مع وقف إطلاق النار بغزة.. توقع انتعاش حركة الشحن البحري
الغد-تيسير النعيمات
توقع خبراء في النقل البحري واللوجستيات، أن يساهم وقف إطلاق النار في غزة وعودة الهدوء إلى البحر الأحمر خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، في خفض كلف وزمن الشحن البحري، وهو ما سينعكس إيجابا على أسعار السلع وحركة التجارة والاستيراد والتصدير في الأردن والمنطقة.
وأشاروا إلى أن عودة خطوط الملاحة الدولية لاستخدام مضيق باب المندب بدلا من رأس الرجاء الصالح، ستعيد النشاط البحري إلى طبيعته، بعد اضطرابات سببها العدوان على غزة وهجمات جماعة الحوثي على سفن مرتبطة بإسرائيل.
عودة النشاط البحري إلى مساره الطبيعي
الخبير في النقل البحري، د. دريد المحاسنة، أوضح أن توقف العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف استهداف البواخر سيعيدان الخطوط الملاحية لاستخدام المضيق، ما يساهم في خفض كلف التأمين والشحن، ويزيد تدفق البضائع نحو ميناء العقبة، وبالتالي تحفيز التجارة الإقليمية.
وبين أن شركات الملاحة، كانت اضطرت للمرور عبر رأس الرجاء الصالح واستخدام موانئ خليجية وشحنات تغذية صغيرة للوصول إلى العقبة، وهو ما ضاعف زمن وكلفة الشحن، مشيرا إلى أن عودة الاستقرار ستنشط ميناء العقبة وقناة السويس معا.
من جهته، قال جمال الرفاعي، النائب الأول لرئيس غرفة تجارة الأردن "إن فتح معبر الكرامة مع الأراضي الفلسطينية، الذي أغلقته سلطات الاحتلال، سيساهم في زيادة الصادرات إلى الضفة الغربية وغزة، خاصة في ظل الحاجة إلى إعادة الإعمار، ما ينعكس إيجابا على التجارة الأردنية".
وأكد أن عودة البواخر الكبيرة مباشرة إلى العقبة بدلاً من الاعتماد على موانئ مجاورة، ستمنح المستوردين والمصدرين خيارات أفضل وكلفاً أقل، متوقعاً أن يؤدي ذلك إلى انخفاض تدريجي في أسعار السلع.
وأضاف الرفاعي أن استقرار المنطقة له أيضاً تأثير نفسي إيجابي على نمط استهلاك المواطنين الأردنيين، وهو ما ينعكس بدوره على النشاط التجاري المحلي.
تحسن متوقع في الشحن أسعار التأمين
بدوره، أكد نبيل الخطيب، رئيس النقابة اللوجستية وعضو غرفة تجارة عمان، أن التهدئة في البحر الأحمر ستشجع عودة بعض الخطوط البحرية للعمل، ما يزيد عدد الرحلات عبر قناة السويس ويقلل الضغط والكلف.
وأشار إلى أن العودة لمسار باب المندب، قد تحتاج بضعة أشهر، لكن الأثر على الاقتصاد العالمي والإقليمي سيكون كبيرا، خصوصا من ناحية انخفاض تكاليف النقل وأسعار التأمين.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات النقابة اللوجستية الأردنية ارتفاعا في عدد الحاويات الواردة عبر ميناء العقبة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 19.1 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ووصل عدد الحاويات الواردة حتى نهاية أيلول (سبتمبر) إلى 370,608 حاويات، مقابل 313,808 حاويات للفترة ذاتها من العام الماضي، فيما زاد عدد الحاويات المصدرة بنسبة 5.7 %، ليصل إلى 83,127 حاوية.
وفي أيلول (سبتمبر) وحده، سجلت الحاويات الواردة نموا بنسبة 19.4 %، بينما تراجعت الحاويات الصادرة بشكل طفيف بنسبة 1.8 %.
رغم الظروف الجيوسياسية الصعبة، يبقى الأمل معقودا على أن وقف إطلاق النار في غزة وعودة الملاحة الآمنة في البحر الأحمر، سيدفعان عجلة التجارة والاستثمار في الأردن والمنطقة، ويحسن معيشة المواطنين عبر خفض الأسعار وتنشيط الأسواق.