أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Dec-2017

عودة بكين وسيئول إلى حلبة صراع الديكة
فايننشال تايمز -
حظرت الصين مجددا على المجموعات السياحية زيارة كوريا الجنوبية، في إشارة إلى أن فترة الانفراج الوجيزة بين البلدين، ربما تكون قد شارفت على الانتهاء.
تؤكد التطورات على التعقيدات الجغرافية والسياسية في إقليم شمال شرقي آسيا، وهي منطقة يطغى عليها بشكل متزايد تهديد الصراع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حول تطوير بيونج يانج لأسلحة نووية استراتيجية.
الحظر المفروض على المجموعات السياحية من قبل الصين، الذي تم تأكيده من قبل اثنتين من المجموعات السياحية في كوريا الجنوبية، يأتي بعد أقل من شهرين من موافقة بكين على وقف عمليات الانتقام الاقتصادية القاسية ضد شركات كوريا الجنوبية ومنظماتها، بسبب قرار سيئول نشر نظام درع صاروخي تشغله الولايات المتحدة.
كما يأتي أيضا بعد أقل من أسبوع من ذهاب مون جاي إن، رئيس كوريا الجنوبية، إلى الصين في زيارة رسمية أشيد بها من قبل المسؤولين، الذين اعتبروها بمثابة "حقبة جديدة" من العلاقات بين البلدين الآسيويين المتجاورين.
مع ذلك، خيمت على الزيارة بعض الأجواء السلبية بسبب سلسلة من الأحداث المؤسفة، بما في ذلك إدخال صحافي كوري جنوبي إلى المستشفى للعلاج بعد تعرضه لحادث ضرب في الرأس، من قبل حارس أمن صيني في إحدى المناسبات الرسمية.
كما فشل مون والرئيس الصيني تشي جين بينج أيضا في الإدلاء ببيان مشترك، وهذه إشارة واضحة إلى التوترات العالقة بين البلدين، بسبب قرار سيئول تثبيت منصة الدفاع الجوي للارتفاعات العالية في البلاد، التي تعرف باسم نظام ثاد.
بعد نشرها في وقت سابق من مطلع هذا العام، أطلقت الصين إجراءات اقتصادية انتقامية قاسية ضد مصالح كوريا الجنوبية، بما في ذلك فرض حظر على المجموعات السياحية الصينية التي تزور كوريا الجنوبية، والتي قدر المسؤولون في سيئول أنها كلفت القطاع السياحي نحو سبعة مليارات دولار.
في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وافق البلدان على دفن الأحقاد بعد أن قدمت كوريا الجنوبية تأكيدات بأنها لن تدخل في تحالف عسكري كامل مع اليابان والولايات المتحدة (ضد الصين)، ولن تنشر بطارية صواريخ أمريكية أخرى للدفاع عن نفسها ضد كوريا الشمالية.
تخشى الصين أنه قد يتم استخدام رادار المنصة القوي في مراقبة ورصد نشاطاتها العسكرية.
مع ذلك، ومنذ إبرام الاتفاق، جددت الصين الشكاوى المقدمة حول الدرع وأعادت يوم الثلاثاء الماضي، فرض الحظر على المجموعات السياحية المنظمة التي تقضي إجازاتها في كوريا الجنوبية.
قال جانج يو-جاي، رئيس منظمة السياحة والثقافة الكورية، التي تتألف من وكالات السياحة والسفر التي تعمل في الداخل: "اعتبارا من يوم أمس، رفضت منظمة السياحة الصينية الطلبات المقدمة من وكالات السياحة والسفر، ما يعني رفض الحكومة الصينية الموافقة على دخول المجموعات السياحية لأي سبب كان".
أضافت مجموعة أخرى تمثل وكلاء السياحة والسفر أن السلطات الصينية رفضت أيضا طلباتها. يوم الأربعاء الماضي، انخفضت أسهم شركات السياحة الكورية الجنوبية وشركات صناعة مستحضرات التجميل، الرائجة لدى المتسوقين الصينيين، عندما وردت لأول مرة التقارير المتعلقة بالحظر الصيني.
يأتي هذا التطور في الأحداث بعد مرور أربعة أيام فقط على مغادرة مون لبكين. منذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بشكل سريع جدا.
يوم الإثنين الماضي، دخلت خمس طائرات عسكرية صينية، بما في ذلك اثنتان من القاذفات، منطقة المجال الجوي لكوريا الجنوبية، ما جعل سيئول تسارع إلى الطلب من طياريها لصعود الطائرات بسرعة والتحليق بها، للتصدي لتلك الغارات.
بعد مرور يومين على ذلك، أطلق خفر السواحل الكوري الجنوبي أكثر من 200 قذيفة على عشرات من قوارب الصيد الصينية، التي اخترقت المنطقة الاقتصادية الحصرية لسيئول.
يتشارك البلدان روابط وعلاقات تجارية وتاريخية عميقة، إضافة إلى مصالح مشتركة في منع الولايات المتحدة من شن حرب على كوريا الشمالية، الأمر الذي يمكن أن يهدد المنطقة بأسرها.
مع ذلك، تشعر الصين بالانزعاج من وجود روابط عسكرية وثيقة بين كوريا الجنوبية وواشنطن، إضافة إلى وجود نحو 30 ألف شخص من القوات الأمريكية في شبه الجزيرة. يشار إلى أن اليابان وكوريا الجنوبية من الحلفاء الرئيسيين لواشنطن في شمال شرقي آسيا.
هوا تشانيج، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية، قالت في مؤتمر صحافي دوري، إن العلاقات الصينية والكورية الجنوبية على ما يرام عقب زيارة مون لبكين في وقت سابق من هذا الشهر، وقالت إنها ليست على علم بالتقارير المتعلقة بإلغاء الرحلات السياحية.
وأضافت: "توصل الزعيمان إلى توافق مهم في الآراء يتعلق بالتعاون بين البلدين. لا تزال الصين منفتحة أمام إجراء مثل هذا التعاون في مختلف المجالات. وسنواصل إيجاد الظروف المواتية لإنجاح علاقاتنا لتفضي إلى تطور سليم وسلس في العلاقات الثنائية".