هل تحقق المعارض والمهرجانات الزراعية الداخلية والخارجية جدواها في تسويق منتجنا؟
الغد-عبدالله الربيحات
تمنح مشاركة وزارة الزراعة بالمعارض والمهرجات العربية والدولية، فرصا مهمة للقطاع الزراعي، بما تقدمه من معرفة حول منتجاتنا في هذا الجانب داخل البلدان التي تقام فيه هذه الفعاليات الكبيرة، ونوعيتها وجودتها وأسعارها، وتفسح عن سعة للاشتباك مع الأسواق العالمية، والتفاعل معها.
وفي هذا النطاق، بين خبراء في القطاع الزراعي أن المشاركة بهذه الفعاليات، تنشئ علاقات مميزة بين مصدري المحاصيل الزراعية في الأردن مع المستوردين في بلدانهم، بينما يكشف غيابنا عنها عن عجز في تسويق منتجاتنا، ويترك الباب مفتوحا لسوانا من الدول لتسد مكاننا جراء غياب منتجنا عن السوق في العالم.
وأشاروا إلى أن الوصول للأسواق هاجسُ المنتجين والمصدرين في القطاع، وهنا يتجلى الدور الرسمي بتعزيز المشاركة الأردنية في تلك المعارض، بل ورسم تصور متكامل حول نوعيتها وطبيعتها، وخلق مناخ حيوي يقدم منتجنا للعالم، ما يتطلب من الوزارة أن تكون الأساس الذي يعول عليه في هذا الجانب.
سفير الأمم المتحدة للأغذية سابقا فاضل الزعبي، قال "لا يخفى علينا بأن التسويق حلقة مهمة في سلسلة القيمة للمنتجات الزراعية"، مضيفا "بأن الوصول للأسواق هاجسُ كل منتج في القطاع، وهذا لا يتحقق بدون دعم رسمي، تتصدره وزارة الزراعة".
وأضاف الزعبي، إن الوزارة أنشات داخليا أسواقا دائمة في عمان وإربد، وحسب تصريحاتها ستكون جاهزة لهذا العام، وهذا بالطبع مدخل جيد لكي يسوق المزارع منتجه، في حال وصوله لتلك الأسواق، أما خارجيا، فلفت إلى أن وصول الفائض من الإنتاج الزراعي المحلي يعزز الحصول على قيمة أكبر في الأسواق الخارجية؛ القريبة في المنطقة أو البعيدة.
وبين أن الجهد الحكومي كان لافتا في إنشاء الشركة الأردنية الفلسطينية للتسويق، وتمكيننا من الوصول لأسواق جديدة كرومانيا وهنغاريا وغيرها من الدول، إلى جانب جهد الوزارة في المشاركة بالمعارض الدائمة، مبينا أن المعارض الدائمة في دول الجوار فرصة مهمة، علينا ألا نغيب عنها، لأنها تعرف منتجاتنا وجودتها وقميتها، وفي الوقت نفسه، تدفع لإنشاء علاقات بين منتجينا والمستوردين فيها، وغيابنا عنها سيكون سلبيا، لأننا نكون قد تركنا الباب مفتوحا لجهات ودول أخرى لتسد مكاننا، لذلك فإن المشاركة تعتبر ميزة نسبية إضافية، تحققها الوزارة لتمكين المزارع والمنتج الأردني من الوصول للأسواق القريبة والبعيدة أيضا.
أما الباحث والخبير بالشؤون الزراعية والتنموية د. حسان العسوفي، فبين أن المشاركات في المعارض وغيرها من الفعاليات المحلية أو الدولية، لها دور في الانفتاح على الآخر وجلب المعارف ونقل التجارب، والإسهام بتسويق المنتج وترويج وتبادل الخبرات، وتعميمها والاستفادة منها، بحيث تسعى هذه المشاركات لتعظيم الإنجازات وتصويب مسارات العمل.
وقال، إن العالم مليء بالنماذج والقصص التي يمكن الاستفادة منها، والانغلاق على الذات ضعف وفشل في تحقيق التنافسية عالمياً.
وكشف مدير اتحاد المزارعين محمود العوران عن أن أهمية المشاركة بالمعارض الخارجية يعزز تسويق المحاصيل الزراعية ويفتح أسواقا جديدة، ويسهم بنقل الخبرات والمعلومات العلمية والفنية، ويجب أن يكون حضور في هذه المشاركات للفنيين المهتمين بالتسويق والإنتاج، والتدريب للاطلاع على تجارب الآخرين ونقل خبراتهم وإقامة معارض موازية محليا، وتقييم كل معرض محلي لتلافي السلبيات، وهو ما ينطبق على المعارض الخارجية.