عمان اكسشينج -

للصين وروسيا حدود مشتركة مع كوريا الشمالية ، وكان البلدان في أيام الشيوعية الحمراء حلفاء لها ، لدرجة اشتراك الصين الفعلي في الحرب الكورية في العام 1950 كما سنرى ، واستمر التحالف حتى بعد خفوت الإحمرار الشيوعي العالمي. خدم الزعيم الكوري الشمالي المؤسس لكوريا الشمالية ( كيم إيل سونغ ) وجدّ الزعيم الحالي في الجيش السوفييتي ، ثمّ عاد لبلاده كوريا ، ليؤسس حزبه ويناضل ضد استعمار اليابان لها، إلى أن انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية التي قسمّ المنتصرون فيها كوريا إلى كوريتين ، فترأس كوريا الشمالية ، لتكون بداية حكم عائلته لها منذ تأسيسها في العام 1948 وحتى الآن ، وليكون آخر فرد من الأسرة الحاكمة يصل إلى عاصمة كوريا الجنوبية ( سيؤل ) ، عندما سقطت في أيدي قواته في العام 1950.

تخوض روسيا والصين كل بطريقتها ، حرب نفوذ قاسية مع الغرب بزعامة أمريكا ، ظهرت ساحاتها في حرب العقوبات الإقتصادية على روسيا منذ العام 2014 وحتى الآن، ثمّ في سوريا ثم في حرب طرد الدبلوماسيين بقيادة بريطانيا ودعم أمريكا ، ثمّ في حرب التجارة العالمية مع الصين التي نشهد فصولها المتصاعدة منذ وصل ترامب للبيت الأبيض .

أما اليابان ، فهي الحليف الأقوى والأوثق لأمريكا في آسيا ، وترى في السلاح النووي الكوري الشمالي تهديدا رئيسيا لها قبل أن يكون تهديدا لأي دولة أخرى ، خاصة وأنها سبق وذاقت ويلاته .

للصين واليابان والكوريتين جنوبية وشمالية قواسم مشتركة تاريخية وجغرافية وثقافية ، تقلّ نسبيا مع روسيا ، لكن هذه القواسم تشكّل جزءا من ماضي الإقليم هناك وحاضره ومستقبله الذي تغذيه الحدود المشتركة ، كما تغذيه مخاطر الحروب الحديثة ، بأسلحتها الفتاكّة نووية وباليستية وغيرها ، ما يجعل البلدان الخمسة مختلفة إلى حدّ كبير في طبيعة التهديد الفعلي الذي تتعرض له في حال نشوب حرب إقليمية هناك ، فالغرب الحليف بقيادة أمريكا بعيد ، وتهديدات الحرب الحديثة بأهوالها بعيدة عنها ، لكنها قريبة من البلدان الخمسة الأخرى ، ما يعيد للذاكرة سؤال الرئيس الأمريكي أيزنهاور في العام 1952 لمستشاريه " إذا ضربنا كوريا الشمالية باسلحة نووية ، فاين سيعيش حلفاؤنا الكوريين الجنوبيين " ؟

فما هي خلفية هذا الصراع متعدد الأطراف ؟ وكيف ومتى نشأ ؟ ولماذا يقول الخبراء عن اجتماع قمة الزعيمين الأمريكي والكوري الشمالي أنه " مغامرة القرن" ؟

هذا ما سنتناوله في سلسلة مقالات معتمدا على مذكرات بعض المعنيين وغيرها من التوثيقات ، تعكس آثار التاريخ والجغرافيا والسياسة والإقتصاد والأيديولوجيا والحضارة والثقافة  ، بما تحمله من دروس لصناع القرار في العالم وفي إقليمنا المشدود ، ولكل من يقرأ.

 

كوريا : بين رئيسين ، ترومان وترامب (1) * زيان زوانة

http://www.ammanxchange.com/art.php?id=3c8657ee34ca2335c6e969d0689cf73d7d7ceefe 

 

كوريا: علاقات تاريخية معّقدة (2)* زيان زوانة

http://www.ammanxchange.com/art.php?id=bad344e63eb3ea7d2542859b17c7cb0c9693bc9f 

كوريا: هل ينصت ترامب؟ ( 3)* زيان زوانة

http://www.ammanxchange.com/art.php?id=3a134708864b2cb65f04479b6c597145f955e410

 

كوريا : رئيس يكره الشيوعية (4)* زيان زوانة

http://www.ammanxchange.com/art.php?id=a1b4db5c37423100a2464cf86eb2ff86eb39eaf5

 

 كوريا : دبلوماسية الرياضة (5)* زيان زوانة

http://www.ammanxchange.com/art.php?id=3eb089090a3099ff6ce94fb963b95cb1c4d0765c