كثيرا ما يحتاج أولياء الأمور والمعلمون وإدارات المدارس الاطلاع على المستوى الدراسي للطلاب ومعرفة كل التفاصيل المتعلقة بهم.

واحدة من الشركات الريادية الأردنية التي تعمل بجد في هذا مجال تكنولوجيا التعليم ، هي شركة "Semesteer " ، تعمل على تطويع التقنية لتسهيل عملية جمع ورصد وتحليل البيانات المتعلقة بالطلاب لاعطاء دلالات ومؤشرات تساعد إدارة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور لمعرفة مدى تقدم الطالب وتطوره خلال العملية التعليمية.

 

 

وتشمل هذه البيانات معلومات تتعلق بعلامات الطلاب وأنشطتهم وسلوكياتهم وبيانات الحضور والغياب ، وبياناتهم المالية وغيرها من البيانات وإصدار تقارير وتنبيهات وإشعارات للإدارة أو المعلم أو ولي الامر.

وعمل هذه الشركة يندرج في سوق تكنولوجيا التعليم التي شهدت نموا غير مسبوق مع زيادة توجه المؤسسات التعليمية والأكاديمية بشكل عام إلى الرقمنة في سوق متوقع أن تصل قيمتها إلى 200 مليار عالميا.

وقال المؤسس للشركة صهيب أحمد إن "الشركة التي تأسست العام الماضي تقدم منصة رقمية تقوم على موقع إلكتروني في الوقت الراهن مع العمل بجد لإطلاق تطبيق للهواتف الذكية وهو المخطط له صيف العام الحالي مع الاطلاق الرسمي لخدمات الشركة".

وعن الفكرة التي تقوم عليها الشركة بين أحمد أنها خدمة موجهة للمدارس الخاصة، بشكل نظام رقمي تستخدمه المدارس لإدارة وتحليل بيانات طلابها إضافة إلى إصدار التقارير والإشعارات لأولياء الأمور والادارة. 

وأكد أحمد أن الهدف الرئيسي والعام للشركة يتمثل في المساعدة في استعادة الدور المحوري للمدارس في عملية التعليم، على حساب ظواهر مثل التعلم الفردي والدروس الخصوصية التي تنامت في السنوات الأخيرة، مبينا أن الفكرة جاءت بعدما لاحظ من خبراته السابقة مشاكل تتعلق بجمع ورصد بيانات الطلاب وإدارتها والخروج بقرارات وملاحظات منها.  

وعن تطور عمل الشركة أوضح أحمد أنه تم بناء نموذج أولي من الخدمة وتجربتها مع مدرسة لمدة سنة كاملة، ليبدأ العمل في العام 2022 لتحويل المنتج إلى مشروع ناشئ.

وقال "الشركة تعتزم الشركة قريبا إطلاق خدماتها للسوق، مع خطط مستقبلية للتوسع في الخدمات لتشمل دمج الأدوات الرقمية في كافة مراحل وأجزاء العملية التعليمية داخل المدارس".

ومؤسس المشروع صهيب أحمد، هو مبرمج بخبرة تتجاوز 8 سنوات، وعمل في العديد من الشركات الخاصة وساهم في العديد من مشاريع الرقمنة المهمة في الأردن مثل بوابة الخدمات الرقمية لدائرة الأراضي والمساحة، ومنصة سند للخدمات الحكومية وغيرها.

وعن رأيه ببيئة ريادة الأعمال الأردنية قال أحمد إنها بيئة "مشجعة ومحفزة" مع عمل جاد تقوم به الحكومة لدعم الشركات الريادية إلى جانب توافر عدد كبير من المؤسسات الداعمة للشركات الناشئة من حاضنات ومسرعات الأعمال والتي تساعد الشباب في تحويل وتطوير أفكارهم لتصبح مشاريع اقتصادية منتجة مؤثرة في الاقتصاد، والدليل على ذلك ما ظهر خلال السنوات القليلة الماضية من قصص نجاح لشركات ناشئة أردنية استطاعت التوسع في أسواق المنطقة وأخرى استطاعت جذب الاستثمارات. 

وأكد  أن الدعم الذي تلقاه مشروعه الناشئ كان من شركة "زين الأردن" من خلال مشاركة الشركة في مسابقة " زين المبادرة 6 " والتي تشرف عليها منصة زين للإبداع زينك، حيث فازت الشركة بتمويل ، وفترة احتضان ودعم واستشارات متخصصة لمدة عام كامل، فضلا عن أشكال أخرى من الدعم مثل تقديم الشركة وتشبيكها للكثير من الجهات والمؤسسات التي تنتمي لبيئة ريادة الأعمال في الاردن، وإيفاد الشركة للمشاركة في العديد من الفعاليات والمناسبات كان آخرها المشاركة  في مؤتمر " لييب" التقني في السعودية.  بيد أن أحمد أكد أن هناك تحديات تواجه الشركات الناشئة بشكل عام والشركات العاملة في قطاعه بشكل خاص ومنها ما يتعلق بتقبل وإقناع المؤسسات التعليمية والمدارس والمجتمع بالتحول إلى الرقمنة وتبني الأنظمة الإلكترونية بديلا عن الطرق التقليدية في إدارة البيانات وادارة العملية التعليمية.