الغد-طارق الدعجة
ارتفعت صادرات قطاع الصناعات الغذائية بنسبة 14 % في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بحسب الأرقام الصادرة عن الغرفة.
وقال ممثل قطاع الصناعات الغذائية والثروة الحيوانية في غرفة صناعة الأردن محمد وليد الجيطان "إن قيمة صادرات قطاع الصناعات الغذائية بلغت حتى نهاية آب (أغسطس) الماضي 590 مليون دينار، مقابل 517 مليون دينار وزيادة قيمتها 73 مليون دينار".
وبين الجيطان في تصريح لـ"الغد"، أن النمو في صادرات القطاع يشكل امتدادا للمسار الذي يحققه القطاع منذ سنوات، إذ بلغت نسبة ارتفاع الصادرات خلال السنوات الخمس الماضية نحو 122 %، ما يؤكد أن هذا الأداء هو ثمرة جهود تراكمية في تطوير القدرات الإنتاجية والتصديرية، وليس تحسنا مؤقتا.
وأوضح الجيطان أن هذا النمو يعود إلى مجموعة من العوامل المتكاملة التي عززت القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية في الأسواق الإقليمية والدولية، في مقدمتها الجودة العالية والسمعة المتميزة للمنتجات الغذائية الأردنية، إلى جانب تنوع الأصناف التي تشمل آلاف المنتجات القادرة على تلبية احتياجات مختلف الأسواق، ما جعل القطاع أكثر مرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية.
وأضاف الجيطان أن "رؤية التحديث الاقتصادي 2023–2033، والدعم الحكومي المستمر، والتوجيهات الملكية الداعمة للقطاع الصناعي، شكلت رافعة حقيقية لتعزيز تنافسية الصناعات الوطنية وتمكينها من الوصول إلى أسواق جديدة".
وأشار الجيطان إلى أن منتجات القطاع الأردني تصدر اليوم إلى أكثر من 115 دولة حول العالم، تتركز بشكل خاص في الأسواق العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، إذ تستحوذ السعودية على نحو 31 % من إجمالي الصادرات، فيما تستقطب السوق العراقية حوالي 17 %، بينما تتوزع بقية الصادرات على الأسواق الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأسواق الأوروبية والأميركية، ما يعكس تنوع الأسواق التصديرية واستدامة النمو.
وبين الجيطان أن قطاع الصناعات الغذائية يعد من أهم الركائز الصناعية في الأردن، نظرا لدوره الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي الوطني وتوفير فرص العمل وتعزيز الصادرات، مشيرا إلى أن القطاع يضم نحو 2600 منشأة يعمل فيها 67 ألف عامل وعاملة، يشكل الأردنيون منهم 78 %، فيما يبلغ حجم رأس المال المسجل للقطاع نحو 950 مليون دينار.
وأوضح الجيطان، أن حجم الإنتاج السنوي للقطاع يصل إلى حوالي 4.5 مليار دينار، ما يجعله من أكبر القطاعات الصناعية في الأردن، إذ يستحوذ على نحو 62 % من السوق المحلية، ويحقق اكتفاء ذاتيا في عدد من المنتجات الأساسية مثل، الألبان والأجبان، اللحوم والدواجن وبيض المائدة، المعلبات، الحلويات والمشروبات.
وحول استغلال الاتفاقيات التجارية لزيادة الصادرات، شدد الجيطان على أهمية إعادة ترتيب الأولويات الوطنية لخفض كلف الإنتاج وتفعيل نظام تتبع وطني للمنتجات الغذائية والحيوانية، لتمكين الصادرات الأردنية من دخول أسواق جديدة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يشترط وجود هذا النظام.
ودعا الجطيان، إلى ضرورة إنشاء مراكز لوجستية أردنية متخصصة في الأسواق الكبرى، لضمان وصول المنتجات بالشكل والسرعة المطلوبين.
وأكد الجيطان أن الغرفة تواصل العمل على استكشاف الأسواق الناشئة وتعزيز تصدير المنتجات الأردنية إليها، خصوصا الأسواق الأوروبية والعربية والأفريقية، إضافة إلى الصين ودول آسيوية أخرى، مشيرا إلى أن المشاركة الأردنية المكثفة في المعارض الدولية المتخصصة مثل معرض "أنوجا 2025" في ألمانيا، تمثل منصة أساسية لفتح آفاق جديدة أمام الصادرات الوطنية.
وأشار الجيطان، إلى أن غرفة صناعة الأردن مستمرة في دعم وتمكين الصناعات الغذائية الوطنية ورفع جاهزيتها التصديرية، بما يعزز مكانة الصناعة الأردنية كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي والتشغيل وزيادة الصادرات نحو أسواق العالم.