أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Dec-2025

مبيعات قياسية لبذور القمح والشعير في الكرك.. والمزارعون يتنفسون الصعداء

 الغد-هشال العضايلة

الكرك- على وقع بدء الموسم المطري وبفعالية كبيرة في مختلف مناطق محافظة الكرك، خلال الأسبوعين الماضيين، شهد مركز بيع بذور المحاصيل الحقلية بمحافظة الكرك، التابع للمؤسسة التعاونية الأردنية، عمليات شراء قياسية للبذور من قبل المزارعين من مختلف مناطق المحافظة.
 
 
كما ساهمت عملية تخفيض أسعار بيع البذار بزيادة كميات البيع للمزارعين، حيث تشير تقديرات مديرية تعاون الكرك، إلى أن مركز بيع الكرك شهد بيع نحو 900 طن من بذار محاصيل القمح والشعير للمزارعين، وهي كمية كبيرة قياسا إلى السنوات الماضية.
ويأمل مزارعون في الكرك، بأن تستعيد زراعة المحاصيل الحقلية بالمحافظة عافيتها، بعد سنوات من التراجع، مدفوعة بتساقط جيد للأمطار، وإقبال كبير من المزارعين على زراعة المحاصيل الحقلية بعد سنوات من الإحجام عن زراعتها، حيث بلغت كميات الأمطار المسجلة حتى نهاية الأسبوع الماضي حوالي 120 ملم.
وكانت المؤسسة التعاونية الأردنية، أعلنت قبل شهرين عن البدء ببيع البذار المحسن من القمح والشعير للمزارعين، وبأسعار مدعومة من الحكومة، وذلك عبر محطات إكثار البذار التابعة لها في أقاليم المملكة الثلاثة: الشمال والوسط والجنوب.
وقال مدير عام المؤسسة عبد الفتاح الشلبي، في تصريح صحفي، إن المؤسسة توفر كميات البذار المحسن من القمح والشعير للموسم الحالي (2025–2026) في محطتي إكثار بذار إربد ومادبا، إضافة إلى مركز البيع في محافظة الكرك، مشيرا إلى أن سعر بيع طن بذار القمح المغربل والمعقم للمزارعين هذا العام (450) دينارا بدلا من (500) دينار، و(370) دينارا لطن بذار الشعير المحسن بدلا من (420) دينارا.
وأشار إلى قرار مجلس الوزراء بخفض سعر بيع بذار القمح والشعير المحسن للمزارعين هذا العام بقيمة (50) دينارا/طن مقارنة بالعام الماضي، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا القرار يصب في خدمة المزارعين، وحثهم على زراعة أراضيهم بمحصولي القمح والشعير، وبالتالي المساهمة في تعزيز منظومة الأمن الغذائي.
وشدد الشلبي، على وفرة كميات البذار المحسن من القمح والشعير لدى المؤسسة ضمن ظروف تخزين مواتية ومثالية تراعي المعايير الدولية، داعيا المزارعين إلى شراء البذار من مراكز البيع التابعة للمؤسسة التعاونية، والعمل على تخزينها ضمن بيئة آمنة ومناسبة لحين زراعتها في الوقت الملائم، وذلك لضمان الحصول على منتج عالي الجودة.
تضاعف حجم الشراء
من جهته، قال مدير تعاون الكرك محمد العضايلة، إن مركز بيع البذور لمحصولي القمح والشعير شهد هذا الموسم زيادة كبيرة في الشراء من قبل المزارعين، وبنسبة ضاعفت كميات الشراء السنوية، وبلغت حوالي 900 طن من بذار القمح والشعير.
وبين العضايلة، أن المركز وفر للمزارعين كافة احتياجاتهم من بذور المحاصيل الحقلية من القمح والشعير وبجودة عالية.
وكان تأخر الموسم المطري لغاية منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قد أثار مخاوف المزارعين من ضياع موسم الزراعات الحقلية، وأخر عمليات زراعة تلك المحاصيل بالمحافظة.
