أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Jan-2023

البنوك الأردنـيـة والمسؤوليات الاجتماعية *أحمد الحوراني

 الراي 

لم تكن البنوك الأردنية التجارية والإسلامية منها على حد سواء بمعزل عن الشأن العام في الأردن وعلى امتداد المسيرة الخيّرة التي شهدتها المملكة في عهد المغفور له الملك الحسين وما زالت مستمرة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، واصلت البنوك النهوض بدورها ومسؤولياتها الوطنية وأثبتت أنها شريكة في عملية البناء والنماء ولعبت دورًا لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه في إسناد جهود تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المملكة جنبًا إلى جنب مع مؤسسات القطاع العام.
 
المسؤوليات الوطنية والاجتماعية التي قامت بها المؤسسات المصرفية في المملكة اكتسبت قيمة مضافة خاصة في الأعوام الثلاثة الأخيرة منذ ظهور فيروس كورونا وتجلّى ذلك بوضوح في المشهد الوطني عندما راحت البنوك تلتزم بقوانين الدولة وتؤجل الدفعات المترتبة على قروض المواطنين ولأشهر عديدة ومتتالية في الوقت الذي يعرف فيه الجميع حجم الأعباء المترتبة عليها بسبب هذه القرارات إلا أن المصلحة العامة والحرص على تلمّس احتياجات المواطن وتقف إلى جانبه في ظروف بالغة الحدّة والصعوبة كان يشكل الأولوية والاعتبار الرئيسي بغض النظر عن الخسائر في جانبها المادي، وما كان في وقت كورونا فعلته عادت البنوك وفعلته في نهاية كانون الأول الماضي بقرارها تأجيل الأقساط مراعاة لأحوال الناس في ذروة فصل الشتاء.
 
الحقيقة إذن أنه وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة التي فرضت ظروفا صعبة على شريحة واسعة من الأردنيين خصوصا من ذوي الدخل المحدود ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع لا سيما بعد تطورات وانعكاسات جائحة كورونا ظهرت جليًا أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية شركات القطاع الخاص وفي مقدمتها البنوك التي تؤدي مثل هذه المهمات الإنسانية كواجب للمساهمة في التنمية الاقتصادية للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها ونمو أرباحها وليس هناك أفضل من هذه الطريقة التي تحقق من خلالها البنوك التوازن بين الضرورات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
 
هنالك تقدير عال من كافة فئات المواطنين للدور الذي قامت به البنوك في الظروف التي واجهت الدولة فكانت خير من يجسد مفهوم الأسرة الأردنية الواحدة التي تتكاتف في السرّاء والضرّاء وتتقاسم الهم وتتعاون في سبيل الخروج من كل أزمة، وإن كانت هناك مطالبة فإننا لنرجو أن يصار إلى قيام البنوك والشركات بجهد مكثف للإعلان وتوضيح حجم الواجبات التي تقوم بها والتي تندرج تحت باب المسؤولية الاجتماعية، وهذا الأمر يؤكد في جوهره أن الأردنيين كما كانوا على الدوام نموذجا في المحبة والعيش المشترك، والجميع يقوم بما عليه نصرة لأخيه ولعل هذا ما كان وما زال جلالة الملك يعبّر عن فخره واعتزازه به بأن وطننا قد تميز عن سواه بحجم المساحات الإنسانية التي تشغل حيّز ووقت المواطن الأردني فلا فرق بين هذا وذاك إلا بمقدار حجم انتمائه وعطائه للوطن.