أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2015

شركات الأدوية الكبيرة تدمن الاستحواذ... لماذا وضعت الصناعة نفسها على نظام من عقد الصفقات بدلا من التمسّك بهدفها الأسمى وهو صناعة الأدوية؟
فايننشال تايمز - شركات الأدوية اعتادت أن تكون شركات الأبحاث التي تكتشف الأدوية وتطورها. لاحقا أصبحت عمالقة تسويق، ماهرة في بيع أكبر قدر ممكن من الأدوية التي تحقق نجاحا كبيرا. وفي الآونة الأخيرة تحولت إلى آلات لتنفيذ عمليات الاندماج والاستحواذ، من خلال شراء وبيع الأدوية التي اخترعها آخرون. لذلك من الصعب اعتبار تطورها نوعا من التقدم.
 
عملية الاستحواذ المزمعة على شركة أليرجان، صانعة البوتكس التي يوجد مقرها في دبلن، من قبل مجموعة فايزر، مقابل 160 مليار دولار، جذبت انتقادات بأصوات عالية لأنها ستسمح للمجموعة الأمريكية بتخفيض ضرائبها من خلال "التحول" إلى شركة محلية إيرلندية. وهي بالمثل تعتبر من أعراض حمى عمليات الدمج والاستحواذ التي شهدها القطاع في العامين الماضيين، مع اصطفاف الشركات لتقديم العطاءات في مزادات على براءات اختراع ذات قيمة.
 
اشتكى إيان ريد، الرئيس التنفيذي لمجموعة فايزر، الأسبوع الماضي قائلا: "أنا لا أستطيع أن أفهم لماذا هذه الصفقة لا تحظى بموافقة الطبقة السياسية". على ما أعتقد، ريد كان يتصرف بغباء متعمد، لأن الجواب على سؤاله واضح. "فايزر" لن تحقق هدفها المتمثل في "كسب احترام أكبر من المجتمع" من خلال الجمع بين تداول الأصول وبين موازنة العبء الضريبي.
 
بدلا من تجربة حظها من خلال الاستثمار في استكشاف الأدوية بنفسها، بعض الشركات تنتظر حتى تفعل شركة صغيرة للأدوية البيولوجية ذلك ومن ثم تحاول شراء الحقوق. هذا أمر أقل خطرا وغموضا بالنسبة للمستثمرين، لكن يغلب عليه أن يكون مكلفا للغاية. مثلا، شركة آبفي دفعت 21 مليار دولار مقابل شركة فارماسايكليكس هذا العام، إلى حد كبير للحصول على علاج واحد لسرطان الدم.
 
أصبح مساهموها مدمنين على عمليات الدمج. صفقة "فايزر" و"أليرجان" أثارت استياءهم ليس لأن "فايزر" تدفع ثمنا باهظا مقابل البوتوكس وتخفيف الضرائب، لكن لأنه تم تأجيل الصفقة التالية. بدلا من اتباع عملية الدمج الكبيرة على الفور بعملية تفكيك، سوف تنتظر على الأقل لمدة عامين قبل فصل أدويتها ذات براءة الاختراع والأقسام العامة. أليس هذا مملا؟!
 
كيف وصلنا إلى هذا العالم من تدفق الشركات، حيث الشركات مثل فاليانت وأكتافيس، التي استحوذت على "أليرجان" وأعادت تسمية نفسها، تلتها الشركات الأخرى قبل أن يعرف معظم الناس أسماءها الغريبة؟ لماذا وضعت الصناعة نفسها على نظام من عقد الصفقات، بدلا من التمسك بهدفها الأسمى وهو صناعة الأدوية؟
 
بشكل غريب، هذه الجولة من عمليات الدمج من المفترض أن تحل المشاكل التي أوجدتها عمليات الدمج الماضية - اندلاع النشاط حين تم تشكيل مجموعات الأدوية الكبيرة، مثل جلاكسوسميث كلاين وفايزر، التي اشترت وارنر لامبرت مقابل 90 مليار دولار في عام 2000 وشركة وايث مقابل 68 مليار دولار في عام 2009.
 