وقال المزارع أحمد القيسي من لواء القصر، إنه يقوم كل عام بشراء احتياجاته من بذور القمح والشعير من مركز بيع البذار التابع للمؤسسة التعاونية، لأنه يعتبر من أفضل الأنواع، وتقوم المؤسسة بتعقيمه وغربلته جيدا، وليس على المزارع سوى زراعته في الوقت المناسب.
وبين أن تساقط الأمطار الأخيرة وبكميات جيدة شجع المزارعين على البدء بزراعة المحاصيل وبكميات كبيرة، خلافا للمواسم السابقة التي دفعت فيها ندرة الأمطار إلى الإحجام عن الزراعة خوفا من الخسائر المتراكمة.
وأشار القيسي، إلى أن قيام الحكومة بتخفيض أسعار البذور ساهم في زيادة عمليات الشراء من قبل المزارعين للبذور وحتى تخزينها للموسم المقبل، متوقعا أن يكون الموسم الحالي من أفضل المواسم وبكميات كبيرة من المحاصيل الحقلية.
وكان مدير الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب صرح الأسبوع الماضي بأن المملكة شهدت تأثير منخفض جوي فعال أسهم بشكل واضح في تحسين الموسم المطري الحالي، بعد حالة من التراجع التي ظهرت في أسابيع سابقة، مؤكدا أن الهطولات الأخيرة شكلت دفعة مهمة لعدد من مناطق المملكة، وخاصة الشمالية والوسطى والغربية، مما انعكس إيجابا على نسب الإنجاز للمعدل الموسمي العام.
وبين أن أعلى كميات للأمطار منذ بداية المنخفض وحتى صباح الجمعة الماضية سجلت في محافظة الكرك، حيث بلغت في محطة الربة 45.5 ملم بنسبة 14 % من معدلها الموسمي العام، تلتها محطة السلط في محافظة البلقاء بمجموع 38.9 ملم بنسبة 8 %.
دخل لـ5 آلاف أسرة
وخلال الأعوام الماضية، شهدت محافظة الكرك تراجعا كبيرا في نسبة الهطل المطري، ولم تتجاوز نسبة تساقط الأمطار خلال الأعوام الأربعة الأخيرة ما معدله 165 ملم، بنسبة سنوية لا تصل إلى 50 % من الموسم المطري البالغ في بعض المناطق حوالي 350 ملم.
يذكر أن معدل الهطل المطري السنوي في الكرك يتراوح بين 250 و350 ملم حسب توزع التساقط المطري، في حين تحتاج زراعة الشعير كميات أقل من القمح للإنبات، أي بحدود 200 ملم، والقمح من 250 إلى 350 ملم.
وتوفر زراعة المحاصيل الحقلية كميات كبيرة من الأعلاف لمئات آلاف المواشي التي تربى في المحافظة، ويبلغ عددها، وفقا لآخر الإحصائيات، نحو 450 ألف رأس من الماشية.
وبحسب رئيس جمعية مربي المواشي في الكرك زعل الكواليت، فإن الموسم المطري الذي يبدو جيدا هذا العام أدى إلى قيام المزارعين بالبدء بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي، من خلال البذور المخزنة لديهم أو من البذور التي يتم شراؤها من المؤسسة التعاونية الأردنية، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن نحو 5 آلاف أسرة في المحافظة تعمل في زراعة المحاصيل الحقلية وتربية المواشي، وتعتبرها عملا أساسيا لها في توفير احتياجاتها المعيشية طوال العام.
وأكد الكواليت أن هناك ترابطا كبيرا بين زراعة المحاصيل الحقلية وتربية المواشي، لأن أغلبية مزارعي المحاصيل الحقلية هم مربو ماشية، ويعتمدون بشكل كبير في توفير الأعلاف لمواشيهم من مادة التبن والشعير العلفي من زراعتهم الموسمية، لافتا إلى أن موسم زراعة قمح وشعير رديء يعني موسم تربية ماشية بخسائر مالية كبيرة.
يشار إلى أن مساحة الأراضي الزراعية التي تزرع سنويا بالمحاصيل الحقلية من محصولي القمح والشعير في الكرك، تقدر بحوالي 210 آلاف دونم، بينها 110 آلاف دونم تزرع بالشعير، وحوالي 100 ألف دونم تزرع بمحصول القمح.