أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2022

«عمارة اللويبدة» واخواتها.. من المسؤول؟*علاء القرالة

 الراي 

انهيار أحد المباني في منطقة اللويبدة وما نتج عنه من ضحايا وجرحى يدق «جرس الانذار» لكثير من المباني التي تتشابه معها بالقدم والتهالك وفي مختلف مناطق المملكة، فعلى من تقع مسؤولية التأكد من سلامتها والاشراف على اعادة تأهيلها او اخلائها من السكان؟، وماذا علينا ان نفعل لكي لا تتكرر؟
 
«العاصمة عمان» والتي يقطنها ما يقارب 4 ملايين نسمة وتترامى اطرافها على 20 جبلا حالها حال الكثير من العواصم في العالم، ففيها الحداثة وفيها العراقة والتاريخ فكما توجد مناطق حديثة فيها فهناك مناطق قديمة ايضا سواء في المباني او حتى البنية التحتية، ما يستلزم من القائمين على العاصمة وغيرها من المدن في المملكة القيام بمراجعة شاملة للكشف على البنايات القديمة وتقييمها واعادة تأهيلها من قبل مختصين وبطريقة علمية تختلف عن المعمول بها حاليا والتي تعتمد على اجتهادات الساكن في اعادة الصيانة والترميم متجاهلين الشروط الهند?ية وهذا ما تسبب في انهيار بناية اللويبدة مؤخرا.
 
طريقة البناء قديما مختلفة تماما عما هي عليه الآن فهي تعتمد على الجدران الحاملة وليس على التسليح، ما يجعل من اي اجراء أو تصرف غير مسؤول لصيانتها بعيدا عن الخبراء الهندسيين قنبلة موقوتة تهدد كافة سكانها والقاطنين تحت جدرانها وفي هذه الحادثة عبرة لمن يعتبر، غير ان مواجهة مثل هذه التصرفات تتطلب توعية وارشادات وجولات كشفية من قبل الامانة والاشغال والبلديات وفي مختلف المناطق، واقناع المواطنين انفسهم بضرورة التشاور واخذ النصيحة من قبل المختصين وبشكل مجاني لا يكلفهم اي مقابل سواء أنهم سيحصنون انفسهم واطفالهم وجيرا?هم من اي خطر او كارثة كما شاهدنا بالأمس القريب.
 
آلاف المباني والعمارات والمتناثرة في مختلف احيائنا ومناطقنا ويسكنها مئات الالاف، بنيت على الطريقة القديمة وتتشابه بالفترة الزمنية الى حد كبير مع عمارة اللويبدة تستغيث اليوم وتدعو كافة الجهات الى التحرك سريعا لمواجهة هذا التحدي والقائم على غلطة غير مسؤولة من احد سكانها، فبعضها لم يعد قادرا على تحمل اي تغيير ولو بحجر واحد فيها او فتح شباك او باب او اي عملية توسعة عشوائية غير مدروسة، ومن هنا لا بد من اعادة النظر في اجراءات تمنع السكان من عمليات الصيانة والتحديث او التوسعة دونما موافقة الجهات المختصة.
 
"حادثة اللويبدة» ما هي الا عبرة لكثير من العمارات والمباني في عاصمتنا ومدنننا، وما علينا اليوم الا اخذ العبرة منها بعدم تكرارها، من خلال البدء بمراجعة شاملة لكافة المباني القديمة وتوعية ساكنيها بضرورة مراجعة الجهات المختصة عند اجراء اي عمليات تحديث تفاديا لسقوطها وانهيارها على من فيها، رحم الله ساكني عمارة اللويبدة واتم الله الشفاء على مصابيها وان يعين رجال الامن واجهزتنا الامنية على ما بذلوه من جهود جبارة طيلة اليومين الماضيين.