لقد تم تجميعها في حقبة الرواج - حيث دواء "فايزر" المضاد للكولسترول، ليبيتور، ومسكن الألم فيوكس من "ميرك"، يمكن ترويجهما بفعالية أكبر من قبل قوات مبيعات أمريكية أكبر. ليس فقط أن "ميرك" اضطرت لاسترجاع دواء فيوكس ودفعت الملايين في شكل غرامات وتعويضات لتسوية ادعاءات بأنه يسبب النوبات القلبية، لكن شركات الأبحاث العملاقة الجديدة عانت أيضا أزمات في الإنتاجية لأن براءات اختراع الأدوية الرائجة نفدت وخطوط الإنتاج المستقبلية جفت.
 
الدرس الذي استفاده كثير من الشركات لم يكن فقط أن اكتشاف الأدوية أمر مكلف وصعب للغاية - الرقم في الصناعة في الولايات المتحدة هو أن تكلفة إدخال أي دواء إلى السوق تبلغ في المتوسط 2.6 مليار دولار - لكن أيضا أنها كانت كبيرة جدا وغير مرنة لفعل ذلك بشكل جيد. وكان من المنطقي أكثر الاعتماد على الشركات الناشئة لاكتشاف الجيل الجديد من أدوية أمراض السرطان والقلب، ومن ثم ضمها.
 
كتبت مجموعة من مستشاري شركة ماكينزي في عام 2011: "نتوقع من المستوى الحالي لإنفاق شركات الأدوية الكبيرة على عمليات الدمج والاستحواذ أن يصبح بمنزلة ترف لن يتحمله المستثمرون بعد الآن". الرجل الذي أخذ هذا الأمر على محمل الجد كثيرا كان مايكل بيرسون، الشريك السابق في ماكينزي، الذي باعتباره الرئيس التنفيذي حول شركة فاليانت إلى أداة استحواذ جردت الأبحاث بشكل منهجي من فتوحاتها.
 
أصبحت الصناعة منذ ذلك الحين بمنزلة لعبة ضخمة من تبادل الأصول. الشركات يشتري بعضها بعضا بسبب أدوية فردية، أو مجموعة أدوية، وتحاول تبرير التكلفة من خلال رفع الأسعار. وهذا أدى إلى الانتقادات التي أثارت حزن ريد - انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الحيوية منذ أن أدانت هيلاري كلينتون، المرشحة الرئاسية من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، هذه الممارسة.
 
"فايزر" ليست أسوأ الشركات في هذا المجال - لا يزال البحث والتطوير فيها يمثل 17 في المائة من الإيرادات، في حين أن عمليات الدمج والاستحواذ في شركات الأدوية الأمريكية ككل بقيت ثابتة من حيث القيمة الحقيقية منذ عام 2006 بسبب ارتفاع المبيعات. ولا حتى "أليرجان" تعتبر على خطأ عند مقارنتها مع "فاليانت"، على الرغم من أن برينت سوندرز، الرئيس التنفيذي لشركة أليرجان، متشكك في أبحاث الأدوية التي لا تزال في مرحلة مبكرة، ويفضل عقد الصفقات.
 
بدلالة المصطلحات المالية، كانت الأرجوحة الدوارة ناجحة حتى عهد قريب - ارتفع سعر سهم "أليرجان" ستة أضعاف خلال خمس سنوات - لكنه يعاني وهما. تقديم علاوة مقابل الأدوية التي ثبت نجاحها وتعديل الميزانية العمومية، بدلا من اعتصار الأرباح من خلال الاستثمار مباشرة في الأبحاث، لا يدرأ التكاليف. يجب على الشركة المستحوذة أن تدفع المبلغ نفسه بشكل أقل وضوحا وإضافة "بقشيش" سخي مقابل الصفقة. إذا كنت ترى أن شركات الأدوية الكبرى سيئة بطبيعتها الكامنة من حيث الأبحاث، ربما تكون مستحقة لذلك. لكن ماذا لو أن الجولة السابقة من عمليات الاندماج تطابقت مع فترة انتقال قاسية في العلوم الطبية، وظنت الشركات والمستشارون والمستثمرون خطأ أن ذلك يعادل فقدان الكفاءة الصناعية؟
 
عمليات الاندماج والاستحواذ والانعكاس الضريبي وارتفاع الأسعار هي بالتأكيد لا تجعل شركات الأدوية محبوبة لدى المرضى أو السياسيين. إذا تبين أنها تهدر رأس المال أيضا، فإنها ستبدو بمظهر الأحمق.