كلنا يعلم أنه لغاية الان لم يتم القضاء على وباء كوفيد 19 بشكل كامل ، ومن الممكن ايضاً ان نواجه فيروسات كثيرة ومتنوعة شديدة وخطيرة مستقبلاً ، وهذا يعني ان علينا ان نستعد لذلك من كافة النواحي ، وهذه حقيقة قائمة للكثيرين ، ولكن هذا واقعي وحقيقي ، خاصة ان العديد من هذه التداعيات الوبائية تؤثر بشكل مباشر على اقتصادنا ومجتمعنا فهي مستمرة ودائمة .

ولقد اثرت هذه الفيروسات سابقاً ، على تراجع الطلب على خدمات المطاعم والفنادق والاماكن السياحية ، واماكن الترفيه وغيرها ، وادى ذلك ايضاً الى نقصان فرص العمل بشكل متزايد ، في كافة القطاعات والمرافق .

كذلك الامر على خدمات الرعاية الصحية ورعاية الاطفال والتعليم بكافة مستوياته ، وتنحي كثير من العمالة الوافدة عن كثير من الاعمال التخصصية ، التي تحتاج الى عمالة وطنية بديلة .

لذلك لا بد من وجود شيء ضروري ، أي وجود كوادر بشرية ذات مهارات جديدة في هذا المجال والتخصص ، يستفيد من هذه القوة البشرية المدربة والمؤهلة ، التي تمتلك المهارات للعمل في العديد من هذه المرافق ، ويجب ان يكون هناك مساق رئيسي من البرامج المهنية التخصصية ، فهناك طلب كبير للمهارات المطلوبة لاخضائيي الرعاية الصحية .

ونتساءل اين هي تلك الجهات ، التي على الشباب الذهاب اليها ، والاشتراك بهذه الدورات المعتمدة والتخصصية ، ويحصلون على شهادات معتمدة رسمياً ، والتي تؤهلهم للعمل الالزامي في تلك المرافق ، كرجل الامن او مسؤول السلامة العامة والصحة المهنية ، وهو ايضاً استثمار في رأس المال البشري ، يساهم في النمو الاقتصادي .

والمجتمع بشكل عام وهذه البرامج التدريبية ، يجب تطويرها بشكل دوري ، لما يشكله انتشار الاوبئة من مخاطر عديدة ، فحالياً لا يوجد برامج تدريبية متخصصة في هذا المجال .

وعلينا ان ندرك ان هذا التخصص ، مع تصميم البرامج الحديثة بذلك ، يكون مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوظائف حقيقية ، خاصة عندما تتعاون الشركات والصناعات في تصميم البرامج ، لأن اصحاب العمل يشكلون مصدر المعلومات حول المهارات المطلوبة ، لأن مثل هذه الاوبئة ، بسبب الجهالة المهنية والعملية والثقافية في مختلف الاماكن والمرافق يساعد في انتشارها ، وسوء التعامل معها سيزيد الأمر سوءاً .