الاستثمار في الاقتصاد الرقمي*د. بسام الزعبي
الراي
يعتبر الأردن من أوئل دول المنطقة التي ركزت على الاقتصاد الرقمي بشكل فعلي، حيث تم استحداث مسمى (وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة)؛ كمؤشر على مدى اهتمام الأردن في هذا القطاع الحيوي والهام، والذي يحظى بدعم واهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني؛ الذي وجه هذا العام بتأسيس (المركز الوطني لتكنولوجيا المستقبل) ليكون المظلة الرئيسية لقطاع التكنولوجيا في الأردن، وبمتابعة حثيثة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
ويعرف الاقتصاد الرقمي (حسب تعريف الأمم المتحدة - الاسكوا) على أنه (الاقتصاد القائم على التكنولوجيا الرقمية؛ ويرتكز على عدة مكونات، منها البنية التحتية التكنولوجية، والأجهزة، والبرمجيات، والشبكات، بالإضافة إلى الآليات الرقمية التي تتم من خلالها الأعمال التجارية والاقتصادية، ومنها التجارة الإلكترونية، والمعاملات الإلكترونية التي تتم بالكامل على شبكة الإنترنت. وهذا يبين أهمية دور الإنترنت في الاقتصاد العالمي، مما حمل البعض على تسمية الاقتصاد الرقمي أحياناً باقتصاد الإنترنت، أو الاقتصاد الجديد، أو اقتصاد الويب).
هذا الأسبوع استضافت العاصمة الأردنية عمان فعاليات الدورة الثانية من منتدى (استثمر في الاقتصاد الرقمي)، الذي أقيم برعاية ملكية سامية، تحت شعار (التحول الرقمي من أجل اقتصاد رقمي مستدام)، بتنظيم من غرفة تجارة الأردن وبالتعاون مع الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
ويسعى المنتدى، الذي يعقد في الأردن للمرة الثانية، إلى تعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي رائد في الاقتصاد الرقمي، وتشجيع الاستثمار في قطاعات التحول الرقمي، ودعم الابتكار وريادة الأعمال في الدول الإسلامية، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في قطاع الاقتصاد الرقمي في الأردن والعالم الإسلامي.
وركز المنتدى على أبرز محاور الاقتصاد الرقمي، ومنها؛ استراتيجيات التحول الرقمي ودور القطاع العام، وعرض تقديمي بعنوان (الأردن بوابة للاقتصاد الرقمي في المنطقة)، واستعرض مقومات المملكة كمركز إقليمي، والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وأثرهما في حماية البنية التحتية الرقمية والفرص الاستثمارية المرتبطة بهما.
كما تناول المنتدى مواضيع ريادة الأعمال وصناديق الاستثمار التي ركزت على دعم الشركات الناشئة وقصص النجاح الأردنية، إلى جانب تطورات قطاع التكنولوجيا المالية (Fintech) ودوره في تعزيز الشمول المالي، وكذلك موضوع التعهيد والتعليم الرقمي، ودور المؤسسات الأكاديمية في إعداد الكفاءات الرقمية.
الأردن خطى خطوات كبيرة وكثيرة في مجال تكنولوجيا المستقبل، والتي يعتبر الاقتصاد الرقمي جزء مهم منها، والمستقبل غني بالعديد من المبادرات التي تجعل الأردن في المقدمة في هذا المجال ومنها؛ مشروع الشباب والتكنولوجيا والوظائف، الهادف إلى تعزيز المهارات الرقمية للشباب، وتوسيع تطبيقات الاقتصاد الرقمي، ودعم التحول الرقمي للخدمات الحكومية.
وكذلك التحول والتمكين الرقمي، والتي تشمل البنية التحتية الرقمية وإدارة البيانات، والخدمات الرقمية الحكومية، ومنصة سند، والهوية الرقمية والأمن الرقمي، والربط وتبادل البيانات بين الحكومات، ليبقى الأردن في المقدمة على الدوام بفضل الكفاءات الوطنية المتميزة التي تدعمها قيادتنا الحكيمة.