أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2022

« نيمبوس»*لما جمال العبسه

 الدستور

«نيمبوس» مشروع ينفذ على قدم وساق، وهو مشروع أمن سيبراني سحابي إسرائيلي بقيمة 1.2 مليار دولار، تنفذ أول مرحلتين منه شركتا جوجل وامازون، وقد لاقى هذا المشروع سخطا من قبل الكثير من موظفي الشركتين العالميتين عدا عن الناس حول العالم الذين اعترضوا على تنفيذ هذا المشروع التجسسي التدميري للشعب الفلسطيني.
 
شركتا جوجل وامازون قالتا إنهما لن تضيعا مثل هذا المشروع وتنفيذه يحقق لهما عائدا ماليا مجزيا، فيما لم ينظروا الى العائد المالي المتأتي من استخدام دول العالم والمنطقة العربية تحديدا لخدماتهم التي تدر عليهما مليارات اكثر بكثير من قيمة هذه الصفقة ذات المآرب الخطيرة.
 
ليس منا من يشك بأن هذه الشركات العالمية لا تنظر الى عالمنا العربي ودول منطقتنا بنفس النظرة التي ترى فيها دولة الاحتلال الاسرائيلي، فعلى سبيل المثال «جوجل» قامت بإلغاء خريطة واسم دولة فلسطين، و استعاضت عنها بدولة اسرائيل، فيما نحن كعرب ومسلمين نكتفي بالاستياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستخدمين الخرائط واسماء المدن والقرى الفلسطينية، ولم نفكر قط بمقاطعة موقع البحث «جوجل» ولو لفترة زمنية محدودة تكبده خسائر معها ينظر إلى أهمية المستخدم العربي.
 
وليس الحال أفضل بالنسبة لـ»أمازون» التي نرى اعلانات خدماتها اللوجستية المتعددة، ومكاتبها الإقليمية المنتشرة في العديد من الدول العربية والتي لا تعني لها شيئا مقابل مشروع «نيمبوس».
 
ان الهجمة على هذا المشروع من داخل الشركتين وخارجهما لم تأتِ من فراغ، بداية فان فكرة المشروع قائمة على تخزين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بمراكز بيانات خاصة وهي مواقع الخدمات السحابية، وسيتضمن بناء 6 مواقع داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة لتوفير خدمات خاصة باسرائيل فقط، ليكون بامكانها التحكم فيها بدلا من الاعتماد على مزودي الخدمة عالميا.
 
والخطر في هذا المشروع ان التقنية المستخدمة ستساعد بتطوير كفاءة الجيش الاسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو موجود ومستخدم لقمع الفلسطينيين من خلال معلوماتهم وبياناتهم ومراقبتهم بدقة استخباراتية، لكن مع «نيمبوس» فان البيانات والمعلومات ستكون موجودة بين أيديهم وملكهم فعليا، ما يعني سرعة وصول أكبر للمعلومة وتحليلها واتخاذ قرارات قمعية أوسع ضد الفلسطينيين، علما بان المشروع يضمن استدامة تقديم الخدمات الحكومية الاسرائيلية حتى في حال انقطاع الانترنت في العالم.
 
كل ما سبق من خلال مرحلتين، ولك ان تتوقع كمتابع ماذا ستتضمن المراحل المقبلة وكيف ستتوسع في جمع المعلومات.
 
في العالم العربي ومنذ أكثر من عشرة أعوام نبحث في كيفية انشاء موقع بحث أساسه اللغة العربية ويضاهي المواقع العالمية وحتى الآن جامعة الدول العربية التي تبنت المشروع لم تخرج بنتيجة على الرغم من الكفاءات البشرية الموجودة في المنطقة.
 
بقاؤنا تحت نير الشركات العالمية كونها توفر الخدمات التي نحتاجها ثمنها غال جدا، وان مقاطعتها تتسبب بأضرار برأي الكثيرين، وعلينا ادراك اننا نسير بسرعة السلحفاة بينما العالم يسبقنا بمراحل خاصة فيما يتعلق بالاستفادة القصوى من التكنولوجيا.