أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2017

في حرب ؟؟ ومتى؟ وكيف؟* زيان زوانة
عمان اكسشينج - 
خلال الأسبوعين الماضيين ونتيجة لتداعيات الأزمة الحريرية ، إستمر التساؤل فيما إذا كان إقليمنا سيشهد حربا قريبة ، لدرجة ذهب البعض ليجزموا ، أن الحرب واقعة ، والسؤال متى وليس إن كانت ستقع أم لا.
 
حروب العالم الحديث قائمة ومستمرة ، ووسائلها لم تعد جيوشا وطائرات ودبابات وصورايخ ، بل أصبح عمادها زعزعة استقرار قوى العدو من الداخل بدون إطلاق الرصاص أو إغارة الطائرات القاذفة ، بحيث يتم تقويض هيكل الدولة المستهدفة الداخلي وبنيتها الإجتماعية والإقتصادية والمالية وبورصاتها وسعر صرف عملتها وهروب الإستثمارات عنها وسحب الودائع من بنوكها وارتفاع الفائدة على اقتراضها وانخفاض سعر سندات دينها وتخفيض تصنيفها الإئتماني ، واستثمار نقاط ضعف بنيتها الكلية سياسية وحزبية وإثنية لخلق الإنقسام أو تعميقه وإضعاف مواقع القرار بتضخيم توافه الأمور وإلهائها بها ، مع حملة إعلامية مركزة ، وقد يصاحبها حصارا خارجيا يعيق حركة تجارتها ويجعل الحياة الطبيعية لشعبها أكثر صعوبة ، لإثارته ليخرج على نظامه الحاكم ، مما يحقق هدف الدولة على الطرف الآخر من الحرب ، ما يجعل الحرب الحديثة مختلفة تماما عما عرفناه من حروب الماضي .
 
لقد رأينا نماذج قديمة من الحرب الحديثة في حصار الغرب للإتحاد السوفييتي سابقا وروسيا حاليا وإسقاط حكومة مصدّق في إيران وكوبا وإيران والعراق وكوريا الشمالية ، ونرى نماذج حديثة لها آخرها حصار قطر وما يتكشف عن دورمنصات الشبكة العنكبوتية في أمريكا وغيرها من الدول للتأثيرعلى انتخاباتها الداخلية ، ما يجعلنا نجزم أن حرب الجيوش الكلاسيكية لا تقع إلا عندما تفتقر الدولة المستهدفة لقوة رادعة ذاتية أو تحالفية أو كليهما ، وبدون ذلك إن وقعت تكون نزهة لا حربا.
وعليه ، ونتيجة الأزمة الحريرية فإن الحرب الكلاسيكية في الإقليم مستبعدة بدرجة كبيرة ، والحرب الحديثة هي الأكثر احتمالا ، ما يفرض على الجميع استيعاب حقائق عصرنا الحديث والتحوط له.