أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Mar-2017

نحو إنصاف المرأة*خالد الزبيدي

الدستور-يحتفل العالم اليوم ..الثامن من آذار بيوم المرأة العالمي، وهذا اليوم يمر عادة مرور الكرام، وبتفاوت لا تحصل المرأة على حقها الطبيعي والدستوري في معظم دول العالم، والاردن يصنف بأنه يحاول مشاركة المرأة في كافة مناحي الحياة الا ان النتائج لا زالت بطيئة وفي كثير من الاحيان محبطة، فالمرأة الأم والزوجة والبنت والاخت والزميلة تشاركنا في حياتنا في اماكن عملنا وبيوتنا، وفي جامعاتنا لهن دور حيوي ومهم إذ يتقدمن كثيرا في التحصيل العلمي على الذكور، الا انهن في الحياة العملية يتراجع دورهن بدون مبررات، وربما السبب الرئيسي في هذه الصورة ذكورية المجتمع وتصرفاته، وعادات وتقاليد ترسخت عنوة في وجدان معظمنا، لذلك نجد المجتمع يحلق بجناح واحد وهذا لا يستقيم الامر معه ولا تتحسن ظروفنا وجانب كبير منا يحرص على دفع المرأة الى الوراء في العمل والمواقع القيادية ومراكز اتخاذ القرار.
 
المرأة مكون رئيسي كالرجل في المجتمع، وان الدستور الاردني / المادة 6 من الدستور الأردني تنص على .. «الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات»، وان الميثاق الوطني الصادر في العام 1991 اكد على مساواة الأردنيين ذكورا واناثا، اي لا وصاية ولا تمييز بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، ومن حق المرأة اذا توفرت لها الاهلية العلمية ان تتولى ما يتولاه الرجل بدون تمييز، الا ان مشاركة المرأة في العمل في كافة القطاعات لا زالت دون المستوى المطلوب، فالاردن الذي شرع القوانين الناظمة لحياتنا مبكرا حري به ان لا يتجاهل استحقاقات المرأة في المشاركة جنبا الى جنب مع الرجل.
 
في يوم المرأة العالمي من الضروري الاشارة الى ان معدل الاعالة في الاردن يعتبر مرتفعا جدا يصل الى ( 1:5 ) وهو من الاسباب الرئيسية التي تؤدي لارتفاع مستويات الفقر والبطالة، وان الزج بقدرات المرأة في النشاطات الاقتصادية يفترض ان يكتسب اولوية في السياسات الحكومية وشركات القطاع الخاص، حيث للمرأة حقوق طبيعية ودستورية لا منّة من احد، فالدول التي استطاعت احراز التقدم باشراك حقيقي للمرأة ليس فقط بتحسين مستويات المعيشة وانما فازت بقصب السبق على المستوى الدولي، ومن الدول التي نجحت في تمكين المرأة الصين وكوريا واليابان، ودول اوروبية، بينما في دول نامية لا زالت ترزح تحت الفقر جراء تهميش المرأة وتجاهلها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
 
مشاركة المرأة ليست قضية تتصل بالمرأة فقط وانما بالمجتمع، وفي هذا اليوم اذ نهنئ كل الاردنيات النشميات ونهنئ كل نساء العالم، نطالب بإنصاف المرأة دستوريا واقتصاديا واجتماعيا، وهذا الحق لا ينازعها فيه احد، وفي هذه المرحلة الصعبة المرأة أولى بالرعاية والدعم.