تدق الحادثة المؤسفة لإنهيار عمارة اللويبدة ناقوس الخطر ولكون قضية جودة اعمال البناء امر ذو خصوصية هامة وفنية عالية لكون سلامة هذه الابنية ومطابقتها للمواصفات ولإشتراطات السلامة العامة والاهلية تتعلق بشكل مباشر بحياة قاطني هذه الابنية.

وقد كانت هناك العديد من المحاولات القانونية والمهنية دوماً لبحث الخروج من مأزق تهالك البناء وتقادم الزمن عليه وكذلك الاتجاه نحو بديل للاسمنت الذي يغدو عمره ذو الثمانين او السبعين عام قصيراً.

وفي مبادىء العمل القويم كانت وستضل الرقابة والمتابعة هي الضامن الاقوى للنجاح والتطوير واليوم نجد انفسنا جميعاً امام واجب مواجهة مشكلة من مشكلات العمل البلدية الحساسة والتي تمس حياة الناس اضافة لكون الحلول الرقمية اصبحت تطغى على كل الحلول واصبحت جزء اساسي من هذه الحلول.

ومن المعروف ان بلديات المملكة جميعاً تحظى بأنظمة عمل مختلفة تتبع لطبيعة وميزانية البلدية ونوع احتياجتها ومن هناك اوجه دعوة جادة لضرورة توحيد نظام الخدمة الرقمي لبلديات المملكة وشموله بمنظومة العمل الوطني السيبراني.

وتظهر الحاجة ماسة دوماً بعد كل حادث مؤسف مثل حادثة اللويبدة التي تظهر افتقار الخدمات في مجال رقابة الإعمار والابنية الى الخطة والتخطيط السليم وهذا بكل تأكيد منعكس بشكل او بآخر على انظمة الرقابة على الابنية.

وبشكل بسيط بعد توحيد نظام العمل الرقمي في كل بلديات المملكة والامانة ستكون الحاجة ماسة للبدء بدراسة وطنية جادة لإحتياجات الإعمار والابنية في المملكة ورسم خرائط مواقع رقمية تظهر تقادم الابنية وتظهر ضرورات الكشف والمتابعة والاولوية في ذلك وكذلك ضرورة شمول هذا النظام مالياً وربطه بكل معلومات صاحب العقار واحتياجاته والزام الابنية ذات الثلاثين عام فأكثر بضرورة ابراز تقرير فني لسلامة البناء عند ترخيصه او عند ايصال الخدمات له وكذلك تعزيز اعتمادية فحوصات التربة المخصصة للبناء بحيث يتم مسح النوعية الترابية للابنية وتخزينها ضمن ذات الخريطة فهناك انواع اتربة مفضلة للبناء وأخرى تكون ذات قدرات تماسك اقل بالتالي تكون بحاجة لعلاج فني هندسية للبناء عليها بشكل اعلى.

وكذلك من المهم جعل النظام الرقمي للأبنية والإعمار يحظى بتحديث المعلومات والحالات لإكساب المؤسسات المسؤولة عن رقابة الإعمار صفة الذكاء الاصطناعي في مسح الابنية والرقابة عليها.

تحفر في قطع الاسمنت والحديد وفي أفكارك بحثا عن جذورها، وتدفع كوادر الدفاع المدني بماكينة الحفر صوب طاقتها القصوى وأعمق ما يبلغه مقدحها، فتصل غالبا لنفس المكان؛ طبقة صخرية تمثّل نزوعا ذهنيا عاما ومزاجا كامنا تجاه العالم ويتوقف كل ذلك على حياة انسان تحت الركام ينتظر بصيص الحياة بمعجزة.

كل الكلام والحجج والبراهين والتنظير المركّب يبدأ قرب تلك الصخرة وينبع منها حين تزال وتبعد لتعود للحياة نفس بشرية.

وحماية حياة الناس تبدأ من التفكير الجريء البعيد عن الانطواء والارتجاف.