أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    01-Jun-2025

مع اقتراب عيد الأضحى… موسم الأخلاق قبل التجارة فليس كل ربح مكسبًا* رجل الأعمال مجاهد البستنجي

سوشيال ميديا -

 
أيام قليلة ويحل علينا عيد الأضحى المبارك،  الذي فيه تزداد حركة التجارة ويحتدم التنافس في الأسواق، ويتضاعف الضغط على أصحاب العمل والعاملين في مختلف القطاعات، وفي خضم هذه الأجواء، تبرز الحاجة الماسة إلى استحضار القيم الأخلاقية التي يحملها هذا العيد العظيم، والتي ترتبط بالتضحية، والرحمة، والعدالة، والإحسان. فليس العيد مجرد مناسبة اجتماعية أو شعائر دينية، بل هو مدرسة أخلاقية عميقة تعكس روح الإسلام ومبادئه في التعامل الإنساني.
 
قيم العيد وتطبيقها في التجارة
 
في عيد الأضحى يذكّرنا بمعاني الإخلاص والوفاء، وهو ما ينبغي أن ينعكس في ممارسات التجار خلال هذا الموسم وغيره. فالصدق في العروض، والشفافية في التسعير، والامتناع عن الغش أو رفع الأسعار استغلالًا لحاجة الناس، كلها سلوكيات تعكس الأخلاق الإسلامية الحقة.
 
ليس من الأخلاق أن يستغل التاجر زيادة الطلب فيرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه أو يروّج لمنتجات رديئة بجودة منخفضة. بل من الأمانة – التي أمر بها الإسلام – أن يُراعي التاجر ضميره قبل ربحه، ويجعل من التجارة وسيلة للبر، لا وسيلة للثراء الجشع.
 
أصحاب العمل ومسؤوليتهم في أيام العيد
 
أما أصحاب العمل، فإنهم أمام اختبار أخلاقي خاص في هذه الأيام. فكم من عامل ينتظر راتبه ليشتري لأطفاله كسوة العيد؟ وكم من موظف يأمل في عطلة هادئة ليقضيها مع عائلته بعد شهور من العمل؟
 
من حق العمال أن يُكرَّموا، لا أن يُستغَلوا. ومن واجب أصحاب العمل أن يمنحوا موظفيهم أجورهم في وقتها، ويهيئوا لهم بيئة عمل يسودها الاحترام والتقدير، خاصة في مواسم تتعلق بالأسرة والفرح والروحانية.
 
المسؤولية الاجتماعية في موسم التضحية
 
عيد الأضحى هو عيد التضحية، والعطاء، والكرم. وهذا المعنى لا يقتصر على الأفراد بل يشمل الشركات والمؤسسات أيضًا. فالمسؤولية الاجتماعية تقتضي أن تخصص الشركات جزءًا من أرباحها لدعم الأسر المحتاجة، أو المساهمة في مشاريع الأضاحي الجماعية، أو رعاية الأنشطة المجتمعية الهادفة.
 
كم من فقيرٍ يشعر أنه منسي في العيد، وكم من يتيمٍ ينتظر لمسة حنان؟ وإن كانت الأضحية سنة مؤكدة، فإن التضامن الإنساني واجب دائم.
 
عيد الأضحى ليس فقط موسماً للبيع والشراء، بل هو فرصة لتجديد النية والنية، وتصحيح المسار الأخلاقي في التعاملات اليومية. وليت كل تاجر، وكل صاحب عمل، ينظر إلى العيد لا كموسم للربح، بل كفرصة للربح الحقيقي: ربح القلوب، وربح الأجر، وربح ضمير لا ينام.
 
كل عام وأنتم بخير، وعيدكم مبارك