الحرب الاقتصادية.. خسائر الصين وأمريكا*هاشم عقل
الدستور
في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يتحمل كلا الطرفين عبئًا اقتصاديًا كبيرًا لكن توزيع الآثار يختلف حسب القطاعات والاستراتيجيات طويلة المدى.
1.الولايات المتحدة الأمريكية:
المستهلكون والشركات:
تحملت الشركات الأمريكية التي تعتمد على الواردات الصينية (مثل الإلكترونيات والسلع الاستهلاكية) تكاليف إضافية بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة التنافسية.
- المزارعون : تعرض قطاع الزراعة (مثل فول الصويا والخنازير) لخسائر فادحة بسبب فقدان السوق الصينية، مما اضطر الحكومة الأمريكية إلى تقديم إعانات دعم كبيرة.
- الابتكار التكنولوجي :
شركات مثل «هواوي» و»SMIC» على القائمة السوداء أثرت على سلاسل التوريد العالمية، لكن بعض الشركات الأمريكية عانت أيضًا من تقييد وصولها إلى السوق الصينية.
الصين
الصادرات : تأثرت بعض الصناعات كثيفة العمالة (مثل الأثاث والمنسوجات) بسبب الرسوم الأمريكية، لكن الصين عوضت جزئيًا عبر تنويع الأسواق (مثل ASEAN والاتحاد الأوروبي).
-التكنولوجيا المتقدمة : فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير الرقائق والتقنيات الحيوية، مما ضغط على شركات مثل»هواوي»، لكنه حفز الاستثمار المحلي في البحث والتطوير.
-النمو الاقتصادي :
تباطأ النمو نسبيًا، لكن الصين اعتمدت على تحفيز السوق المحلية وتقليل الاعتماد على التصدير.
العبء النسبي على المدى القصير :
تحملت الولايات المتحدة تكاليف مباشرة أعلى (زيادة الأسعار، إعانات المزارعين)، بينما استوعبت الصين الصدمة عبر سياسات مالية مرنة. على المدى الطويل :
الصين تواجه تحديًا أكبر بسبب محاولة فك الارتباط الغربي، خاصة في مجال التكنولوجيا، مما يفرض عليها تسريع الاكتفاء الذاتي.
الخاسرون الآخرون الشركاء التجاريون (مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية): تأثرت سلاسل التوريد العالمية، خاصة في صناعة السيارات وأشباه الموصلات.
الاقتصاد العالمي :
وفقًا لصندوق النقد الدولي، الحرب التجارية خفضت النمو العالمي بنسبة 0.8% تقريبًا.
الولايات المتحدة تحملت عبئًا ماليًا فوريًا أكبر (خاصة على المستهلكين والدافعين للضرائب)، بينما تواجه الصين تحديات استراتيجية أعمق تتعلق بإعادة هيكلة اقتصادها. ومع ذلك، كلا البلدين يسعيان إلى تقليل الاعتماد المتبادل، مما يجعل الآثار طويلة المدى معقدة وممتدة.
خسر المزارعون الأمريكيون أكثر من 25 مليار دولار سنويًا بسبب فقدان الصين كأكبر مشترٍ لفول الصويا واللحوم.
خسر المزارعون الأمريكيون أكثر من 25 مليار دولار سنويًا بسبب فقدان الصين كأكبر مشترٍ لفول الصويا واللحوم.
الخسائر الاقتصادية للصين على المستوى الكلي :
تباطؤ النمو الاقتصادي كما انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني من 6.7% في 2018 إلى نحو 3% في 2022 (جزئيًا بسبب الحرب التجربية وجائحة كورونا).
وانخفضت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة حوالي 16% في ذروة الحرب التجارية (2019–2020).
السيناريوهات المحتملة:
السيناريو 1: التصعيد المحدود (استمرار التوتر مع هدنة نسبية).
السيناريو 2: الانفصال الاقتصادي (Decoupling) الجزئي.
السيناريو 3: المواجهة الشاملة (حرب باردة اقتصادية).
السيناريو 4: التفاوض وإعادة التوازن (هدنة طويلة الأجل).
الولايات المتحدة : تمتلك تفوقًا في الابتكار والتحالفات الغربية، لكنها قد تخسر السوق الصينية الضخمة.
-الصين : قادرة على امتصاص الصدمات عبر الاقتصاد الموجه، لكن عزلها التكنولوجي قد يُبطئ طموحاتها.
الخاسر الأكبر : الاقتصادات الصاعدة المرتبطة بسلاسل التوريد الصينية-الأمريكية (مثل فيتنام، المكسيك).
خسائر الصين وأمريكا:
كلا البلدين خسرا مليارات الدولارات، لكن:
الولايات المتحدة حيث عانت من تضخم وارتفاع تكاليف المعيشة بينما واجهت تباطؤًا في النمو وضغوطًا تكنولوجية.
الخاسر الأكبر قد يكون الاقتصاد العالمي ككل، حيث أدت الحرب إلى تعطيل سلاسل التوريد وزيادة عدم اليقين الاقتصادي.