بينما لعب “الذكاء الاصطناعي” و”إنترنت الأشياء” و”البلوك تشين” دورا مهما في تطوير القطاع الزراعي تؤكد الدراسات العالمية أن هذه التقنيات ستشكل المرحلة المقبلة لتمكين قدرات جديدة في مجال الزراعة الرقمية.

ومن بين الشركات الأردنية الناشئة التي تميزت في تقنيات “إنترنت الأشياء” و”البلوكتشين” وطوعتهما لخدمة القطاع الزراعي والأمن الغذائي شركة “ديكابولس” التي تقدم حلا تقنيا ونظاما لتتبع سلامة الأغذية باستخدام “البلوك تشين”، من وقت زراعتها وحتى وصولها إلى المستهلك النهائي دون استخدام للورق والأجهزة والطرق التقليدية في التأكد من سلامة الغذاء.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ديكابولس”عبد الرحمن الحباشنة: “الشركة تقدم حلا ونظاما تقنيا يمثل جيلا جديدا من أنظمة التاكد من سلامة الغذاء وضبط الجودة من المصنع والمزرعة وخلال رحلة نقل المنتجات وحتى وصولها إلى المستهلك النهائي” لافتا إلى أن أنظمة الجودة لم تتغير منذ عشرات السنين.

وبين الحباشنة، الحاصل على شهادة نظم المعلومات الإدارية، أن النظام الذي تقدمه الشركة يشمل حلا تقنيا وأجهزة حساسات تركب في خطوط الإنتاج في المصنع والمزرعة وتأخذ قراءات حول الرطوبة والحرارة ومن سجلات الرش والري وكل ما يتعلق بمؤشرات سلامة الأغذية في وقتها دون تلاعب أو تدخل بشري وتربطها بمختبرات لتجمع بيانات دقيقة حول رحلة المنتج أثناء تنقله وصولا إلى المستهلك، ما يقدم معلومات حول جودة المنتج تفيد ثلاث جهات رئيسية منها: الجهات الرقابية الحكومية مصنعي الأغذية، وجهات التدقيق.

وقال: “النظام يعمل على تحقيق معايير السلامة والجودة المعتمدة بكل مرحلة إنتاجية على حدة عن طريق سلسلة غير منقطعة من السجلات التي تحتوي الفحوصات والقياسات بشكل مباشر ومستمر دون أي انقطاع وذلك سيؤدي إلى تطوير آلية الرقابة على سلامة الأغذية وزيادة الثقة بالمنتج المحلي”.

وأشار الحباشنة إلى أن “ديكابولس” منذ نشأتها في العام 2018 عملت على أكثر من 25 شراكة محلية ودولية منها وزارة الزراعة الأردنية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة وغيرها من الجهات.

وأكد الحباشنة أهمية الاستثمارات التي حصلت عليها الشركة وأولها تمويل من صندوق “اوسيس 500 ” الذراع الاستثماري لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، مشيرا إلى دور الصندوق في مسيرته العملية عندما بدأ التطوع مع هيئة شباب “كلنا الأردن” من العام 2009 لسنوات عدة، مشيرا إلى أهمية الدعم الفني المتخصص الذي حصلت عليه من حاضنة الأعمال في جامعة الحسين التقنية (the core by HTU).

وقال: “الشركة تمكنت من الحصول على تمويل من الصندوق الأردني للريادة العام بقيمة 150 ألف دولار في “ديكابوليس” لافتا إلى أنها حصلت مؤخرا على تمويل من شركة عالمية ستعلن عنه لاحقا”.

وقال: “إن “ديكابولس” أسهمت في توفير 25 فرصة عمل لأردنيين، وتمكنت من تحقيق إيرادات تتجاوز المليون ونصف المليون دينار خلال الفترة منذ تأسيسها حتى اليوم.

وقال الحباشنة: “إن الشركة تعمل مع برنامج الغذاء العالمي لتمكين 600 من صغار المزارعين من استخدام التكنولوجيا لإنتاج منتجات آمنة وتطبيق ذلك بالعمل على حوالي 50 محصول”.

ولفت إلى أهمية التشبيك مع عشر مصدرين ومحلات البيع بالتجزئة محليا واقليميا لشراء منتجات صغار المزارعين، لافتا إلى دور الشركة في زيادة ربح صغار المزارعين وبيع منتجاتهم بمعدل 40 % – 200 % زيادة على سعر السوق.

وأكد أن الشركة في الوقت الحالي قدمت حلا مبتكرا لمنع الغش لزيت الزيتون ليجري تطبيقه على 136 معصرة زيت زيتون بالشراكة مع وزارة الزراعة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والمركز الوطني للبحوث الزراعية ونقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردنية.

وقال: “من أبرز إنجازات الشركة توقيعها اتفاقية لتقديم حل وطني لمراقبة سلامة الأغذية والخضار والفواكه مع الحكومة النيجيرية لمدة أربع سنوات”.

وسجلت “ديكابولس” العام الحالي إنجازا بتصنيفها من قبل برنامج “FoodTech”، العالمي واحدة من أهم 500 شركة متخصصة في مجال تكنولوجيا الغذاء حول العالم، كما تم اختيارها سابقا لتكون واحدة من أفضل 10 شركات ريادية في مجال ” البلوك تشين من تجمع ” DLT LABs “.

وأكد الحباشنة أن “ديكابولس” ستعمل خلال السنوات المقبلة على تطوير النظام والتوسع في العمل من خلال فتح مكاتب لها في دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، لتكون “منصة عالمية في سلامة المنتجات الغذائية وفي تسهيل استيراد وتصدير المواد الغذائية.