أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2022

الاحتيال المالي*د. حسام باسم حداد

 الراي 

مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم والخدمات والمنتجات المالية المقدمة، تتنامى أطماع المحتالين في توظيف خبراتهم التقنية باستغلال ما يمكنهم من السبل الالكترونية والاجتماعية في اختراع أساليب احتيالية تطال المستخدمين والشركات على حد سواء، منتهزين الثغرات وأوجه القصور ونقاط الضعف في الإجراءات الرقابية والتقنية وجهل المستخدمين. يُعرف الاحتيال المالي بأنه: أي عمل يهدف للحصول على فائدة غير مشروعة عن طريق وسائل تقنية أو مستندية أو علاقات أو سبل اجتماعية أو استخدام صلاحيات وظيفية أو إهمال متعمد أو ضعف النظ? والمعايير الرقابية بشكل مباشر أو غير مباشر. الاحتيال تزييف للحقيقة وإخفاء المعلومات المهمة على الضحية وتضليلها والكذب عليها واختلاق مستندات وهمية لا أساس لها، حيث تتطور أساليب الاحتيال وتتجدد بين فترة وأخرى، فالمحتالون مجرمون أذكياء يستطيعون إيجاد سيناريوهات لإيقاع الضحية والاستيلاء على البيانات الشخصية والمالية للأفراد وسرقة أموالهم والتصرف بها.
 
في عمليات الاحتيال المالي يعتبر المستخدم خط الدفاع الأول عن حساباته ومعلوماته الشخصية ومسؤولاً عن حمايتها والحفاظ عليها بعدم افشائها ومشاركتها مع أي طرف غير موثوق، فسلاح المحتال غالباً ما يكون ثقتك به وإقناعك بمصداقيته. وتتضمن أنواع الاحتيال المالي: احتيال بطاقات الائتمان وسرقة الهوية والاحتيال عبر وسائل التسويق الشامل. تتضمن أنواع الاحتيال عبر الانترنت: التصيد الاحتيالي والاختراقات والبرامج الخبيثة. ومن أبرز طرق الاحتيال المالي مراسلة الضحية بأسماء مؤسسات رسمية كالبنوك والمؤسسات الحكومية مستخدمة البريد ال?لكتروني أو الرسائل النصية مطالبة بمعلومات دقيقة عن البطاقات الائتمانية والأرقام السرية للحسابات لغايات تحديث البيانات أو الحصول على جوائز والمطالبة بدفع رسوم بشكلٍ مسبق والتسوق الخفي والدفعة الزائدة والتوظيف والجوائز واليانصيب وحالات الطوارئ والشيكات المزورة وغيرها. المحتالون يستغلون الحاجات النفسية للضحايا الذين يبحثون عن الثراء السريع والجوائز المالية والعينية دون التدقيق بتبعاتها إلا أن الشيطان يكمن في التفاصيل. بالاضافة إلى دخول المواقع غير الموثوقة التي تعرض الحسابات والبطاقات إلى التسريب. وبشكل عام ف?ن الجهات المالية تفضل لقاء عملائها بشكل مباشر وجهاً لوجه من أجل الافصاح عن البيانات الشخصية والمالية الخاصة بهم وتحديث معلوماتهم.
 
ولأن المخاطر والهجمات السيبرانية وطرق الاحتيال المالي تزداد يوماً بعد يوم فإن تعزيز ثقافة المعرفة في التكنولوجيا المالية أصبحت لزاماً على الجميع عبر ترسيخ وزيادة الوعي بتجنب ومكافحة الاحتيال المالي واستخدام طرق الحماية بعدم إفشاء المعلومات الخاصة وحماية الحاسوب والهاتف ببرامج ووسائل حماية أكثر فعالية وأمناً والتحقق من الجهات المتعامل معها وتغيير الرقم السري بشكل دوري والتبليغ عن أي اشتباه. وأما بالنسبة للشركات فيتوجب عليها لمكافحة الاحتيال المالي بناء استراتيجيات ومتابعة تقييمها وتحديثها والتعهد بتوفير الم?ارد الكافية المادية والبشرية القادرة على التصدي للاحتيال المالي. برأيي، لا بد من الاسهام في زيادة التوعية المجتمعية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن أساليب الاحتيال المالي وخطورتها ودرئها والاستفادة من التجارب والتوصيات الدولية لتطبيق أفضل الممارسات.