أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Sep-2020

نحن وإقليمنا القلق* زيان زوانه
عمان اكسشينج - 
 
يمرّ إقليمنا الشرق أوسطي بمخاض تحالفات  قيد التشكيل ، بسبب اعتقاد أمريكا أن التحدي الحقيقي لها لم يعد في الشرق الأوسط بل في منطقة الباسيفيكي ، حيث الصين والهند واليابان بإمكانياتهم المعروفة ، وأن " روسيا " ليس أكثر من ملف أوروبي . ساهم بالقرار الأمريكي استغنائها عن نفط الشرق الأوسط بعد أن أصبحت دولة مكتفية ومصدرّة.
 
أمريكا تجند أدوات قوتها المستندة إلى قاعدة " تكلم بنعومة وبيدك العصا الغليظة "  لاستثمار وتعميق الخلافات الصينية الهندية والصينية اليابانية والصينية مع دول الباسيفيك الأخرى ، بدءا بإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة المشرفين على مضيق مالقا  معبر النفط والغاز المستورد للصين ، مرورا بتايلاند وفييتنام ، متجاوزة عناصر استراتيجيتها السابقة بشعارات الديموقراطية وحقوق الإنسان ، لتركز على الأسواق والتجارة والتكنولوجيا وتفوقها الكاسح لأي منافس آخر، واستمرار محاولاتها زعزعة القوة الصينية ووقف تطورها .
 
قد تستمرهذه الحرب الرابعة الباردة لعشرات السنين ، وقد تبدو بعيدة عن تقاطعات إقليمنا ، بعد أن تراجع دور النفط والغاز العربي كمحرك للسياسة الأمريكية فيه ، لكن إسرائيل تبقى عنصرا ضاغطا على صانع القرار الأمريكي ، ليبقي دعمه لها ظاهرا لا تخطؤه عين أية قوة إقليمية ، عربية أو غير عربية ، في صراع النفوذ على المنطقة ، مستثمرة ذلك في علاقة مصلحية تبادلية معه بما يحقق مصالحها ، وما رأيناه مؤخرا مع دولتي الإمارات والبحرين إلا ترجمة لذلك ، علما بأن التغيرات الديموغرافية في المجتمع الأمريكي ، وصعود دور المواطنين الأمريكيين غير البيض ، سيصل يوما لمرحلة التساؤل عن كلفة دعم إسرائيل في منطقتنا القلقة  ، وما العوائد التي يجنيها المواطن الأمريكي مقابل ذلك .
 
الوجه الآخر لخروج إقليمنا من دائرة اهتمام أمريكا هو تزايد دور القوى الإقليمية ، وإسرائيل أولها ، ما يوجب على صانع القرار الأردني  أن يأخذ ما يجري باعتباره ، باصطفافاته معلنة ومخفية في حمى ظروف مهيئة للمواجهة ، ليطور استراتيجيته بما فيها من خيارات طويلة وقصيرة الأجل ، متحرّصا من التجاوز على دوره وحقه ، ومتجاوزا ردود الفعل السريعة العاطفية على ديناميكية المجريات ، خاصة الأخيرة ، ومتجنبا إضاعة الوقت على رهانات خاسرة له عميق الخبرة فيها ، مدركا أن الدول عظمى وغير عظمى تبحث عن مصالحها أولا وأخيرا.