أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Mar-2018

العلاقات الأردنية الهندية.. استثمارات بحجم الطموح *د.محمد الرصاعي

 الراي-حينما يكون التعاون والعلاقات بين الدول فيما ينفع الناس، ويحقق مصالح الشعوب، بعيدا عن حسابات السياسة وأطماع السيطرة والنفوذ والتنافس البغيض، يتحقق السلم العالمي وسعادة البشرية، مما يجنب البشر ويلات الحروب وشرور الفتن وتنامي الكراهية.

 
زيارة جلالة الملك للهند أخيرا تميزت بتفعيل جميع جوانب التعاون بين البلدين الصديقين، حيث تم التوقيع على اثنتي عشرة اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم في مجالات الثقافة والصحة والدفاع والاعلام والصناعة والتعدين والعلوم الطبية وغيرها العديد من آفاق التعاون التي تعزز فرص الاستثمار المثمر لمصلحة الشعبين، ومما يزيد عمق ومتانة علاقة التعاون بين البلدين هو التكامل في مجالات استثمارية عديدة، حيث يشترك البلدان في التميز في تطور صناعة تكنولوجيا المعلومات وتوفر الكوادر المؤهلة ذات المهارة العالية، كما تتميز الهند بصناعات التعدين واستخراج الخامات، ويعلم الجميع توفر كميات كبيرة من خامات الفوسفات والبوتاس في المملكة.
 
العلاقات الأردنية الهندية مثال طيب ومتقدم للتعاون المثمر الذي يحقق طموح القيادات في كلا البلدين، فقد انعكست المشاريع الاستثمارية المشتركة وبخاصة في قطاع التعدين على النمو الاقتصادي وإتاحة فرص عمل كبيرة في هذا المجال، كما انعكس هذا النمو على قطاع النقل والزراعة، وأهم ما تتميز به الاستثمارات الأردنية الهندية هو توظيف البحث العلمي والتقنيات الحديثة في الصناعة انسجاماً مع السياق المتنامي للاقتصاد القائم على المعرفة والبحث العلمي.
 
بالأمس القريب أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني شارة البدء للعمل في مصنع الشركة الأردنية الهندية لإنتاج الأسمدة وحامض الفسفوريك «جيفكو» في منطقة الشيدية بحضور الرئيس الهندي براناب موخرجي حيث يعد هذا المشروع أكبر وحدة متكاملة لإنتاج حامض الفسفوريك على مستوى العالم، وتم إنشاؤه كمشروع مشترك بين شركة مناجم الفوسفات الأردنية واتحاد التعاونيات الزراعية الهندية «ايفكو» باستثمار قدره 860 مليون دولار.
 
ما يميز هذا المشروع هو التعامل مع مادة الفوسفات الخام في منطقة التعدين وتحويل هذا الخام إلى مادة تدخل في صناعات عديدة وعلى رأسها الأسمدة الزراعية، مما يضاعف أسعار البيع وتحقيق أرباح كبيرة وعائدات حقيقية للاقتصاد الوطني عدا عن التنويع في فرص العمل وتعزيزها.
 
النشاط والحركة المستمرة لجلالة الملك وعلاقاته المتميزة مع قادة العالم باتت هي المحرك الرئيسي للاستثمار وتعزيز التنمية بجميع أبعادها، حيث أصبح الأردن محطاً لثقة المستثمرين ورؤوس الأموال عدا عن الأمن والاستقرار الذي يتميز به هذا البلد بخلاف أغلب بلدان المنطقة، كما أن الأردن أصبح يمثل هدفاً استثماريا رائداً في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما يجعلنا نستبشر خيراً بالمستقبل وهذا يتطلب من الجميع العمل بجدية خلف القيادة الهاشمية لمزيد من التنمية والتطوير.