أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2023

المخاوف من انفجار اجتماعي تتدحرج مع الانهيار الدراماتيكي لليرة اللبنانية

 القدس العربي-ناديا الياس

يتصدّر الهم المعيشي أولويات المواطن اللبناني بعد انهيار الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الذي تخطى ال 64000 ليرة الامر الذي انسحب سلباً على اسعار المحروقات التي ارتفعت بشكل جنوني متجاوزة سقف المليون لصفيحتي البنزين والمازوت وصولاً إلى لقمة خبز الفقير حيث سجلّ سعر الخبز ارتفاعاً ملحوظاً بلغ 29 ألف ليرة ناهيك عن ارتفاع اسعار السلة الغذائية واسعار الدواء التي تسابق سعر صرف الدولار.
 
وبسرعة البرق يقفز الدولار الاميركي من دون أي قدرة لمصرف لبنان على لجمه مهدداً بفوضى عارمة وحصول انفجار اجتماعي بدأت طلائعه بعودة مشاهد قطع الطرقات ولو بشكل خجول، الامر الذي سيطيح في حال تفاقمه بكل القطاعات الحياتية معيشياً وتعليمياً واستشفائياً.
 
وأمام هذه المستجدات وسرعة ارتفاع الدولار، بدأ يصدر جدول تركيب أسعار المحروقات مرتين في اليوم الواحد مع ارتفاع يومي يتجاوز بأضعاف سعر صفيحة البنزين عندما كان الدولار على سعر 1507 ليرات. وفي آخر تسعيرة للمشتقات النفطية ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 60000 ليرة ليصبح سعر الصفيحة 1147000 ليرة وبنزين 98 أوكتان 1174000، وارتفع سعر صفيحة المازوت 56000 لتصبح 1195000 وارتفع سعر قارورة الغاز 35000 لتصبح 730000 ليرة.
 
ولتفادي المزيد من الانهيارات في عدد من القطاعات الحيوية ولا سيما منها التربوية والصحية والزراعية، عقد مجلس نقابة صيادلة لبنان اجتماعاً طارئاً لدرس الخطوات التي يراها مناسبة ومنها التلويح بعدم تسليم الأدوية ومكافحة الادوية المزورة.
 
 وفي الجانب التربوي الرسمي، اعتصمت روابط التعليم الرسمي امام الاونيسكو، ودعت إلى عقد جمعيات عمومية للتصويت على تمديد الاضراب القسري الاسبوع المقبل، معلنة “عدم قدرتها على الاستمرار”، وداعية “إلى التظاهر ‏في ساحة رياض الصلح تزامناً مع انعقاد أي جلسة لمجلس الوزراء”.
 
وعلى الخط السياحي، كشف رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الاشقر عن إقفال فنادق على نطاق واسع خارج العاصمة بيروت من فئة 3 و 4 نجوم، بعدما لامست نسبة تشغيلها الصفر جراء تراجع عدد السياح وارتفاع كلفة الطاقة التي تراوحت نسبتها بين 35 و 40 في المئة من كلفة التشغيل، فيما معدلها الدولي يتراوح بين 8 و10 في المئة، ما يعني أن المؤسسات السياحية في لبنان تدفع أربعة أضعاف معدل كلفة الطاقة مقارنة بنظيراتها على صعيد العالم.
 
 ولكن الاشقر طمأن “ان هذه الفنادق ستعاود عملها في فصل الصيف بعد أن تمكنّت خلال الموسم السابق من تحقيق مخزون مالي، لكن واقع الركود خلال هذه الفترة من العام يمتص كل تلك الأرباح، في حين ان بعض الفنادق بدأت تدخل في خسائر”، وأعرب عن قلقه “حيال كلفة تنقل موظفي المؤسسات السياحية إلى مراكزها بعد الارتفاعات القياسية في سعر صفيحة البنزين”.
 
 باختصار، إن الوضع الاجتماعي القائم خطير وهناك خوف على الامن الغذائي وعلى انزلاق البلاد نحو المجهول مع ما يحصل من تدهور دراماتيكي في كل نواحي الحياة تزامناً مع تسارع انهيار الليرة امام الدولار وفي ظل الفراغ الرئاسي والشلل السياسي والفوضى القضائية اخيراً.