أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Sep-2025

في ضريبة الدخل وأمنيات أبو علي*سلطان الحطاب

 الراي 

كانت زيارة مجاملة سريعة لمجالسة الرجل والتعرف على تفكيره، ولذا بقيت أحشر الاسئلة في ذاكرتي وأجلت طرحها الى فرصة أخرى.
 
كنت أريد أن اسأل الدكتور حسام أبو علي الذي يدير اكبر صندوق في بناء الموازنة اسئلة يعرف أجابتها وتبرر زيارتي.
 
هل صحيح أن أكثر من 90% من المواطنين لا يؤدون الضريبة المفترضة، ولماذا؟
 
وهل هناك اشكالية في توزيع العبء الضريبي بين المواطنين والفئات الأخرى؟
 
وهل نجحت الحكومة في زيادة نسبة الملكلفين وما كلفة ذلك اجتماعياً؟ وهل اصدار الفواتير يضعف التهرب الضريبي أم يزيده؟ وهل نظام الفوترة يساعد على ضبط مناخ الضريبة وإجراءاتها؟
 
وماذا عن الضريبة التصاعدية، وكيف نفهمها اذ ، لا ضريبة ورسم الأ بنص وهل يجب مراعاة قدرة المكلف على دفع الضريبة، وأيضاً حاجة الدولة للإيرادات؟
 
وهل تتساوى المشاريع الصناعية والتجارية على مسطرة واحدة، امام الضريبة وكيف نفرق بينها؟
 
لم اطرح الاسئلة، وإنما أجلتها ورغبت في أن أطرحها في برنامجي الإذاعي في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية في اللقاء المفتوح، وقد استأذنت الدكتور حسام، بداية الى أن تتوفر له الرغبة والوقت.
 
لكن الزيارة القصيرة لدائرة ضريبة الدخل والمبيعات جعلتني أخرج بانطباعات أحببت أن أذكرها.
 
وهي أن المدير العام يؤمن بسياسة الأبواب المفتوحة ويراها حلاً لكثير من القضايا، رغم أنها قد تكون مزعجة له شخصياً، فوراء الأبواب في موسسات عديدة كنا نجد استراحات وإضاعة للوقت.
 
فعلاً لم أر في الممرات والطوابق والمصاعد أيّ ازدحام من ذلك، الذي كنت اراه قبل سنوات حين كانت هناك طوابير وتدافع وواسطات لرؤية المدير العام ومجالسته.
 
حين وصلت الطابق السادس، وقد كنت أرغب ان أهدي الدكتور حسام كتابي عن "بيوت الأردن القديمة وقصصها"، ثم أغادر مع صديقي لنذهب الى عزاء في المفرق، وجدت أن سكرتيره النشيط، مازن أبو حمور، يرحب بنا ويدخلنا عليه وهو جالس على كنبة بين يديه أوراق دخلت مكتب المدير بلا مقدمات، قلت للسكرتير استأذن أولاً، وقد فعل، فدخلت وبدا ابو علي حديثا مثقفا يعلق على الكتاب ثم جاء رجل يثق به وهو مساعده لشؤون العمليات واسمه وصفي الطراونة وجلس يشاركنا.
 
لا أريد أن أقدم رايا مسبقا. عن زيارتي، ولكني جالست رجلاً ذكياً متحدثاً لديه كارزما عالية، وقد أنجز الكثير، كما يعلم الكثيرون وجلالة سيدنا معجب بادائه فلم تعد دائرة الضريبة موقع تجاذبات فقد حرص مديرها أن يتوفر الرضى، رضا المراجعين، وبالمقابل، رضا المواطنين من مكلفين وغيرهم والكوادر العاملة، الباب المفتوح وكل الشكاوي تسمع ويمكن لأصحابها الحضور والكلام في موضوعاتهم، وكل الأقسام تعمل بلا مركزية، وكل شيء يمكن حله الاّ الاعفاءات، فتلك موضوع آخر يحكمه القانون، ولكن الدكتور حسام أكد أنه لم يضع أي ضربية مجدداً على اي سلعة، وأنه يحرص على ذلك، النهج فهو يدرك أن عين الملك على جعل حياة المواطنين أسهل وأيسر بالقدر المستطاع.
 
وكما عشنا الانجازات التي قامت بها دائرة الأحوال المدنية منذ زمن الراحل، نصوح محي الدين، حين اصبح بامكان المواطن الحصول على جواز سفر في يوم واحد،
 
واعتقد أن التحولات التي حققتها الضريبة كبيرة وواسعة كذلك وعنوانها الشفافية وهناك تحولات أخرى ملموسة الآن في الجمارك في ظل إدارتها المميزة .
 
لقد عرفت في الدقائق القليلة من المقابلة جملة من الحقائق في تفسير زيادة تحصيلات الضريبة، التي وصلت الى أكثر من 6 مليار دينار، وهو رقم غير مسبوق، وكان التعليل الأولي لذلك كما يرى الدكتور حسام الى كفاءة التدقيق والى كفاءة التفتيش والتحصيل الضريبي واستخدام التقنيات الحديثة، والاستثمار في وسائل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وخطط الإصلاح المقررة والمطبقة وثقافة الالتزام التي بدأت تشيع وتترسخ.
 
ويرى أبو علي أن ارتفاع عوائد التحصيل الضريبي يعود الى مكافحة التهرب الضريبي واجراء التسويات ومراعاة ظروف المكلف لتأدية واجبه.
 
أبو علي الذي يتحدث بلغة واضحة ومثقفة، لا يؤمن بحرق المراحل، ويرى أن التثقيف عنصر أساسي في الوعي الضريبي وان المكاشفة والشفافية ضرورة لبناء المصداقية، وان الهدف الأسمى هو جعل حياة المواطن اقل معاناة وأكثر يسراً، فالاموال المتأتية من الضريبة يعاد ضخها في الخدمات العامة للمواطنين كالصحة والتعليم والطرق ومرافق اخرى وتحسين ظروف حياة المواطن وهي الفلسفة التي يدعو لها قائد الوطن.
 
قبل أن أغادر دعوت المدير العام للحديث لبرنامجي الاذاعي، ووعد.
 
وأردت أن يجيب عن نظام الفوترة ومدى نجاحه وقدرته على التنظيم ومنع التسرب ومعالجة الاختلالات
 
اذن سأحمل اسئلتي، وسأجد لها اجابات المهم أن الدائرة لم تعد تشكو التزاحم، ولم تعد مصاعدها معطلة أو مشغولة فوق طاقتها، حيث ينساب المراجعون بهدوء، فقد تم حل العديد من المشاكل عبر نظام أون لاين وتعبئة النماذج والسؤال بالتلفون وخلافة من المشتقات الحديثة.
 
الضريبة تستفيد من التطور العالمي وكثير من المنتسبين في الوظيفة تلقوا دورات واكتسبوا خبرات وراكموها، فنحن جزء من عالم يتقدم ويستعمل كل الوسائل لحياة أكثر هدوءاً.
 
الضريبة تنتهج الآن نهجاً جديدا يترك فيه هذا الرجل بصماته ، فقد تحققت الكثير من أمنياته ومازال ينجز.