وقال البنك في بيان للبورصة السعودية أن الرئيس التنفيذي سعيد محمد الغامدي سيتولى منصب رئيس مجلس الإدارة خلفا لعمار الخضيري الذي استقال لظروف خاصة. وأضاف أن نائب الرئيس التنفيذي طلال أحمد الخريجي تولى منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة.

وتسري التعينات الجديدة اعتبارا من أمس الإثنين وتأتي بعد أسبوعين تقريباً من قول الخضيري أن بنكه، وهو الأكبر في السعودية من حيث الأصول، لن يشتري المزيد من الأسهم في “كريدي سويس” لأسباب تنظيمية.

واعتبرت هذه التصريحات حافزاً لمزيد من عمليات البيع المكثفة لأسهم البنك السويسري، وأدت إلى تفاقم أزمة الثقة في البنك الذي شهد بالفعل سحب العملاء لأكثر من 110 مليارات دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022.

وإلى جانب التوترات العالمية في القطاع المصرفي وسعر السهم المنخفض بالفعل، ساهمت تعليقات الخضيري في خسارة “كريدي سويس” لخمس قيمته، مما أدى في النهاية إلى استحواذ منافسه المحلي “يو.بي.إس” عليه مقابل 3.2 مليار دولار.

وخسر “البنك الأهلي السعودي”، الذي استحوذ على حصة تقارب 9.9 في المئة من “”كريدي سويس مقابل 5.5 مليار ريال (1.46 مليار دولار) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكثر من 26 مليار دولار من قيمته السوقية منذ 27 أكتوبر/،تشرين الأول. وفي الأسبوع الماضي، تكبد البنك السعودي خسارة تزيد عن مليار دولار لكنه قال في 20 مارس/آذار إن انخفاض قيمة استثماراته ليس له أي تأثير على خطط النمو ولن يؤثر على الربحية.

وقال الخضيري لرويترز في وقت سابق هذا الشهر أن البنك لا يدرس القيام بأي عمليات استحواذ دولية في الوقت الحالي، وبدلاً من ذلك يركز على أعماله في السعودية.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي أن استثمار “البنك الأهلي السعودي” في “كريدي سويس” أتى بطلب من ولي عهد السعودية والحاكم الفعلي للبلاد الأمير محمد بن سلمان.

وأضافت الصحيفة أن بعض المسؤولين في “صندوق الاستثمارات العامة” السيادي السعودي رأوا يومها أن العملية “تتضمن مخاطر كثيرة (..) وتثير مسائل قانونية واحتمال تكبد خسائر كبيرة في المستقبل”.

في 16 آذار/مارس، قال الخضيري في مقابلة مع محطة “سي.إن.بي.سي” ان “هذا ذعر غير مبرر بتاتاً، إن على صعيد كريدي سويس أو السوق برمتها”.

– “اخفاقات عدة” –

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في اليوم نفسه، اعتبر وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن رد الفعل الأسواق قد يكون “مبالغاً فيه” لأنها غير مستقرة.

ومن دون تسمية مؤسسات مالية معيّنة، قال الجدعان إن إخفاقات عدة بما في ذلك على المستوى التنظيمي أجّجت اضطرابات في القطاع سواء على صعيد “الإشراف” أو “الإدارة”، فضلا عن “عدم التطابق” بين الأصول والالتزامات. لكنه أضاف ان لا علاقة لبلاده بذلك.

وأمس الأول قالت هيئة الرقابة السويسرية على الأسواق المالية “فينما” أنها تدرس سبل محاسبة مسؤولي “كريدي سويس” إثر تعثر المصرف.

لكنها أوضحت في مقابلة صحافية “لسنا سلطة جنائية لكننا نستطلع الاحتمالات المناسبة” .