مليونا مستفيد من المشاريع خلال 10 سنوات
الغد- رهام زيدان
قال المدير التنفيذي لصندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة د.رسمي حمزة " إن حجم استثمارات الصندوق في مشاريع الطاقة المختلفة بلغ نحو 110 ملايين دينار منذ إطلاقه عام 2015".
وأوضح حمزة في حديثه لـ"الغد" أن حصيلة برامج ومشاريع الصندوق منذ تأسيسه وحتى نهاية العام تعكس أرقامًا تؤكد تأثيره الإيجابي على مختلف المستويات الاقتصادية، إذ استفاد من مبادرات الصندوق أكثر من مليوني مواطن، أي ما يعادل نحو 17.5 % من إجمالي سكان الأردن.
وأسهمت هذه المشاريع في تحقيق وفر متوقع بقيمة 18.8 مليون دينار سنويًا على فواتير الطاقة، إلى جانب تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يزيد على 110 آلاف طن سنويًا، ما يعزز جهود الأردن في مكافحة التغير المناخي.
وفي سبيل تحقيق مستقبل أكثر استدامة، أكد حمزة أن صندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة، التابع لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، يواصل تحقيق إنجازات نوعية ساهمت في تحسين حياة المواطنين، وخفض كلف الطاقة، وتعزيز الاقتصاد الوطني.
مشاريع متنوعة ودعم للأسر العفيفة والمكرمات الملكية
وأشار حمزة إلى أن الصندوق ساهم، خلال فترة عمله، في تركيب أكثر من 37 ألف سخان شمسي، وتثبيت ما يقارب 12 ألف نظام خلايا شمسية، بالإضافة إلى استبدال أكثر من 285 ألف وحدة إنارة منزلية بوحدات موفرة للطاقة.
وشملت هذه المشاريع مختلف القطاعات الحيوية في الأردن، مثل المنازل، المصانع، المنشآت السياحية والزراعية، المباني الحكومية، المدارس، المراكز الصحية، ودور العبادة، في إطار سعي الصندوق إلى رفع كفاءة استهلاك الطاقة.
وأكد حمزة أن الصندوق التزم بمبادئ العدالة الاجتماعية، إذ تم إدراج الأسر الفقيرة والعفيفة ضمن أولوياته، عبر تنفيذ مشاريع لتركيب سخانات شمسية منزلية لهذه الفئات بمنحة كاملة بنسبة 100 %. كما شمل الدعم منازل المكرمة الملكية السامية للأسر العفيفة، بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، وزارة التخطيط، وصندوق المعونة الوطنية.
وبيّن حمزة أن المدارس الحكومية حظيت بنصيب وافر من مشاريع الصندوق، ضمن المبادرة الملكية السامية لتدفئة وتبريد المدارس، إذ طور الصندوق برنامجًا متكاملًا لتطبيق كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في 157 مدرسة، شمل استبدالا لوحدات الإنارة التقليدية بوحدات موفرة للطاقة (LED)، وتركيب سخانات شمسية وخلايا كهروضوئية لتوليد الكهرباء والمياه الساخنة.
وشملت هذه الأعمال أيضًا، بحسب حمزة، تنفيذ أعمال صيانة شاملة للنوافذ والأسقف والعزل الحراري، وتركيب أجهزة تكييف وتدفئة حديثة لضمان درجات حرارة مريحة وآمنة للطلبة، بالإضافة إلى تركيب أنظمة مراقبة وتحكم في استهلاك الطاقة.
وأسهم هذا البرنامج في تحسين بيئة التعلم، توفير بيئة دراسية صحية، وتقليل كلف التشغيل على وزارة التربية والتعليم، مما جعله نموذجًا يحتذى به في تكامل كفاءة الطاقة مع جودة التعليم.
دعم القطاعات الإنتاجية
وفيما يتعلق بالقطاع الصناعي، أوضح حمزة أن الصندوق قدم الدعم لـ129 مصنعًا عبر تدقيقات طاقية وتنفيذ إجراءات لخفض استهلاك الكهرباء في القطاع السياحي من برامج تحسين كفاءة الطاقة، مما انعكس إيجابًا على تقليل التكاليف وتحسين مستوى الخدمات المقدمة.
