بدأت معالم هجرة الكاش «العملات النقدية» باتجاه استخدام البطاقات الالكترونية أمرا واضحا وملموسا من قبل مختلف الأردنيين وهذا ما يؤكده نمو المدفوعات الالكترونية شهرا وراء شهر وعاما تلو عام.

 

نمو استخدام البطاقات الالكترونية والمدفوعات عبر مختلف التطبيقات مؤشر واضح على مدى نجاح هذه التجربة في المملكة وانتشارها في مختلف المناطق والمحافظات، فلا تكاد تدخل مكانا أو متجرا الا ولديه ماكينات للدفع الالكتروني وهذا كله نتيجة التفوق الكبير الذي نعيشه في مجال التكنولوجيا وتحديدا الاتصالات وانتشار الانترنت بشكل لافت وكبير، وهذا ما يجعلني متاكدا باننا ذاهبون إلى هجر العملات الورقية والمعدنية عما قريب.

 

الحكومه وبهذا الاتجاه أعلنت ومن خلال خطة التحديث الاداري للأعوام المقبلة بأنها تخطط ان تكون معاملاتها المالية إلكترونية وصولا إلى نسبه ١٠٠% حتى العام 2024، ما سيساهم إلى حد كبير في تسريع عملية الانتقال من استخدام «الكاش» واستبداله بأدوات دفع أكثر نجاعة واماناً للمستخدمين وتحميهم من التزوير والنزيف للعملات التقليدية.

 

تطورات إيجابية بدأ المواطنون في انتهاجها وصولا الى التحول إلى الدفع إلكترونيا، إذ بلغ عدد الحركات المنفذة خلال العام الماضي، 34 مليون حركة بقيمة إجمالية بلغت 9.5 مليار دينار، وما يلفت النظر اتجاه هذا السلوك الإيجابي لاستخدام الدفع عبر الهاتف النقال العام الماضي والتي نمت بما نسبته 107 بالمئة في عدد العمليات المنفذة، ما يخص بطاقات الدفع المصدرة من قبل البنوك العاملة في المملكة، فقد بلغ عددها حوالي 4.5 مليون بطاقة دفع بمختلف أنواعها (دائنة ومدينة ومدفوعة مسبقاً) بينما بلغ عدد أجهزة الدفع لدى التجار ما يقارب ?٤.٥ ألف جهاز وتشهد طلبا متصاعدا.

 

اليوم التوجهات جميعها وبمختلف دول العالم تذهب وتنصب في هذا الاتجاه، في محاولة لتغيير أنماط سلبية كثيرة تستخدم من قبل المستهلكين وايضا من قبل بعض النفوس المريضة التي تستغل حاجة الناس والتصرفات التي أقل ما يقال عنها إنها نصب واحتيال، فكم منا وقع ضحية لتزييف العملة وكم منا وقع ضحية ما في باقي، وكم منا يعود للبيت فيجد نفسه قد صرف مبلغا ماليا ولا يعرف اين صرفه ولا يوجد لديه بيانات لاستعادة ذاكرة مصروفاته الشهرية، وهذا ما تضمنه لك عمليات الدفع الالكتروني من خلال مسجات وشروحات وتحليل مصروف وغيرها من الخيارات.

 

قريبا سنشهد ندرة بالكاش ولربما لن تجد من يستطيع أن يفك لك خمسين دينارا وهذا لسبب واحد أن التجار لن تكون لديهم كاشات بسبب الطلب المتزايد على الدفع الالكتروني وتحديدا أن التفوق التكنولوجي ووعي المستهلك سينتصران في النهاية على الوسائل التقليدية وسيدفعان الجميع لانتهاج هذا السلوك وحتى وإن كره الكارهون.