أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Dec-2022

تحالف عربي في مواجهة شركات التبغ.. هل ينجح؟

 الغد-حنان الكسواني

 مع تزايد سيطرة شركات التبغ العالمية وتغولها على اقتصادات البلدان وصحة شعوبها، قررت 6 دول عربية تشكيل اتحاد قوي لمواجهة هذا “الخصم العنيد” الذي يتفنن دوما في تصنيع التبغ بأشكال متنوعة لتوريدها الى أسواق متعطشة للتدخين.
ولم يكن من السهل على تلك الدول أن تعلن عن تأسيس أول اتحاد لها مقره في القاهرة، بهدف تشكيل قوة ضاغطة على شركات التبغ الوطنية والعالمية، غير أن أرقام الوفيات وكلف العلاج كانت سببا رئيسا في هذا التشكيل، لأنها أرقام “صادمة”، بحسب رئيس الجمعية الوطنية الأردنية للتدخين الدكتور الأمين المالي للاتحاد العربي لمكافحة التبغ بسام حجاوي.
وفي هذا الصدد أكد حجاوي لـ”الغد” ضرورة التصدي لمصالح صنّاع التبغ فى العالم الذين “يتلاعبون بصحة شعوب بلداننا ويتحكمون باقتصادياتنا”.
وأوضح أن “الأردنية للتدخين” تعد واحدة من الجمعيات العربية العاملة في مكافحة التبغ في إقليم شرق المتوسط، والتي تم اختيارها، إلى جانب جمعيات عربية من مصر وفلسطين والسودان العراق والمغرب، بدعم من اتحاد الأطباء العرب.
ويرى أن الدول العربية “إذا طبقت سياسات رامية إلى مكافحة تعاطي التبغ، فمن الطبيعي ان ينجح الاتحاد العربي في كبح جماح شركات التبغ العالمية التي تهيمن على اقتصادات البلدان، والعمل على زيادة الضرائب المفروضة على التبغ ورفع أسعاره، لتقليل اعتماد أغلب الحكومات العربية على ضرائب شركات التبع لتحسين دخلها، على أن تتم أيضا مكافحة الاتجار غير المشروع، في حال رفع ضرائب وأسعار التبغ”.
“وإن وجدت هذه الضرائب، لا بد من استغلال أموالها في العمل الخاص بالصحة والتنمية، بالإضافة الى دعم استمرارية الحملات التوعوية بمضار التدخين بأساليب مبتكرة”، بحسب حجاوي الذي رأى أن من شأن هذه التدابير “أن تحد بقدر كبير من تعاطي التبغ وتحمي صحة الناس من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين والضغط والسرطانات”.
وأضاف: “إذا لم يُكبح جماح دوائر صناعة التبغ والأثر المميت لمنتجاتها، فسيكلف ذلك اقتصادات العالم أكثر من تريليون دولار أميركي سنوياً نتيجة نفقات الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية، وفقاً لنتائج نُشرت في مجلة اقتصاديات التبغ ومكافحة التبغ، حيث يموت حالياً نحو 6 ملايين شخص سنوياً نتيجة تعاطي التبغ، ومعظمهم من البلدان النامية، بحسب ما تؤكده منظمة الصحة العالمية”.
وأكد حجاوي ان “التصدي لشركات التبغ (الخضم العنيد) لن تحصد نتائجه سريعا لكن أثره سيلاحظ على المدى البعيد. وعليه خصص الاتحاد أسبوعيا يوم (الأربعاء) كجلسة عربية توعوية يتحدث خلالها الأطباء، بالإضافة الى استعراض أساليب الشركات في الترويج لمنتوجاتها، سواء عبر الإعلانات المباشرة او غير المباشرة”.
وتابع: “كذلك، تسارعت وتيرة الإعلانات عن نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً وتسويقها والترويج لها، عبر القنوات التي تعتمد بشدة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ويثير الكثير من الجوانب التسويقية المحيطة بهذه المنتجات القلق بسبب زيف الادعاءات الصحية، والزعم بنجاعتها في الإقلاع عن التدخين، واستهدافها للشباب لا سيما عن طريق استخدام النكهات”.
أما الرئيس السابق للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الأميرة دينا مرعد، فأكدت أن شركات التبغ “تشن حرباً من أجل زيادة مبيعاتها، من دون النظر إلى المخاطر التي تلحقها بالمجتمعات، خاصة فئة الأطفال”، وفق ما ذكرته بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين مؤخرا.
أما وزارة الصحة، فأكدت أن تكاليف علاج الأمراض الناتجة عن استهلاك التبغ في البلاد تقدر بـ1.5 مليار دينار، ما يدعو إلى تفعيل التشريعات الأردنية لمكافحة التدخين، بحسب تصريح صحفي سابق لأمين عام الوزارة رائد الشبول.
يشار إلى أن المنظمة الأممية، نشرت في اليوم العالمي لمكافحة التدخين في أيار (مايو) الماضي، “هاشتاغ جريئا ضمن حملة إعلامية عالمية تحت عنوان “فلنفضح _التبغ”، والتي ركزت على كشف الجهود التي تبذلها دوائر صناعة التبغ من أجل “تبييض” سمعتها وتسويق منتجاتها، بوصفها “مراعية للبيئة”.