الدستور-  تقول آخر الأرقام التي حصلنا عليها بأن دخل الأردن من السياحة العلاجية وصل عام 2008 إلى حوالي مليار دولار وأن عدد المرضى الذين جاءوا إلى الأردن للعلاج وصل إلى حوالي مائتي ألف مريض وعدد المرافقين لهؤلاء المرضى حوالي ثلاثمئة ألف مرافق.
 
إذن السياحة العلاجية إلى الأردن تشكل رافدا مهما للدخل القومي لكن بعض المراقبين والمتخصصين يعتقدون بأن هذه السياحة ستتراجع إذا لم تتخذ الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص بعض الخطوات الهامة للمحافظة على هذا الزخم السياحي العلاجي خصوصا بعد ظهور عدد من الدول التي بدأت تنافس الأردن في هذه السياحة.
 
الخطوات المطلوب اتخاذها الآن هي تطوير مواقع المياه المعدنية الموجودة في بلدنا وهي كثيرة والحمد لله ومنتشرة في جميع مناطق المملكة إذ يوجد لدينا ثلاثون نبعا معدنيا وهي غنية بالعناصر الهامة التي تساعد المرضى على الشفاء لكن معظم هذه الينابيع مهملة ولا توجد مرافق علاجية عليها وأفضل مثل على ما نقول مياه الزاره المعدنية الغزيرة جدا والتي تصب في البحر الميت، ومياه الحمة الأردنية التي كانت عليها بعض المرافق لكن هذه المرافق هدمت قبل عدة سنوات من أجل إقامة فندق علاجي من فئة الخمس نجوم، لكن هذا المشروع تعثر ولم تبن مرافق جديدة بدلا من المرافق القديمة وأصبحت هذه المياه الغزيرة تذهب هدرا لتصب في مجرى نهر اليرموك.
 
السياسة الترويجية للسياحة العلاجية المتبعة الآن غير كافية في ظل التنافس الشديد الذي تشهده المنطقة ، لذلك لا بد من اتباع سياسات أخرى أكثر جدوى بحيث تركز على أسواق جديدة غير الأسواق الحالية ومن أهم هذه الأسواق الجديدة أسواق روسيا والصين وبعض دول الاتحاد السوفيتي سابقا ، فهذه الأسواق غنية ومليئة بالأثرياء كما أن بها أعدادا كبيرة جدا من الناس وهؤلاء الناس إن استطعنا إقناعهم بالمجيء إلى الأردن سنكون قد حققنا مكاسب كبيرة جدا لبلدنا.
 
كذلك فإن المطلوب من الجهات المعنية الحد من هجرة الأطباء والممرضين إلى دول الخليج العربي ، فمن غير المعقول أن يكون عندنا بطالة في حقل التمريض ونحن بحاجة ماسة لهذه المهنة ومن غير المقبول أن يتخرج الممرضون والممرضات من جامعاتنا ثم لا يجدون عملا ويكون الجواب دائما لهم ان لا شواغر في وزارة الصحة وحتى المستشفيات الخاصة لا يجدون فيها فرصة العمل التي يحتاجونها .
 
السياحة العلاجية توفر دخلا مهما جدا للأردن وهي تستقطب الآن مجموعات كبيرة من المرضى وطالبي الاستشفاء ولا يمكن أن نظل نعتمد على منتجعات البحر الميت أو على حمامات ماعين فقط بل يجب أن تكون لدينا منتجعات أخرى وأن نطور مواقع المياه المعدنية الممتدة على طول مساحة الوطن وهذه مسؤولية القطاع الخاص الذي يجب أن يستثمر في هذه المواقع وأن يبادر إلى إقامة المشاريع الاستثمارية والمنتجعات السياحية التي ستدر عليه ربحا كبيرا بالتأكيد.