أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2019

انخفاض قيمة اليوان الصيني مقابل الدولار إلى أدنى مستوى في 9 أعوام

 شنغهاي/بكين/واشنطن – وكالات: سجّل اليوان الصيني صباح أمس الإثنين أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ أغسطس/آب 2010، مما أثار تكهّنات بأن بكين تسعى إلى تخفيض قيمة عملتها لمواجهة الرسوم الجمركية التي تهدد الولايات المتحدة بفرضها.

وتراجع سعر صرف اليوان الصيني في الأسواق الخارجية إلى 7,1085 مقابل الدولار بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لفرض رسوم جمركية على سلع صينية جديدة بقيمة 300 مليار دولار، مما فاقم التوترات التجارية القائمة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وتخطت العملة الصينية بذلك عتبة 7 يوان مقابل الدولار الأمريكي، والتي يعتبرها المستثمرون الحد الأدنى لقيمتها.
وتُخضع الصين سعر صرف اليوان لقيود، وهي تسمح بتقلّبه مقابل الدولار ضمن هامش 2 في المئة من السعر المرجعي الذي يحدده بنك الصين يوميا.
وأمس حدد البنك المركزي الصيني سعر صرف اليوان مقابل الدولار عند 6,9225، أي أقل بـ0,33 في المئة مقارنة بيوم الجمعة.
 
ترامب يتهم بكين بالتلاعب بالعملة من أجل زياد تنافسية صادراتها
 
وقال في بيان ان عدة عوامل وراء هبوط اليوان أمام الدولار لأدنى مستوى منذ 9 سنوات. وأوضح أن ضعف اليوان يعود إلى التدابير الأحادية والحمائية، إضافة إلى توقعات برسوم جمركية أمريكية إضافية على السلع الصينية.
ويوم الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء فرض رسوم إضافية بنسبة 10 في المئة على بضائع صينية مستوردة بقيمة 300 مليار دولار، اعتبارا من مطلع سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال يي قانغ، محافظ «بنك الشعب الصيني» المركزي ان بكين لن تستغل عملتها كأداة للتعامل مع اضطرابات خارجية مثل النزاعات التجارية. وذكر في بيان على الموقع الإلكتروني للبنك ان الصين لن تشرع في خفض قيمة اليوان لأغراض تنافسية، مضيفا ان السلطات ستحافظ على استقرار واستمرارية سياسات إدارة الصرف الأجنبي.
 
الحفاظ على الاستقرار
 
وأضاف ان سعر صرف اليوان عند مستوى مناسب حاليا يتماشى مع العوامل الاقتصادية الأساسية والعرض والطلب في السوق، مؤكدا ان البنك المركزي لديه الخبرة والقدرة للحفاظ على استقرار العمليات في سوق الصرف الأجنبي.
وأوضح المحافظ ان ضعف اليوان يعود إلى «التدابير الأحادية والحمائية»، إضافة إلى توقعات برسوم إضافية على السلع الصينية.
وأضاف «رغم تراجع سعر صرف العملة الصينية مؤخرا، إلا أن اليوان أصبح أقوى بنسبة 20 في المئة مقابل الدولار خلال العقدين السابقين، والأقوى بين العملات الرئيسية في العالم».
ورجَّح أن تصبح الصين نقطة ساخنة لرأس المال في العالم لكونها الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي يحافظ على سياسة نقدية طبيعية، بينما خفف الكثير من الاقتصادات المتقدمة سياساتها النقدية.
 
عودة ردود الفعل الإنتقامية
 
وعادة ما يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تراجع اليوان أمام سلة العملات الأجنبية، أداة تتبعها الصين، لزيادة تنافسية منتجاتها بالنسبة للمستوردين مقابل السلع الأجنبية المماثلة.
وقال كين تشونغ، خبير استراتيجيات العملات في مصرف «ميزوهو» الياباني «يبدو أن زيادة الرسوم الجمركية تشكل مؤشرا لعودة ردود الفعل الانتقامية وتعليق المحادثات التجارية، وبالتالي لا يرى المركزي الصيني أي حاجة للإبقاء على استقرار سعر صرف اليوان على المدى القريب».
واتّهم الرئيس الأمريكي مرارا الصين بتعمّد تخفيض قيمة عملتها لدعم صادراتها، ما تنفيه بكين على الدوام.
وأحدث ترامب الأسبوع الماضي صدمة في الأسواق العالمية عندما هدد بفرض مزيد من الرسوم الجمركية غداة استئناف واشنطن وبكين المفاوضات الرامية إلى إنهاء النزاع التجاري القائم بين البلدين.
وإذا نفّذ ترامب تهديده بزيادة الرسوم بنسبة 10 في المئة اعتبارا من مطلع الشهر المقبل ستصبح عمليا كافة الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة البالغة قيمتها 500 مليار دولار سنويا خاضعة للرسوم.
وقال جوليان إيفانز بريتشارد، الخبير في شؤون الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميس» الاستشارية في لندن ان المركزي الصيني «يستخدم عمليا سعر الصرف سلاحا» عبر ربطه قيمة العملة بالحرب التجارية الدائرة مع الولايات المتحدة.
وأضاف «إذا افترضنا أن هدفهم هو تخفيف وطأة الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، فهم سيسمحون على الأرجح بمزيد من التراجع في قيمة عملتهم بما بين 5 و10 في المئة في الفصول المقبلة».
وكما هو متوقع وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التراجع الأخير في سعر صرف اليوان الصيني بأنه «تلاعب بالعملة» وألمح إلى أنه يريد أن يتدخل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي )الأمريكي لمواجهة الإجراء الصيني.
وكتب ترامب، على صفحته على موقع «تويتر» ان الصين «خفضت سعر عملتها إلى ادني مستوى تاريخي … وهذا يسمى تلاعبا بالعملة. هل يسمع مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي)؟ هذا انتهاك كبير سيضعف الصين كثيرا بمرور الوقت».
وتوحي تصريحات ترامب الأخيرة بأنه عازم على حث البنك المركزي على تخفيف السياسة النقدية لمواجهة هذا الإجراء وليس إعطاء توجيهات لوزارة الخزانة للتدخل لإضعاف الدولار.
وكان الاحتياطي الاتحادي قد خفض الأسبوع الماضي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ظل ضبابية الوضع الاقتصادي العالمي وحالة الغموض التي تسببت فيها حرب ترامب التجارية. وألمح مجلس الاحتياطي إلى إمكانية إعلان المزيد من الخفض إذا تتطلب الأمر.