عمان اكسشينج -

يمكن القول أن أمريكا هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم ، بقدراتها العلمية والإقتصادية والعسكرية والتجارية ، وهي بلد يستطيع العيش باكتفاء ذاتي مريح ، في عالم يريد الإنفتاح على بعضه البعض ، بفعل الحاجة وضرورة التجارة وثورة الإتصالات والتكنولوجيا.

خلال سنة ونصف من عمر إدارة ترامب ، أقلقت فيها العالم بانسحابها من اتفاقية المناخ الدولية ومن اتفاق إيران النووي ومن مجلس حقوق الإنسان الدولي ، وأزعجت حلفائها الغربيين الأساسيين أعضاء مجموعة السبع ، وأزعجت جارتها المكسيكية ، لتضيفه لإزعاجها المتميز لجارتها الكندية ، وأزعجت حلفائها في منظومة امن آسيا بطريقة تعاملها مع كوريا الشمالية ، بتأرجحها بين سياسة "النار والغضب" و"حافة الهاوية " ، وبين " كوريا الشمالية تمثل تهديدا " وبين " ناموا مطمئنين كوريا الشمالية لا تمثل أي تهديد " ، فشعرت اليابان بالقلق والتهميش ، لتضيفه إلى هواجسها التجارية ، ثم فرضت إدارة ترامب على وارداتها من الصين ، ثاني أكبر اقتصاد في العالم رسوما أزعجتها ، فقابلها الإتحاد الأوروبي بفرض رسوما على مستورداته من بضائعها ، وردت الصين كذلك بالمثل ، ثم انضمت الهند ففرضت رسوما على بعض وارداتها من أمريكا ، ثم أقرت إدارة ترامب داخليا سياسة تفريق أبناء المهاجرين غير الشرعيين عن عائلاتهم ، التي رفضها غالبية الأمريكيين ، بمن فيهم زوجة ترامب نفسه وزوجة الرئيس بوش ، ما اضطرالإدارة إلى للتراجع عنها ، ليتقلص عدد حلفائها الموثوقين في خارج أمريكا بشكل لم تعهده أمريكا من قبل ، ولتجدّد حولها جدلا داخليا لا يهدأ ، قد يتحول لخسارة قاعدتها الإنتخابية التي نجّحتها.

تخسر إدارة ترامب حلفائها إذن ، بممارستها سياسات " الإفراط في استعمال القوة " ، و" الإستعلاء" و "كسب الأعداء " و " الغلو في تقدير الذات " ، ومخالفتها لسياسة كسب الحلفاء وفقا لمبادئ " المصالح المشتركة " و" العصا والجزرة " عندما تستعمل العصا فقط.

كان حلفاء الأردن منذ نشأته أحد دعائم الدولة الأردنية ، وبقي يسير على حبل مشدود منذاك ، ما يفرض استمرار بحثه عن الحلفاء وتنويعهم ، فأمريكا ترامب بعظمتها ضعيفة بدونهم ، والأردن الضعيف قوي بهم ، وهذا درس قدمته إدارة ترامب لصناع القرار في العالم.