عمّان اكسشينج -

تتخوف دوائر القرار في عواصم حلفاء أمريكا من اجتماع ترامب بوتين في منتصف الشهر، خاصة العواصم الأوروبية، التي ترى أن حليفها الأقوى يناور في علاقاته مع جارهم الأقوى، روسيا. على رأس المتخوفين لندن، التي عقدّت علاقتها مع روسيا خلال الأشهر الماضية، باتهامها روسيا بمحاولة اغتيال عميل مزدوج لروسيا وبريطانيا وابنته على أرضها، وحملتها الدبلوماسية لطرد بلوماسيين روس وتجاوب معها الإتحاد الأوروبي و"أمريكا ترامب" بدرجات مختلفة، خاصة وهي ترى خروجها من الإتحاد الأوروبي يزداد تعقيدا، أوروبيا وداخليا، ما يجعلها تراجع حساب أرباحها وخسائراقتصاديا وسياسيا. باريس كذلك متخوفة، والتي تعرضت علاقتها "بأمريكا ترامب" للتعقيد نتيجة خروجها من اتفاق إيران النووي وقبله من اتفاقية المناخ وسياستها التجارية، ما كشف للعالم اتصالات متشنجة بين الزعيمين. برلين أيضا متخوفه، رغم أنها أبقت على صلات قوية نسبيا مع موسكو، في الوقت الذي كانت فيه تحاول ثني "أمريكا ترامب" عن رسومها التجارية على صادراتها إليها، وبعد تسرب عرض ترامب على ماكرون إتفاقية تجارية مجزية، إن ترك الإتحاد الأوروبي، ما عمق شعور أوروبا بالخذلان من "أمريكا ترامب" وهي التي ساندت " أمريكا أوباما" في سياسة فرض العقوبات الإقتصادية على روسيا، بسبب أوكرانيا وضمها جزيرة القرم، على الرغم مما ألحقته تلك العقوبات من أضرار بالدول الأوروبية نفسها. وفي الوقت الذي تتحدى فيه " أمريكا ترامب" شريكها التجاري الصيني ، إقتصاديا وأمنيا في بحر الصين الجنوبي ، وتعكّر علاقتها التجارية مع الهند، تفرض حصارا اقتصاديا على طهران، وتطلب من بكين ونيودلهي وقف استيراد النفط الإيراني، وتغازل روسيا، حليفة طهران، علها تجد من تستقوي به على حلفائها الأوروبيين ومنافستها الصينية.

كذلك تتعرّض مظلة الحماية الأمريكية النووية لأوروبا، لتذبذبات سلبية منذ بداية وصول إدارة ترامب، آخرها تسريبات عن قيام البنتاغون بدراسة كلف الجنود الأمريكيين في ألمانيا تمهيدا لنقلهم إلى بولندا.

في أعقاب آخر اجتماع لمجموعة السبع، اضطر رئيس الوزراء  الكندي لتذكير الرئيس ترامب أن سياسته التجارية مع الجار الكندي، لا تتناسب وحلف الدم بين البلدين. وقبل أسابيع صرّح أحد مسؤولي الإتحاد الأوروبي قائلا: " بصديق كالرئيس ترامب فلا حاجة للأعداء".

درس تقدّمه "أمريكا ترامب" لحلفائها وصناع القرار.