تمديد ساعات الحجر الجزئي وفرض حجر كامل بعد اجراء عملية الانتخابات لمدة اربعة ايام وفرض غرامات على من لم يلتزم باجراءات السلامة والصحة العامة، كلها قرارات جديدة اتخذت في ظل تفشي فيروس كورونا بشكل ملحوظ، وتم استقبالها على مضض من الكثيرين، وهناك وجهة نظر حصيفة بشأن غرامات لبس الكمامات والحفاظ على المسافات الآمنة، هنا لن نتكلم عن التبعات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لهذه الاجراءات فقد افضنا فيها ونأمل الاستجابة او حتى النظر الى الرأي الاخر، انما نتوقف عما يصدر عن وزارة العمل تباعا، كقوائم الشركات الاكثر تضررا و كيفية احتساب الرواتب خلال ايام الحظر الشامل.

 

 آخر هذه التعليمات كان بالامس، قائمة طويلة تخص العمالة بشكل منتظم او يومي، وهنا يستوقفنا أمران الاول ان معظم الشركات يعمل موظفوها على الاغلب دواما كاملا ما يعني ان تصنيفها على انها متضررة انما هي إضرار بالموظف الذي سيفقد جزءا من راتبه الذي بالكاد يكفي التزاماته الشهرية وسط ارتفاع في مستوى الاسعار يرافقه تراجع في دخل الاسر بشكل او بأخر، واقرت القائمة ان ايام الحظر لا تعتبر عطلة رسمية للموظف، بمعنى انها عرفت المُعرف، فجميعنا ايام الحظر الشامل على رأس عملنا ونقوم بواجباتنا، بل واحيانا نستنزف وقتا اطول بكثير بالعمل عن بعد عنه من خلال المكاتب.

 

 اما فيما يتعلق بعمال المياومة، فقد اسهبت وزارة العمل واطالت في شرح تفاصيل بدت كأنها دوامة، متناسية ان معظم عمال المياومة ومن يتقاضون اجورهم بالساعة ليسوا على اطلاع كامل على هذه القرارات التي من الواضح انها تُسمع نفسها ليس إلا.

 

 من اهم اولويات وزارة العمل هي الحفاظ على العامل المنتظم او بالمياومة، وان الابقاء على هذا النهج في التفصيل الذي يضيع متلقيه انما هو وقوف مع صاحب العمل ضد العامل والموظف، خاصة وان الجميع سيتلقى القرارات داخل المنشأة ويقبلها على ظلمها احيانا نظرة لقلة فرص العمل المتوفرة حاليا مع قدرة الشركات على الاستغناء عن موظفيها في ظل  جائحة فيروس كورونا وما خلفته من اثار على القطاع الخاص.

 

 ان الموازنة بين مصالح الشركات والموظفين وعمال المياومة ليس بالامر السهل، لكن على صاحب القرار النظر بشكل شامل من حيث ارتباط اي قرار للوزارة مع الحالة العامة التي يعيشها المواطن جراء ضيق ذات اليد وغلاء المعيشة مع محدودية الوظائف، وهذا امر ليس بالسهل ويحتاج الى قراءة معمقة لكافة الجوانب وايجاد نقاط التقاء تضمن حقوق الجميع.