وأشار إلى الشراكة الفاعلة مع وزارة البيئة وأمن الطاقة الإيطالية في تقديم الدعم لبرامج صندوق الطاقه المتجددة من خلال تقديم منح لتمويل برنامج المستشفيات الحكومية لتنفيذ نظام تسخين المياه من خلال بناء أنظمة تسخين شمسية
لـ 33 مستشفى حكوميا خلال العامين الحالي والقادم وبرنامج تركيب أنظمة الخلايا الشمسية لكافة مباني البلديات في المملكة.
وأشار حمزة إلى أن الصندوق أطلق مؤخرًا مشروعًا لتركيب أنظمة سخانات شمسية حرارية في 33 مستشفى حكوميا موزعة على مختلف الأقاليم، بهدف تقليل استخدام الديزل في تسخين المياه، في خطوة نوعية لتحسين كفاءة الطاقة في القطاع الصحي. بالإضافة إلى ذلك، استكمل الصندوق برنامج تركيب أنظمة الخلايا الشمسية في البلديات، ليغطي جميع البلديات المائة في المملكة، دعمًا لدورها في التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل كلفة الكهرباء.
استمرار دعم القطاع المنزلي
ويواصل الصندوق كذلك تنفيذ برنامج دعم تركيب أنظمة الخلايا الكهروضوئية والسخانات الشمسية في المنازل، بنسبة دعم تبلغ 30 % من الكلفة الإجمالية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي والبنوك التجارية، كما يقدم الصندوق دعمًا بنسبة 50 % للأسر ذات الدخل الأقل من 750 دينارًا شهريًا، لتشجيع هذه الفئة على التحول لاستخدام الطاقة المتجددة.
دعم الابتكار والريادة في قطاع الطاقة
وفي إطار دعم الريادة والابتكار، أشار حمزة إلى أن الصندوق أطلق مؤخرًا مشروع "الابتكار في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة"، بالتعاون مع عدد من الجامعات الأردنية. ويهدف البرنامج إلى تحفيز الطلاب والخريجين على تطوير مشاريع طاقية مبتكرة، إلى جانب دعم النماذج الأولية والتطبيقات العملية، وربط الأفكار الإبداعية بمتطلبات السوق المحلي.
منظومة تمويل مرنة وشراكات إستراتيجية
وفيما يتعلق بالتمويل، أوضح حمزة أن الصندوق صمم برامجه ضمن منظومة تمويل مبتكرة، تتنوع بين المنح الجزئية والكاملة، القروض الدوارة، والتسهيلات البنكية، بالتعاون مع أكثر من 200 جمعية ومؤسسة محلية كما يعقد الصندوق شراكات دولية مع جهات مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، والاتحاد الأوروبي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي (UNDP).
وفي إطار تعزيز الشفافية وتسريع الإجراءات، أطلق الصندوق منصة إلكترونية حديثة (solarenery.gov.jo)، تتيح للمواطنين تقديم الطلبات ومتابعتها إلكترونيًا.
التزام وطني نحو الاقتصاد الأخضر
ويأتي عمل الصندوق ضمن إستراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 31 % بحلول عام 2030، وتقليل استهلاك الطاقة بنسبة 9 %، وخفض الانبعاثات الضارة، مما يعزز موقع الأردن كنموذج إقليمي يحتذى به في مجال الاستدامة البيئية.
تجدر الإشارة إلى أن صندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة تأسس عام 2012 بموجب قانون الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة رقم 13 (المواد 12، 13، 14، 15، و16)، وبدأ عمله فعليًا عام 2015 بعد إصدار النظام رقم 49 لعام 2015. وتم تأسيسه في وزارة الطاقة والثروة المعدنية لتوفير التمويل اللازم لتدابير كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، عبر تصميم ودعم نوافذ وآليات تمويلية تسمح لمستخدمي الطاقة بالاستفادة منها من خلال البنوك أو الجمعيات والمؤسسات المالية المحلية والدولية.
ويعمل الصندوق على قيادة الجهود الوطنية لتحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة عبر توفير التمويل اللازم لتطوير وتنفيذ الحلول المستدامة لتعزيز ترشيد وكفاءة الطاقة واستغلال الطاقة المتجددة، بالتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية وأصحاب المصلحة. كما يهدف إلى تعزيز استخدام الطاقة المتجددة لزيادة مساهمتها في مزيج الطاقة الوطني، وترشيد استهلاك الطاقة لتحسين الكفاءة في مختلف القطاعات، انسجامًا مع الإستراتيجية الوطنية للطاقة.