القطعة تعتبر شاهدها على تاريخ عمان القديم الذي يجهله المواطنون

 

العرب اليوم - ياسر مهيار - يعتبر جبل القلعة الذي يتوسط العاصمة عمان صرخا شامخا يحمل في طياته تاريخا طويلا من الحضارات البالغة في القدم التي حكمت المنطقة, وهو الامر الذي يجهله العديد من المواطنين الاردنيين.

ويمتلك الموقع مجموعة كبيرة من الكنوز والقطع الاثرية التي تشير الى الحضارات القديمة التي استوطنت المنطقة, ومن اهمها "قبضة هراقل" التاريخية الموجودة في حديقة متحف الاثار الاردني في الموقع وهي جزء بسيط من ما تبقى من تمثال ضخم بناه الرومان خلال فترة احتلالهم للمنطقة.

ويقول مدير متحف الاثار الاردني في جبل القلعة عبد الرحيم الدويكات ل¯"العرب اليوم" ان عمان ما تزال حتى يومنا هذا تحتفظ بالعديد من المعالم المعمارية التي تعود لفترات زمنية سابقة, خاصة تلك الموجودة في جبل القلعة والتي من ابرزها والتي يستمتع الزائر بمشاهدتها المعلم الضخم الذي يطلق عليه اسم الهيكل الروماني او ما هو متعارف عليه بين الاواسط السياحية بمعبد هرقل.

وقد كرس هذا الاسم "معبد هرقل" لاحد الالهة الرومانية التي كانت مهمتها ووظيفتها حماية المدينة, وهو اسم الاله هرقل الذي ذكر في الميثيولوجيا الرومانية واليونانية القديمة حسب معتقداتهم التي وردت في بعض الروايات التاريخية والاساطير القديمة التي كانوا يؤمنون بها وبتعدد الاله الذي لكل منهم مهمته ووظيفته التي يقوم بها لدرجة وصلوا بها بتقديس وعبادة هذه الالهة وبناء الهياكل الضخمه لها .

وحول ما هو معروض في الموقع من نحت لقبضة يد انسان تسمى اليوم "قبضة هراقل" والتي بامكان اي زائر مشاهدتها بشكل مباشر, اكد الدويكات ان بعض الروايات القديمة اشارت ان تمثالا ضخما لهذه الالهة كان قد نصب بجانب الهيكل, ومن خلال اعمال التنقيبات الاثرية التي اجريت في مطلع خمسينيات القرن الماضي تم التحقق من هذه الرواية من خلال العثور على قطعتين من الرخام الابيض لتمثال بهذا الوصف واحدى هاتين القطعتين الكوع واليد الموجودتان حاليا في حديقة متحف الاثار الاردني الامامية في جبل القلعة.

واضاف ان بعض الدراسات الاثرية أشارت ان اصابع هذه اليد تعود لاحدى التماثيل الضخمة التي تعود للفترة الرومانية والتي يقدر ارتفاعها وهي منتصبة بحوالي ثلاثة عشر مترا, حيث تشكل اكبر واضخم التماثيل في الفترتين اليونانية والرومانية.

ويعتبر جبل القلعة أحد أقدم جبال مدينة عمّان السبعة والذي اتخذه العمونيون منذ القدم مقراً لحكمهم في المدينة, ومن بعدهم كل من اليونان والرومان والبيزنطيين الذين احتلوا المدينة على التوالي إلى أن هلّ عليها الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي, حيث بني على قمته القصر الأموي. 

وبرز جبل القلعة في عمان مقر عاصمة العمونيين, الذي ما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه, منها جدران الأسوار, والآبار المحفورة في الصخر الجيري, كما عثر في جبل القلعة على أربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

ويوجد في جبل القلعة أيضاً, آثار وأعمدة رومانية كورنثية ومعبد لهرقل, كذلك يحوي آثارا إسلامية تعود إلى العصر الأموي, حيث القصر الأموي هناك, بالإضافة لذلك يوجد متحف الآثار الأردني على قمة الجبل يحاكي تاريخ الأردن بشكل عام وعمّان بشكل خاص.