أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2021

تنشيط السياحــة ولو بـ «10» دولارات !*عوني الداوود

 الدستور

لا زلت أذكر اللقاء الذي حضرته برفقة عدد من الاعلاميين الاردنيين مع نخبة من صناع القرارالسياحي في « قبرص « بدايات الالفية الثانية، واطلعنا خلاله على تجربة قبرص السياحية، وهي الى حد كبير تتشابه في كثير من الامور مع التحديات السياحية التي يواجهها الاردن.
 
من أهم النقاط التي لا زلت أذكرها ان كثيرا من فنادق الـ» الخمس نجوم « تحديدا تلجأ في الـ « Dead season « وهو فصل الشتاء في قبرص الى تقديم عروض للمواطنين القبرصيين حصريا، بحيث يصل سعر الليلة الفندقية الى « 10 « دولارات فقط، وذلك تشجيعا للسياحة الداخلية، والاهم من ذلك للمساهمة بتقليل الخسائر في « موسم الكساد « التي يكون فيها الاقبال او اشغال الغرف في حدّه الادنى، وكما قالها صراحة أحد مدراء الفنادق المهمة في قبرص - ولو لتغطية كلف الكهرباء والماء على الاقل.
 
هذا الموضوع أتذكره اليوم ونحن نتحدث عن القطاع السياحي الاكثر تضررا بجائحة كورونا، والاجراءات التي يتم اتخاذها محليا واقليميا وعالميا، وعلينا أن نكون أكثر صراحة ووضوحا في هذا الملف، والذي ألخّصه بالنقاط التالية :
 
1- يجب أن ندرك بأن القطاع السياحي وما يرتبط به من قطاعات، هو الاكثر تضررا في كل العالم، ولذلك ستطول معاناته لسنوات طويلة قادمة - بحسب كل الدراسات - وأرقام منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تشير إلى أن قطاع السياحة العالمي تكبد خسائر تقدر بـ1300 مليار دولار خلال العام المنصرم، و هذا الرقم يمثل «خسائر أكبر بـ11 مرة من تلك المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في 2009».
 
2- محليا فان ايرادات القطاع السياحي نهاية عام 2019 بلغت نحو ( 4) مليارات دينار، وشكل القطاع الرافعة الاولى للاقتصاد الوطني ولمعدلات النمو ومشغلا رئيسا للعمالة، لتقلب جائحة كورونا المعادلة « 180 درجة « ليصبح القطاع هو الاكثر تضررا والاقل ايرادا الى درجة اغلقت فيها فنادق كبرى ابوابها، وكذلك معظم شركات السياحة والسفر وما يرتبط بها من شركات ومؤسسات وقطاعات كانت تستفيد مباشرة وغير مباشرة من هذا القطاع، كما تم الاستغناء عن اعداد كبيرة من العاملين.
 
3- علينا ان نكون واضحين تماما بان القطاع السياحي لا ولن تنفع معه الآن كل حلول الحوافز وضخ الاموال ما دام العالم مغلقا بحدوده ومطاراته، والاموال التي تدفع في العالم هي اما لمساعدة شركات وطنية حكومية لا مناص من دعمها ( مثال الخطوط الجوية الاردنية عندنا.. وشركات حكومية عربية وعالمية ).اما الشركات العالمية الخاصة فمعظمها دفع ولا يزال يدفع ثمنا باهظا، لذلك فان كل صناديق الدعم والتحفيز هي فقط من أجل المساهمة بالتقليل من الخسائر والمحافظة على العاملين في القطاع ومحاولة مساعدتهم على الصمود، أي إنها « دعم تعويض - وليس دعما استثماريا انتاجيا «، لأن ذلك غير وارد مع سيطرة حالة « عدم اليقين « التي تجتاح العالم.
 
4- الحل الآني أمام هذا القطاع في معظم دول العالم هو السياحة الداخلية للتخفيف من الخسائر قدر المستطاع، وهذا يتطلب جهدا وتعاونا من الجميع.
 
5- السياحة الداخلية كانت في مقدمة ما وجّه اليه جلالة الملك عبد الله الثاني، من أجل دعم القطاع، والحد من الخسائر التي يواجهها، ولكن الاجراءات الحكومية لا تزال دون الطموح المأمول، وكان ولا يزال من الممكن أن نطوّر السياحة الداخلية بدءا من اقليم الجنوب والعقبة تحديدا والمثلث الذهبي ( العقبة - البترا - وادي رم )، كما يتطلب الامر تعاونا من القطاع نفسه بتقديم اسعار غير اعتيادية ليس لتعويض الخسائر بل للتقليل من حجمها، وهذا يتطلب تضحية في ظرف استثنائي، وبدلا من اغلاق الفنادق والمنشآت السياحية عليها ان تقدم عروضا حتى لو وصلت الى 10 دولارات في الليلة الواحدة كما فعلت وتفعل فنادق « قبرص « وربما غيرها من دول العالم.