فرانكفورت: «الشرق الأوسط»
قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، بيار وونش، إنه يجب على البنك ألا يتجاهل أي زيادة محتملة في تكاليف الطاقة وقد يتعين عليه الرد برفع أسعار الفائدة.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن محافظ البنك المركزي البلجيكي في جلسة نقاشية في فرانكفورت قوله، إنه بينما كان الرد الافتراضي في الماضي هو تجاهل حدوث زيادة مؤقتة في الأسعار، فقد يختلف الوضع الآن بعد فترة طويلة من بقاء التضخم فوق المعدل المستهدف.
وقال وونش: «أراهن أننا لا يمكننا المخاطرة بأن نجري نظرة سريعة إذا كانت هناك صدمة في أسعار النفط». وأضاف: «بالطبع سنكون في وضع صعب للغاية، لكن مع ذلك أراهن أننا لا نستطيع النظر سريعاً وسيتعين علينا على الأرجح التقييد أكثر إذا ما رأينا بعض التأثيرات الكبيرة على الأسعار».
كان البنك المركزي الأوروبي قد أبقى أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير، قائلاً إن سعر الفائدة على الإيداع ويبلغ 4 في المائة سيسهم في عودة التضخم إلى المعدل المستهدف 2 في المائة إذا ظل لفترة طويلة.
ولم يستبعد بعض المسؤولين مزيداً من الارتفاعات، وقال محافظ البنك المركزي الألماني يواخيم ناجيل في وقت سابق يوم الجمعة، إنه ليس من الواضح ما إذا كانت تكاليف الإقراض قد وصلت إلى ذروتها. ولا يزال التأثير على أسعار النفط جراء حرب إسرائيل في قطاع غزة، محكوماً بشكل نسبي حتى الآن.
لكن لا يزال مسؤولون بالبنك المركزي الأوروبي في حالة تأهب بعدما دفع ارتفاع أسعار الطاقة بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا معدلات التضخم فوق 10 في المائة، ما دفعهم إلى تشديد السياسة النقدية بوتيرة غير مسبوقة.
وقفزت أسعار النفط أكثر من 4 في المائة يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، منتعشة من أدنى مستوياتها في 4 أشهر التي سجلتها في الجلسة السابقة، مع تلقيها دعماً وسط جني المستثمرين للأرباح ومع العقوبات الأميركية على بعض شاحني النفط الروسي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.19 دولار بما يعادل نحو 4.1 في المائة إلى 80.61 دولار للبرميل عند التسوية، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.99 دولار، أي 4.1 في المائة، إلى 75.89 دولار.
وتم تعويض بعض الخسائر بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات هذا الأسبوع على شركات وسفن لشحنها نفطاً روسياً يباع بأكثر من الحد الأقصى للسعر المفروض من مجموعة السبع. ومع ذلك، أنهى كلا الخامين الأسبوع على انخفاض أكثر من واحد في المائة، وهو الانخفاض الأسبوعي الرابع على التوالي، متأثرين في الغالب بزيادة مخزونات الخام الأميركية واستمرار الإنتاج القياسي المرتفع. كما أثرت أزمة العقارات المتفاقمة وتباطؤ النمو الصناعي في الصين.
ويخفض منتجو النفط الأميركيون عدد الحفارات العاملة منذ ما يقرب من عام بسبب ضعف الأسعار. ولكن شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة قالت إن العدد زاد هذا الأسبوع بمقدار 6، وهو أكبر ارتفاع منذ فبراير (شباط).
ومع انخفاض سعر برنت عن 80 دولاراً للبرميل، يتوقع عدد كبير من المحللين الآن أن تمدد «أوبك بلس»، خاصة السعودية وروسيا، خفضها الطوعي حتى عام 2024.
وقالت ثلاثة مصادر في «أوبك بلس»، وفق وكالة «رويترز»، إن من المقرر أن تدرس المجموعة ما إذا كانت ستجري خفضاً إضافيا في إمدادات النفط حين تجتمع في وقت لاحق هذا الشهر. وقال محللون من «غولدمان ساكس» في مذكرة: «أسعار النفط انخفضت قليلاً هذا العام رغم أن الطلب تجاوز توقعاتنا المتفائلة».