أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2018

مترو الأنفاق في فنزويلا يقدم رحلات مجانية بسبب نفاد ما لديه من تذاكر وعجزه عن طباعة المزيد

 د ب ا: لم تعد تذاكر مترو الأنفاق متاحة في منافذ البيع في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وبالتالي أصبح في وسع أي شخص أن يدخل إلى عربات المترو للانتقال إلى المحطة التي يريدها دون مقابل، ودون أن يضع التذكرة داخل بوابات الدخول أو الخروج، متمتعا بهذه الخدمة المجانية في هذا المرفق الذي كان يعد أحد أكثر نظم قطارات الأنفاق حداثة في أمريكا اللاتينية.

ولا يكاد المرء يبصر أي موظف في منافذ شراء التذاكر، والتي تعلق على بعضها لافتة تحمل كلمة «مغلق»، ومع ذلك وبرغم حالة الصمت التي تخيم على منطقة دخول محطة المترو فلا تزال القطارات تنطلق بضجيجها المعهود تحت الأرض، حاملة آلاف الركاب المتزاحمين على متن عرباتها ذات اللون الأحمر.
ومن الغرائب أن التذاكر نفدت من منافذ بيعها في محطات مترو الأنفاق، لأنه لم تعد ثمة أموال متاحة لاستيراد المواد اللازمة لإصدارها.
ومن ناحية أخرى أدى عدم تحقيق دخل من مبيعات التذاكر إلى التدهور المتزايد لحالة مترو الأنفاق، واستمرار تأخر رحلات القطارات وتفشي الأعطال الفنية وسوء حالة الصيانة، وعدم تشغيل أجهزة تكييف الهواء والافتقار إلى الأمن والسلامة.
وتقول النائبة البرلمانية نورا براشو ان هذه المشكلات تعكس أزمة عامة في نظام المواصلات العامة في فنزويلا. وتشغل براشو منصب رئيسة لجنة الإدارة والخدمات في الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تهيمن عليها المعارضة.
وتعاني فنزويلا المنتجة للبترول من أزمة اقتصادية عميقة، أدت إلى توقف مئات من حافلات المواصلات المملوكة للقطاع الخاص عن العمل، وذلك بسبب الافتقار إلى قطع الغيار والإطارات والوقود والزيوت والبطاريات وذلك في العاصمة كاراكاس وحدها. ويزداد هذا العدد ليصل إلى الآلاف على مستوى البلاد.
وهذا النقص في عدد الحافلات العامة أدى إلى زيادة الضغط على مترو الأنفاق في العاصمة الفنزويلية، حيث من المتوقع أن يصل معدل التضخم إلى مليون في المئة هذا العام، وذلك وفقا لتقرير أصدره «صندوق النقد الدولي».
ويبلغ عدد مستخدمي قطارات الأنفاق أكثر من مليوني راكب يوميا على الخطوط الخمسة، وكانت الدراسات التي أجريت في السبعينيات من القرن الماضي، قبل توسعة خطوط المترو، قد قدرت أن حجم الاستيعاب الأقصى للركاب سيكون 700 ألف.
وتشمل خدمة مترو الأنفاق خطوط سكك حديدية معلقة تخدم المناطق السكانية ذات الدخول المنخفضة والمشيدة على التلال، إلى جانب أسطول من الحافلات العامة تغطي مناطق تقع بعيدا عن محطات مترو الأنفاق.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يعمل سائقا على إحدى هذه الحافلات قبل أن تنطلق مسيرته السياسية.
وقالت النائبة البرلمانية براشو ان «أداء قطارات مترو الأنفاق سيء وهي لا تعمل بشكل سليم، كما أن المصاعد والسلالم الكهربائية توقفت عن العمل، ولم تعد هناك أعمال صيانة، كما أن بعض العربات تسير وأبوابها مفتوحة»، وقدمت براشو تقريرا حول المشكلات التي يعاني منها مرفق مترو الأنفاق.
وأضافت ان ا»لمشكلات تتضمن أيضا الافتقار إلى أعمال النظافة، واستقالة الموظفين بحثا عن وظائف أفضل، إلى جانب السرقات وأعمال السطو».
وأوضحت النائبة البرلمانية أن «الركاب لم يعودوا يطالبون بتحسين الخدمات لسبب بسيط وهو أنهم لا يدفعون ثمن التذاكر، وهذا أمر لا يمكن أن يستمر، كما ينتشر الباعة الجائلون داخل عربات القطارات، وتزداد حوادث السرقة».
وكان سعر تذكرة مترو الأنفاق خلال الأعوام القليلة التي أعقبت افتتاحه عام 1983 يساوي ما يقرب من ضعف سعر تذكرة الحافلة العامة، غير أن سعر التذكرة تجمد بعد ذلك عند أربعة بوليفار، أما الآن فلم يعد مرفق المترو يحقق أي دخل، في الوقت الذي ارتفعت فيه قيمة تذكرة الحافلة العامة إلى عشرة آلاف بوليفار.
ويبلغ سعر الدولار الواحد نحو 3.5مليون بوليفار في السوق السوداء.
وتشغل شبكة مترو الأنفاق شركة «كومبانيا أنونيما مترو دي كاراكاس» المملوكة للدولة، وهذا التشغيل يتطلب تسيير 38 قطارا على الأقل في وقت واحد بتكلفة تبلغ عشرات الملايين من الدولات سنويا.
ويقول موظف في الشركة رفض الإفصاح عن هويته «يجب عليهم أن يجمعوا رسوم استخدام المترو من الركاب، غير أن تغطية تكلفة طباعة التذاكر سيجعل الأسعار تقفز عاليا، لأنه يتم شراء المواد اللازمة لتصنيعها بالدولار».
وأدى نقص وسائل المواصلات العامة إلى زيادة استخدام مركبات تعرف باسم «ملاجئ الكلاب» لنقل الركاب، وقتل قرابة 40 شخصا وأصيب 275 آخرين في حوادث لهذه المركبات في فنزويلا وذلك خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2018، وذلك وفقا للجنة البرلمانية المعنية.
وكانت القطارات المصنوعة في فرنسا قد نقلت أول ركاب لمترو الأنفاق عام 1983، بعد دراسات استغرقت عقدا من الزمان حول كيفية تحسين المواصلات العامة.
ويربط الخط رقم 1 والذي ينقل معظم الركاب غربي العاصمة مع شرقها قاطعا مسافة 20 كيلومترا.
وتم استثمار أكثر من خمسة مليارات دولار على إضافة أربعة خطوط أخرى خلال الفترة بين 1987 و 2010. ولم تكمل شركة «أوديبرشت» البرازيلية للتشييد التوسع المخطط له وسط فضائح بالفساد تورطت فيها الشركة في دول أخرى في المنطقة.
وفي عام 2010 وافقت الحكومة على ضخ استثمار يبلغ 30 مليون دولار لتحسين خدمة القطارات وأنظمة التحكم والنقل وإمدادات الكهرباء وتكييف الهواء والمصاعد.
وتم تطوير التقنيات الفرنسية المستخدمة في قطارات الأنفاق لتتماشى مع القطارات المستوردة من إسبانيا وسط مزاعم بحدوث فساد في الصفقة.
ويشمل العقد الموقع مع شركة إسبانية عام 2008 وتبلغ قيمته 1.9 مليار دولار إدخال 48 قطارا جديدا إلى الخدمة، يمكن لكل قطار منها استيعاب 1530 راكبا داخل عرباته التسع.
ومع ذلك تبدو هذه الأرقام بعيدة عن الواقع حيث يزداد تكدس الركاب داخل عربات المترو بشكل يومي.