أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2025

من نيجيريا إلى فيتنام... مزارعو فول الصويا الأميركيون يبحثون عن بديل للصين

 شيكاغو: «الشرق الأوسط»

يسابق مزارعو فول الصويا الأميركيون الزمن لفتح أسواق بديلة في أقصى بقاع العالم، من بعثات تجارية إلى نيجيريا ومذكرات تفاهم مع فيتنام وقفزات مشتريات من بنغلاديش، في محاولة لتدارك آثار حربٍ تجارية أبعدت أكبر مشترٍ للسلعة وهو الصين. لكن تلك الجهود لا تزال عاجزة عن تعويض غياب الزبون الأهم، وفق بيانات ومقابلات اطلعت عليها «رويترز»، فيما تتمدّد الخسائر إلى صُنّاع الجرّارات وسائر نشاطات الاقتصاد الريفي.
 
للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، لم يشترِ المستوردون الصينيون فول الصويا من محصول الخريف الأميركي، ما أجبر مزارعين كُثراً على تخزين المحصول على أمل ارتفاع الأسعار عن مستوياتها الأدنى في نحو 5 سنوات. هذه المخاطرة تؤخر تدفق السيولة على المزارع في وقت ترتفع فيه تكاليف العمل والطاقة والأسمدة. وفي مؤشرٍ على قسوة المرحلة، تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه عوائد الرسوم لدعم المزارعين؛ وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن إعلاناً بهذا الخصوص سيصدر الثلاثاء.
 
وأدّت الرسوم المتبادلة بين واشنطن وبكين هذا العام إلى جعل فول الصويا الأميركي مرتفع التكلفة على المشترين الصينيين، ليتحوّلوا إلى أميركا الجنوبية. أما الأسواق البديلة للولايات المتحدة فلا تزال صغيرة للغاية مقارنةً بالصين.
 
• أزمة حادّة في إلينوي
 
في إلينوي، أكبر ولاية منتجة ومصدّرة لفول الصويا، يستعد المزارع رايان فريدِرز (49 عاماً) لتخزين جزء كبير من محصوله في صوامع قرب مدينة ووترمان، على بعد 97 كيلومتراً غرب شيكاغو، بعد أن باع جزءاً من التعاقدات بسعرٍ دون تكلفة الإنتاج. وقدّر باحثو جامعة إلينوي خسائر المزارعين بما يصل إلى 8 دولارات لكل فدان بفعل ضعف الأسعار والصادرات، حسب «رويترز».
 
وبين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز)، وهي الفترة قبل الحصاد الخريفي، هبطت صادرات فول الصويا الأميركية إلى الصين 39 في المائة من حيث الحجم إلى 5.9 مليون طن، و51 في المائة قيمةً إلى 2.5 مليار دولار، ما حرم المزارعين من مليارات الدولارات من الإيرادات.
 
ورغم أن الصادرات إلى بنغلاديش قفزت لتتجاوز 400 ألف طن، لكنها تظل جزءاً ضئيلاً من الطلب الصيني المعتاد. ورغم زيادة الشحنات إلى فيتنام ومصر وتايلاند وماليزيا، تراجعت الصادرات الإجمالية 8 في المائة على أساس سنوي إلى 18.9 مليون طن.
 
ويقول فريدِرز، الذي سافر في فبراير (شباط) مع مجلس تصدير فول الصويا الأميركي إلى تركيا للقاء مشترين: «الجميع يتحدث عن الهند وجنوب شرق آسيا وشمال أفريقيا سوقاً مستقبلية، لكن لا توجد فجوة خفية يمكن أن تنفجر فجأة لتصبح (صيناً جديدة)».
 
• تعهدات بلا صدى
 
على صعيد الجهود الحكومية، قالت وزيرة الزراعة بروك رولينز في سبتمبر (أيلول) إن تايوان التزمت شراء 10 مليارات دولار من المنتجات الزراعية الأميركية خلال أربع سنوات، ووصفتها بالعنصر «المغيِّر لقواعد اللعبة». غير أن بيانات أميركية تُظهر أن صادرات 2024 إلى تايوان بلغت 3.8 مليار دولار؛ ولو استمر المعدل ذاته لأربع سنوات لوصل إلى 15 ملياراً، أي أعلى من التعهد المعلن أصلاً.
 
وفي يونيو (حزيران)، وقّعت فيتنام مذكرات تفاهم بأكثر من 1.4 مليار دولار لشراء منتجات زراعية أميركية تضم فول الصويا، حسب مجلس التصدير. كما سعى المجلس إلى تنشيط الواردات النيجيرية بعد شحن 64 ألف طن فقط العام الماضي، لكن البيانات الأميركية تُظهر عدم تصدير أي كميات إلى نيجيريا حتى يوليو هذا العام.
 
واستضافت إلينوي في أغسطس (آب) جولة مشترين من بيرو وكولومبيا ونيكاراغوا والسلفادور والمكسيك وجمهورية الدومينيكان؛ غير أن الصادرات إلى بعضها كانت هامشية أو ثابتة.
 
• هيمنة صينية عسيرة التعويض
 
ومع تعداد سكاني يتجاوز 1.4 مليار نسمة وأكبر مزارع لتربية الخنازير في العالم، يصعب استبدال الصين مشترياً رئيسياً. فحسب «جمعية فول الصويا الأميركية»، استوردت الصين في الأعوام الخمسة الماضية في المتوسط 61 في المائة من تجارة فول الصويا العالمية، وهو أكثر من بقية العالم مجتمعاً. وفي 2024، صدّرت الولايات المتحدة نحو 27 مليون طن إلى الصين، مقابل 5 ملايين طن فقط إلى المكسيك، ثاني أكبر مشترٍ.
 
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على «تروث سوشيال»، يوم الأربعاء، أن «مزارعي فول الصويا في بلادنا يتضررون، لأن الصين، لأسباب تفاوضية فقط، لا تشتري»، مضيفاً أن فول الصويا سيكون محوراً رئيسياً في لقائه مع الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال أربعة أسابيع.
 
• فوارق أسعار ورسوم مُعيقة
 
رغم أنّ فول الصويا الأميركي كان في الشهر الماضي أرخص بنحو 80 - 90 سنتاً للبوشل من البرازيلي لشحنات سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول)، فإن الرسوم الصينية البالغة 23 في المائة أضافت نحو دولارين للبوشل على المستوردين، وفق متعاملين.
 
وفي الأرجنتين، علّقت حكومة خافيير ميلي مؤقتاً ضرائب التصدير على فول الصويا في سبتمبر، ما جذب المشترين الصينيين سريعاً، حسب مصادر تجارية، الأمر الذي أثار حنق المزارعين الأميركيين المستبعدين عن السوق الصينية.
 
وتراجع الدخل الزراعي في أميركا يطال سلاسل أوسع. فقد قالت شركة «سي إن إتش» لصناعة المعدات إن صافي مبيعات نشاطها الزراعي هبط 20 في المائة في الأشهر الستة المنتهية في 30 يونيو مقارنة بالعام السابق. وعلّق الرئيس التنفيذي غيريت ماركس بأن «الأخبار الجيدة لا تأتي إلا عندما تبدأ الصين بالطلب فعلياً».
 
وفي مدينة ديكاتور بولاية إلينوي، مقر «آرتشر - دانييلز - ميدلاند» لأميركا الشمالية، التي كانت تُعرف سابقاً بـ«عاصمة فول الصويا»، سألت «رويترز» العمدة جولي مور وولف عن «العاصمة الجديدة» للصناعة... لتقول الأخيرة في همس: «ربما البرازيل».