أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-Apr-2024

خيبات الأمل*عصام قضماني

 الراي 

يبدو اننا على موعد مع خيبات الأمل في قطاع السياحة، فلا يكاد يلتقط أنفاسه حتى يسقط مجددا في معترك المنطقة والإقليم.
 
التحوط في الاقتصاد كما التحوط في الحروب، يحتاج إلى سيناريوهات وأظن أن الذين توقعوا لهذه الازمة ان لا تتجاوز أسبوعين أو شهر باتوا يدركون اليوم ان تقديراتهم ليست خاطئة فحسب بل قصيرة النظر.
 
أظن أن صانع القرار في الأردن سيحتاج إلى أكثر من خزان أفكار خارج حدود التفكير البيروقراطي، باختصار يحتاج الى جهد جميع الشرائح الفكرية للمساهمة في وضع السيناريوهات، المؤسسات الفكرية والجامعات والمنتديات حتى الاعلام والمحللين والكتاب.
 
هذه واحدة أما الثانية فهي أن الأولوية الآن للقطاع الأكثر تضررا وسنحتاج إلى احصائيات مبكرة تعطينا مؤشرات حول حجم الأضرار دون مبالغة ودون تهوين لما اصاب قطاع السياحة ولما ينتظره في قادم الأيام.
 
قطاع السياحة هو الأكثر حساسية للاحداث سلبية كانت ام ايجابية ودرجة استجابته وتفاعله هي ما يحدد شكل الاداء المقبل للاقتصاد واكاد ازعم ان منصة إنذار مبكر للتغيرات والتحديات الاقتصادية.
 
قطاع السياحة لا يجب ان يدار من وزارة او وزير هو بحاجة لان يدار من مجلس حكماء وما الوزارة والوزير الا ذراع تنفيذي لمخرجات هذا المجلس، نقول ذلك طالما ان مفاجآت المنطقة والاقليم والعالم لا تمهل ولا يجب ان تهمل بالعامل معها على اعتبار ان مؤقتة او طارئة.
 
بدا منذ اللحظة الاولى لاندلاع الحرب ان قطاع السياحة الاول في قائمة خيبات الامل وليس الاخير.
 
هل يجب ان ننتظر ان تغلق فنادق في البترا والعقبة ووادي رم أبوابها لوقف نزيف الخسائر كي نتدخل بخطط الانقاذ المتاخرة.
 
تقع هذه الفنادق وكثير من المؤسسات السياحية مثل المطاعم بين مطرقة تراجع وانعدام السياحة الأجنبية في عز موسمها وسندان التكاليف وضغوط الالتزام بسداد الديون.
 
هناك في الحكومات من يخجل من الحديث عن السياحة فهو يعتقد أنها تعني الانفتاح وأحياناً يبرر وقوفه ضدها بأنها قد تغير سلوك المجتمع وقد تخترق جداره المحافظ وهذا ليس صحيحاً
 
أذكر حواراً مع الراحل عقل بلتاجي وأزعم أنه كان أب السياحة في الأردن, قال لكاتب هذا العمود إن أول ما يلحظه السائح الأجنبي قبل قدومه للأردن هو أن يقرأ عن عادات وتقاليد البلد الذي يزوره....
 
الوضع يشبه ما حصل في موسم كورونا لكن الفرق كان في تحديد حركة السياح قصرا في الاولى بينما في الثانية خيارات السياح الخائفين من زيادة التوترات في المنطقة.
 
كنا حثثنا على تسويق الاردن مثل بيت هادئ في حي مضطرب لكن ذلك كان يحتاج الى جهود مضاعفة وفيما يبدو أن المؤسسات المعنية بالترويج لم تعثر على المفتاح فهل كان التسويق خاطئا ام ان الانفاق عليه كان باهتا؟.
 
في تقرير سابق حذر البنك الدولي من أن اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستمرارها ينطوي على آثار اقتصادية محتملة على الاقتصاد الأردني لا سيما تأثيرها على النشاط السياحي وما يترتب عليها من آثار على إيرادات السياحة والحسابات الخارجية.
 
تقرير البنك الدولي، قال أن الحرب تشكل «تهديدا» للنشاط السياحي وإيراداته خاصة في بداية مواسم الذروة، بعد التعافي القوي للقطاع السياحي من أزمة كورونا.
 
نسبة إشغال الفنادق والحجوزات كانت قد تراجعت بنسبة 50 إلى 75% خلال شهرين على بدء العدوان، فما هو وضعها الان؟.
 
صناعة الطيران–التي كانت تتعافى لتوها من خسائرها المرتبطة بأزمة كورونا – ليست بعيدة عن مرمى الخسائر وقد تتكبد تكاليف تشغيلية أعلى لأنها تتخذ مسارات أطول لتجنب التحليق فوق مناطق الحرب، وقد تنشأ تكاليف إضافية أيضا في حالة ارتفاع أسعار الوقود، مما قد ينعكس على سعر المستهلك النهائي ويؤثر بشكل أكبر على السياحة.
 
الاوضاع تبدو أسوأ وربما سيتطلب الأمر إطلاق حزم إنقاذ اسوة بتلك التي أطلقت في ازمة كورونا للحفاظ على العمالة ودعم صمود القطاع كي تبقى الفنادق والمطاعم واقفة.
 
سيحتاج الأمر إلى سرعة في ردات الفعل لمواجهة النزيف.
 
قطاع السياحة لا يعمل وحيدا فهو مرتبط بعشرات القطاعات الاخرى مثل المواد الغذائية وتجارة الجملة والتجزئة، والنقل، والبناء.
 
قطاع السياحة أو الخاسرين وهو ايضا آخر المتعافين بعد توقف الحرب.