مشروع عزم “التدريب المهني للتشغيل” المدعوم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة – UNICEF عمل على ابتكار منهجية خاصة لإشراك القطاع الخاص من خلال تحديد الاحتياجات التشغيلية والمهارات العملية والمهنية التي يحتاجها الشباب للانخراط في سوق العمل على مدار عامين ومن ثم تصميم مشروع تدريبي متكامل يغطي جانبين أساسيين، الجانب العملي من خلال تدريب الشباب على المهارات التشغيلية والعملية اللازمة لمواءمة بيئة العمل والاستمرار به ومن ثم الانتقال الى الجانب التقني الذي يتضمن تدريب الشباب تدريبا عمليا داخل الشركات والمؤسسات في القطاعات المختلفة لاكتساب المهارة والخبرة بإشراف مشترك بين القطاع الخاص وفريق العمل والمدربين المتخصصين لضمان جودة التدريب وبالتالي زيادة فرص التشغيل المباشر بعد انتهاء فترة التدريب.

وقد بدأت عملية المسح الميداني للبحث عن شواغر متخصصة في مختلف المحافطات وتم من خلالها الوصول إلى 82 شركة على مدار عامين متتاليين، ومن ثم الانتقال إلى عملية الحشد بمختلف الطرق للوصول إلى الباحثين عن العمل والمهتمين بعملية التدريب المهني المنتهي بالتشغيل من خلال جلسات التعريف بالمشروع والحملات الإعلانية المختلفة ليصل مشروع عزم “التدريب المهني للتشغيل” إلى ما يقارب 19000 شاب من كلا الجنسين في مناطق المشروع المستهدفة.

ومن ثم انتقل المشروع إلى مرحلة تأهيل الشباب الذين وقع عليهم الاختيار إلى مرحلة التأهيل إلى سوق العمل الأردني والقيام بتأسيسهم على معايير خاصة عمل مركز تطوير الأعمال والجهة الداعمة اليونيسف إلى تحديد ما سيتم العمل عليه وتطويره في الشباب من خلال تقديم تدريب مهارات حياتية متخصصة تتواءم مع متطلبات سوق العمل بمدة 5 أيام ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التدريب والتشبيك داخل ومع الشركات بمختلف القطاعات، وقد ساهم المشروع بتقديم التدريب الى 679 شابا من كلا الجنسين ساهمت بتغيير طريقة تفكيرهم للانخراط بسوق العمل الأردني ومحاولة البحث عن وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية.

وقد بدأت عملية التدريب المهني بعد توقيع الاتفاقيات مع 26 شركة صناعية، تجارية، خدمية وفي قطاع الطيران والتي من خلالها باشر 580 خريجا من مشروع عزم بالعمل داخل الشركات ليتم تدريبهم على العديد من المهن المختلفة ومن ثم تشغيلهم بشكل فوري، كمرحلة اولى ومتابعتهم خلال فترة التدريب ومن ثم ضمان عملية تشغيلهم بعد انتهائهم من التدريب، وقد شملت التدريبات على العديد من الوظائف في مختلف القطاعات ومن أهمها( قطاع الخياطة، المهن المتخصصة في الطيران، الصناعات الغذائية، الصناعات البلاستيكية، صناعة الورق الصحي وصناعة الكيماويات)، واليوم بعد مضي عامين متتاليين على انطلاقة المشروع نعتز بكوكبة من الشباب الاردني الـ 496 الذين ما زالوا على رأس عملهم ويمارسون أعمالهم ومهنهم التي تم تدريبهم عليها ويتدرجون بالوظائف والتسلسلات الإدارية حسب معايير الشركات وأنظمتها الداخلية.

وقد جاء تنفيذ هذا المشروع نتاجا لعملية تنفيذ العديد من البرامج المختلفة في نفس النهج التي لاقت نجاحا من خلال تنفيذ البرامج التدريبية المهنية بطريقة مختلفة داخل الشركات والتي اختص فيها مركز تطوير الاعمال في الاونة الاخيرة والعديد من شركاؤنا من القطاع الخاص ومنظمة الامم المتحدة للطفولة UNICEF.

وبينت ريم الخديمات 21 عاما – إحدى خريجات المهارات الحياتية مشروع عزم “التدريب المهني للتشغيل” بأن آلية تنفيذ التدريب داخل المهنة نفسها هي حافز رئيسي لتطوير الشخص في نفس المجال الذي يرغب بالعمل به ويبني خبرة مناسبة من بداية الطريق.

وأشاد مأمون أبو غوش – مدير الموارد البشرية في شركة المبدعون العرب لصناعة الانسجة بالالية التي بدأت فيها خطوات اختيار الشباب الباحثين عن العمل بأن الشباب الذين يتم تدريبهم من خلال تدريب المهارات الحياتية تجد عندهم اندفاعا وحماسا يختلف عن باقي الباحثين عن العمل ممن يتم مقابلتهم من السوق المحلي، بالإضافة على أنهم مهيئين نفسيا وعمليا للانخراط في القطاع الصناعي.