أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2018

"صنع في اليابان".. من مجرد لافتة على منتج إلى ثقافة ومعنى اقتصادي
أرقام - 
 
ربما تبدو مجرد عبارة مكتوبة على منتج لتعريف الآخرين بالبلد المصنع له، لكن الأمر تعدى ذلك بكثير حيث أصبح بمثابة تصور استثنائي لجودة عالية في الإنتاج وانعكاس لثقافة اقتصادية لبلد نهض من الدمار في الحرب العالمية الثانية إلى ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
 
 
 
تُعرف اليابان الآن بتقاليدها الشعبية الفريدة وولع مواطنيها بالعمل الشاق حتى أصبح البعض منهم يموت من فرط العمل فيما عرف بظاهرة "كاروشي"، وتشتهر الدولة الآسيوية أيضا بتطورها وإبداعها التكنولوجي وجودتها الصناعية التي قلدتها مكانة عالمية فائقة..فما السر والمعنى الكامن وراء شعار "صنع في اليابان"؟
 
 
 
 
 
عكفت إحدى الكاتبات الأمريكيات وتدعى "ناعومي بولوك" سنوات على دراسة التجربة اليابانية الفريدة بوجه عام لمعرفة ما وراء عبارة "صنع في اليابان".
 
 
 
إعادة البناء
 
 
 
- بعد الحرب العالمية الثانية وإلقاء أمريكا القنابل الذرية على "هيروشيما" و"ناجازاكي" وما تبعه من استسلام طوكيو، دُمر ما يقرب من 40% من المنشآت الصناعية والبنية التحتية في البلاد.
 
 
 
- ذهل الشعب الياباني بالدمار الذي لحق ببلادهم وأخذواعلى عاتقهم مسؤولية إعادة الإعمار من خلال بناء مصانع جديدة مجهزة بآلات عصرية، ويرجع ذلك بالطبع إلى العقول اللامعة وقتها.
 
 
 
- في السنوات الأولى ما بعد الحرب، كان لليابان ميزة تنافسية كبيرة في صناعاتها على الدول المنتصر في الحرب العالمية الثانية.
 
 
 
- يرجع ذلك إلى أن مئات الآلاف من العمال – الذين كانوا جنودا لدى الجيش – عكفوا على تحويل جهدهم وعقولهم وتعليمهم المتميز الذي تلقوه قبل الحرب نحو الإنتاج والبناء والصناعة والتطوير بالإضافة إلى انضباطهم في العمل الذي ورثوه من خدمتهم العسكرية.
 
 
 
- استثمرت اليابان في التعليم بكثافة بعد الحرب بالإضافة إلى زيادة الغنتاج في الصناعات الكيماوية والصلب والفحم والطاقة، وبحلول خمسينيات القرن الماضي، بلغ الإنتاج مستويات ما قبل الحرب.
 
 
 
- تحرر الاقتصاد الياباني من اقتصاد حرب إلى اقتصاد إنتاجي وصناعي وخدمي واستعاد زخم النمو بقوة خلال الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين.
 
 
 
- كان للتعليم دور كبير في النهضة اليابانية التي مهدت لثقافة "صنع في اليابان"، فقد أسهم نظام التعليم الفائق بعد الحرب في تحديث البلاد وادخلت طوكيو معايير انضباطية للمدارس انعكست على الطلبة بعد ذلك في سوق العمل بعد تخرجهم.
 
 
 
- في ضوء ذلك، فإن عبارة "صنع في اليابان" ليست مجرد لافتة، بل هي نابعة من جهد مضن وعمل دؤوب وتعليم جيد وانضباط كبير انعكس على دقة الصنعة والمنتج.
 
 
 
 
 
الجودة الفائقة
 
 
 
- ترى "بولوك" ان "صنع في اليابان" أصبحت مرادفا لكلمتين "الجودة الفائقة" في إشارة إلى الإبداع وحسن الصنعة التي تحيط بالمنتجات في طوكيو، وأوضحت أنها اجرت دراسات عن الإنتاج في الدولة الآسيوية وجمعتها في كتاب.
 
 
 
- يرتبط شعار "صنع في اليابان" إلى حد كبير بثقافة العمل لدى المواطنين الذين تميزوا بالجهد الكبير والدقة في الصناعة حتى بلغوا من التكنولوجيا ما مكنهم للتفوق عالميا في العديد من القطاعات مثل صناعة السيارات والحواسب والإلكترونيات وغيرها.
 
 
 
- توارث اليابانيون ثقافة العمل والدقة في الإنتاج من الجيل الذي جاء بعد الكارثة النووية عقب الحرب العالمية الثانية.
 
 
 
- أشارت "بولوك" إلى ان وتيرة الإنتاج في اليابان وحتى صناعة الآلات تجسد معنى حقيقيا للجودة والدقة والأخلاقيات المهنية.
 
 
 
- بالنسبة للأمريكيين، تعني عبارة "صنع في اليابان" مرادفا لسلع رخيصة وجيدة الصنعة لدرجة أن البائع ربما يصرخ في وجه زبون يريد الجدال في السعر: "كيف تتفاوض على السعر..لقد صنعت في اليابان".
 
 
 
- يرى الصينيون والروس والهنود ومواطنو دولجنوب شرق آسيا أن هذه الكلمات الثلاث وقعها إيجابي وترحيبي ومغرٍ للزبائن من أجل شراء سلعة.
 
 
 
- يروج اليابانيون أيضا بهذه العبارة لمنتجاتهم على انها أفضل بكثير من نظيراتها الصينية والكورية الأرخص ثمنا والأقل جودة، وهو الأمر الذي يدفع البعض لشراء سلع صنعتها طوكيو رغم ارتفاع سعرها.