رويترز 
 
ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته أمام اليورو أمس، بعد بيانات أظهرت أن الاقتصاد البريطاني حافظ على وتيرة النمو القوية خلال الربع الرابع العام الماضي، مخالفاً مجدداً التوقعات بأن التصويت لمصلحة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في حزيران (يونيو) سيؤثر سريعاً في النمو.
 
وارتفع الإسترليني 0.4 في المئة أمام اليورو إلى 84.71 بنس، بعد إعلان البيانات، وهو أعلى مستوياته منذ 3 كانون الثاني (يناير) الماضي. وأمام الدولار، فقد الإسترليني معظم مكاسبه التي سجّلها عقب إعلان البيانات ووصل بفضلها إلى أعلى مستوياته في ستة أسابيع عند 1.2674 دولار، قبل أن يتراجع إلى 1.2640 دولار، بارتفاع 0.1 في المئة فقط.
 
وهبط الذهب إلى أدنى مستوياته في أسبوعين أمس مع ارتفاع الدولار وعائدات سندات الخزانة الأميركية وأسواق الأسهم، لكن توقعات بأن صعود العملة الأميركية قد يكون بلغ نهايته، ساهمت في تقليص الخسائر. وانخفض سعر الذهب في السوق الفورية 0.6 في المئة إلى 1192.47 دولار للأونصة، بعدما هبط في وقت سابق إلى 1191.18 دولار، كما تراجعت عقوده الآجلة في الولايات المتحدة 0.5 في المئة إلى 1191.8 دولار.
 
وقال متعاملون إن الذهب تعرض لضغوط أيضاً من ضعف الطلب الفعلي في الهند نظراً إلى ارتفاع الأسعار، إضافة إلى تراجع الطلب الصيني قبيل عطلة العام القمري الجديد.
 
وانخفض سعر الفضة 0.7 في المئة إلى 16.83 دولار، والبلاتين 0.2 في المئة إلى 975.99 دولار، والبلاديوم 0.3 في المئة إلى 726.9 دولار.
 
إلى ذلك، أعلن محللو خدمة «جي أف أم أس» التابعة لـ «تومسون رويترز» في تقرير أمس، أن الطلب الحاضر على الذهب تراجع 20 في المئة العام الماضي إلى أدنى مستوياته منذ العام 2009، إذ كبح انتعاش الأسعار بعد تراجعها لثلاث سنوات متتالية شهية المستثمرين للمعدن. وأوضح المحللون أن شراء الحلي والعملات والسبائك إضافة إلى طلب القطاع الرسمي والصناعة، تراجع إلى 3349 طناً العام الماضي من 4184 طناً عام 2015، ليسجل أدنى مستوياته في 7 سنوات. وساعد ذلك في رفع صافي الفائض في سوق الذهب إلى 1176 طناً من 220 طناً فقط عام 2015، في أكبر فائض في السوق الحاضرة منذ مطلع القرن.
 
وتضرر الطلب قرب نهاية العام الماضي بفعل ارتفاع الدولار والتراجع الحاد في الطلب الهندي، بعدما سحب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بعض فئات أوراق النقد من التداول، ما أشعل أزمة سيولة في الربع الرابع 2016.
 
ورجّح فريق «جي أف أم أس» بقاء الدولار عقبة كبيرة أمام استمرار زيادات الأسعار، على الأقل في النصف الأول من العام الحالي، والمؤشرات قليلة على أن الطلب الحاضر من آسيا قد يتسارع. وقد يعود الطلب على الذهب إلى الارتفاع في وقت لاحق من السنة بفعل التوترات السياسية المرتبطة برئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، وسير انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي استحقاقات انتخابية في أوروبا، لذا توقع المحللون أن يبلغ متوسط سعر الذهب 1259 دولاراً للأونصة خلال العام الحالي.