعنية أعدت برنامج محاكاة خلال فترة الحرب وقد أعطى نتائج جيدة، وأنه لا خطر على المملكة لكن الأمر يتطلب ضرورة أخذ الاحتياطات والتنسيق مع جميع الشركاء على الاستعداد للطوارئ، وأن تكون الخطط فعالة".
وقال الهواري "إن هيئة الطاقة والمعادن المعنية برصد الإشعاع في الأردن، تمتلك شبكة إنذار مبكر تغطي أنحاء المملكة مربوطة بمركز الأزمات الوطني وبالوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفا أن العمل جار وفق نموذج علمي لتقدير المخاطر والاستعداد لها، لكن لا وجود حقيقي لخطر إشعاعي على الأردن في الوقت الراهن، وكل ما يشاع غير مستند إلى حقائق علمية".